ثورة الكافيتريا.. جامعات إيران تشعل جذوة الاحتجاجات
في إيران، حتى مشاركة وجبة طعام قد تعتبر عملا ثوريا، فقد أصبحت صالات الطعام بالجامعات الجبهة الأمامية الجديدة بالانتفاضة الحالية.
ويخاطر الطلاب الذين يرددون هتافات: "امرأة، حياة، حرية"، بالتعرض للطرد، والاعتداء، والاعتقال في الصراع لتناول الغذاء معا دون الالتزام بقاعدة الفصل بين الجنسين المطبقة منذ عقود.
وعندما أغلقت السلطات الكافيتريات بالحرم الجامعي انتقاما من هذا التمرد، تجمع الطلاب في الخارج من أجل "نزهات احتجاجية"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن "ثورة الكافيتريا" جزء صغير لكنه رمزي من أشكال الاضطرابات المناهضة للحكومة التي اجتاحت إيران على مدار حوالي شهرين، والتي تعتبر الآن أطول مظاهرات ضد قادة إيران، إذ حافظ طلاب الجامعات على زخم الحركة.
وتحدث طلاب من جامعات إيرانية مع "واشنطن بوست"، شريطة ذكر اسمهم الأول فقط، عن دورهم في الاحتجاجات، وسط مراقبة مستمرة وتهديد بالاعتقال.
وقال محمد علي، "الطلاب لا يحتجون على الفصل بين الجنسين فحسب، بل يرفضون الفصل بين الجنسين. الطلاب لا يطلبون تناول الطعام معا فقط، بل يتناولونه معا. أو يحاولون ذلك".
وداهمت قوات الأمن مرارًا حرم الجامعات وواجهت الطلاب المتظاهرين. والشهر الماضي، اقتحمت القوات المسلحة جامعة شريف التكنولوجية في طهران، واعتقلت مئات الطلاب.
وحذر قائد الحرس الثوري الإيراني، السبت، من أن ذلك سيكون "آخر أيام الشغب"، مما ينذر بمزيد من القمع. لكن لم يوقف ذلك الاحتجاجات.
ويوم الثلاثاء، أضرب بعض طلاب الجامعات ونظموا اعتصامات، رافعين لافتات تحمل صور وأسماء زملائهم وأساتذتهم المحتجزين.
الفصل بين الجنسين
وشاركت أكثر من 130 جامعة في الاحتجاجات على مستوى البلد، واعتقل حوالي 400 طالب جامعي حتى الأربعاء، بحسب منظمة "هرانا"، ومقرها واشنطن.
وإجمالا، احتجز الأمن آلاف الأشخاص وقتل المئات، بحسب مجموعات حقوقية، بالرغم من القيود على التقارير التي تصعب التحقق من الأرقام الدقيقة.
وقال حامد (25 عاما)، طالب بجامعة غيلان في مدينة راشت الإيرانية، إن القواعد المتعلقة بالفصل بين الجنسين تم فرضها بشكل متقطع في الماضي، حيث كان يسمح بعض المعلمين، على سبيل المثال، بجلوس الطلاب معا، في حين فصل بينهم أساتذة آخرون.
لكنه يتحدى وزملاؤه الآن قواعد الاختلاط بين الجنسين في صالات تناول الطعام، قائلًا: "مع استمرار الاحتجاجات نٌشر مزيد من الحرس الجامعي، ولاحقا قوات بملابس مدنية للتخفي بيننا. يلتقطون صورًا ويرصدون طلابا محددين يبدو أنهم أكثر نشاطا ويعتقلونهم خارج الجامعة".
وبجامعة الرازي في مدينة كرمنشاه الكردية غرب البلاد، قالت ناستران (20 عاما) إن الاحتجاجات لم تنتشر بعد إلى صالات الطعام "لأن الطلاب خائفون. إذا استمرت الاحتجاجات بهذا الحجم، قريبا سنفعل."
وأشارت إلى أن الاحتجاجات مستمرة، لأن الإيرانيين "يتشاركون ألم" حب بلدهم، بينما "يٌحرمون من أبسط حقوقهم في المعيشة والرغبة في مستقبل أكثر إشراقا"، مضيفة "للأسف، ليس لدى الحكومة أي استراتيجيات في مواجهة مثل تلك الاحتجاجات. أدواتهم الوحيدة هي القمع".
وقالت إنها رأت طلابا دون السن الجامعي يتجولون بأرجاء الحرم ويلتقطون صورا للطلاب، مشيرًا إلى أن سيارات إسعاف مجهولة، والتي تقول مجموعات حقوقية إنها تستخدم لنقل المحتجزين، وتتوقف أمام الجامعة.
ولم تتمكن صحيفة "واشنطن بوست"، التي ليس لديها اعتماد للتغطية داخل إيران، من التحقق بشكل مستقل من روايات الطلاب.
ولطالما كان الطلاب "حاملي شعلة" الحركات المؤيدة للديمقراطية في إيران، بحسب فروغ فرهانج، المرشحة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة نورث وسترن الأمريكية.
وفي أثناء دراسة فرهانج في شهادة البكالوريوس في إيران، تم فصلها من جامعتها في أعقاب الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في 2009.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز