نجل شاه إيران يرسم خارطة ما بعد الاحتجاجات: الدستور والديمقراطية
ساحاتٌ تصدح بحناجر تنادي بالخلاص من النظام والانعتاق من القيود، وأصواتٌ في المهجر ترسم خارطة ما بعد الاحتجاجات.
هذه هي إيران المنتفضة على نظامها للشهر الثاني على التوالي، في لهيب غضب وحّد أبناء الوطن والشتات تحت مطلب واحد اختزلته هتافات شقّت سماء الداخل وعبرت الحدود.
ففي خضم موجة الاحتجاجات الشعبية العارمة التي أشعلتها دماء الشابة الكردية مهسا أميني، وجه الأمير رضا بهلوي، ولي العهد الإيراني السابق كلمة للمتظاهرين ورسم خارطة ما بعد الحراك.
وكانت مهسا أميني قد لقيت مصرعها على أيدي قوات الشرطة في طهران، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، على خلفية اعتقالها بسبب عدم ارتداء الحجاب الإلزامي الذي تفرضه السلطات.
خارطة طريق
بهلوي وفي خطابه الذي ألقاه اليوم الخميس، شدد على ضرورة تشكيل "حكومة تعددية مؤقتة" للانتقال من نظام الجمهورية الإسلامية، مؤكدا أنه "شخصياً لا يريد أن يلعب دورًا سياسيًا في مستقبل إيران ولا يريد دعم أي حزب أو منظمة".
وقال ولي عهد إيران السابق إن "الحكومة المؤقتة يجب أن تتخذ إجراءات مثل ضمان حريات وحقوق الناس، وحل المشاكل المعيشية والاقتصادية للشعب، وتنظيم السياسة الخارجية لضمان مصالح إيران، وإجراء استفتاء".
خارطة لا تكتمل بدون تمكين ممثلي الشعب في البرلمان من اتخاذ القرارات، واتفاق معظم القوى المؤيدة للديمقراطية على أن نظرية إدارة الحكومة يجب أن تُحسم في الجمعية التأسيسية.. هكذا يرى بهلوي.
واستكمل مسار الطريق بدعوة المحامين وخبراء القانون إلى "صياغة مسودة للدستور الإيراني الجديد"، ووصف التطورات في البلاد بأنها "ثورة"، قائلا إن "الشعب يبحث عن تغيير النظام".
وفيما شدد على أنه لا أولوية لديه فيما يتعلق بشكل النظام السياسي القادم، لكنه عبّر عما ينشده من نظام "علماني وديمقراطي".
ومتوجها للمتظاهرين، قال نجل شاه إيران: "يسعدني أن تأكيدي في السنوات الأخيرة على استبدال التوجه الفردي بالنظام الموجه في المشهد السياسي لإيران قد تم قبوله من قبلكم وهو في طريقه إلى التنفيذ".
وتابع: " البعض يحاول تخويف المحتجين بالحديث عن قضايا مثل التقسيم والانفصال وفق القوميات، لكن أفضل حراس مستقبل إيران هم الأشخاص الذين يتظاهرون اليوم".
معتبرا أن "النظام تمرد وأن آخر طلقة له هو القمع والقتل لكن شعبنا لم يغادر الشارع ".
وفي الوقت نفسه، أكد بهلوي الذي يعيش في الولايات المتحدة، أن "الشعب الإيراني بحاجة إلى المساعدة"، مشيرا إلى أن "الدعم الخارجي مختلف جداً عن التدخل الأجنبي".
وعن الشعار الرئيسي للاحتجاجات الإيرانية:"المرأة، الحياة، الحرية"، لفت الرجل إلى أن كل هذه الأشياء الثلاثة كانت من بين المطالب الأولى التي هاجمتها الجمهورية الإسلامية منذ اليوم الأول".
بناء الديمقراطية
وعن مستقبله السياسي في حال سقوط النظام، قال بهلوي: "أحد الأسباب التي تجعل أبناء شعبي يثقون بي هو أنني لست منخرطًا في الألعاب السياسية الحزبية، وبهذه الطريقة سيكون دوري أكثر فائدة لبناء الديمقراطية في إيران ".
وأشار إلى أنه يبحث عن "تشكيل جيش يتمتع فيه المواطنون بالحرية والحقوق مثل أمريكا وكندا"، لكنه شخصياً "لا يريد أن يلعب دورًا سياسيًا في مستقبل إيران ولا يريد دعم أي حزب أو منظمة"، على حد قوله.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA=
جزيرة ام اند امز