صحفية إيرانية: الطبقة الوسطى "بركان خامد"
صحفية إيرانية معارضة ترى ضرورة وجود قادة مخضرمين لقيادة حراك الطبقة الوسطى أولوية في الفترة المقبلة للخروج من حالة اليأس.
قبل 10 سنوات، في يونيو/حزيران، اندلعت احتجاجات شعبية عارمة في إيران عرفت حينها باسم "الانتفاضة الخضراء" ردا على تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح محمود أحمدي نجاد المقرب في تلك الفترة من مليشيا الحرس الثوري.
وتحت عنوان عريض حول تغول سلطات الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية داخل شؤون البلاد في أعقاب قمع احتجاجات عام 2009 واعتقال أبرز قادتها مهدي كروبي، سلطت الصحفية المعارضة فرزانة روستائي الضوء على أوضاع إيران الداخلية في الوقت الراهن.
وأوضحت روستائي، في مقال لها، عبر النسخة الفارسية لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية، أن الطبقة الوسطى في إيران أصبحت ظروفها الاجتماعية والاقتصادية أصعب مما كانت عليه قبل سنوات مضت.
وتطرقت الصحفية الإيرانية إلى أن سياسات النظام تدار حاليا بهدف تعزيز مصالح مجموعة الجنرالات على حساب المصالح الوطنية، بحيث تكبدت عقوبات دولية غير مسبوقة بسبب استمرار برنامجها النووي المثير للجدل، بينما ظهرت شبكة جديدة من العسكريين والأمنيين المنتفعين على إثر سعي طهران للتحايل على العقوبات المفروضة عليها.
وتحول قطاع عريض من الاقتصاد الإيراني لخدمة عسكريين تابعين مليشيا الحرس الثوري وكذلك فيلق القدس ذراعها الخارجية لتنفيذ اغتيالات وعمليات تجسس، إلى جانب دوائر وثيقة القرب منهم، وفقا لما تقوله روستائي.
وأكدت فرزانة روستائي، التي تتخذ من العاصمة السويدية ستوكهولم مقرا لها منذ سنوات، أن نضال الطبقة الوسطى في المجتمع الإيراني لم ينتهِ بعد على الرغم من عرقلة مساعيها نحو إقامة الديمقراطية واتخاذ الخيار السلمي سبيلا نحو تغيير المعادلة داخل البلاد.
ولفتت إلى أن هذه الشريحة الاجتماعية لم يعد لديها شيء تخسره سواء كان الخبز أو فرص العمل أو حتى مخاوف من انهيار أسهم الواردات والصادرات، إنها مثل البركان الخامد والخطير، وفق تعبيرها.
وشددت الصحفية الإيرانية على أن مشكلات هؤلاء الأشخاص حال فشل التوصل إلى حلول بصددها، من الممكن أن تتحول إلى مخاطر غير قابلة للسيطرة عليها، ومسلسل من الأزمات التي لا تنتهي على غرار ما تشهده إيران اليوم بسبب قمع تطلعات الطبقة الوسطى.
واعتبرت أن إيران تواجه منذ قمع احتجاجات المعارضة الإصلاحية في يونيو/حزيران 2009 مجموعة من الأزمات السياسية الجامدة، ولن تحل إلا باندلاع صراع عسكري مع طرف خارجي أو ربما بوفاة المرشد الإيراني علي خامنئي.
وفي مسعى للخلاص من الأوضاع المتدهورة داخل بلادها النفطية، ترى فرزانة روستائي الصحفية الإيرانية أن وجود قادة مخضرمين لقيادة حراك الطبقة الوسطى أمر يجب أن يكون أولوية في الفترة المقبلة للخروج من حالة اليأس التي تخيم على المشهد برمته.
واختتمت أن نظام ولاية الفقيه حاول منذ ظهوره للعلن عام 1979 القضاء في المهد على أي حركة اجتماعية منظمة أو تنظيمات سياسية شعبية، حيث تتغلغل عناصر موالية لمؤسسات أمنية إيرانية بشكل ممنهج داخل الأجهزة الحكومية والرسمية في البلاد.