صحيفة ألمانية: الغضب والكراهية يخيمان على إيران
الصحيفة وصفت الوضع في إيران بحرب داخلية وسط يأس وكراهية تسيطران على المشهد برمته
وصفت صحيفة ألمانية أوضاع إيران حاليا بـ"فضاء ملبد بالغضب والكراهية واليأس"، وذلك بعد موجة احتجاجات شعبية اندلعت منتصف الشهر الماضي بسبب سوء المعيشة محليا.
وأشارت صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية في تقرير لها، اليوم الإثنين، إلى أن عودة خدمة الإنترنت في إيران كشفت أبعادا مروعة عن القمع والمذابح، بعد تداول مقاطع مصورة، وصوتية عبر الفضاء الافتراضي.
ووصف التقرير الوضع في إيران بحرب داخلية وسط يأس وكراهية يسيطران على المشهد برمته، مع اتهامات حقوقية للنظام الإيراني بإخفاء حصيلة ضحايا ومعتقلي الاحتجاجات.
وعدّت الصحيفة الألمانية أن الاضطرابات التي وقعت داخل إيران بداية من 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي خلفت دمارا وعنفا على نطاق واسع بمختلف أنحاء البلاد.
ولفت التقرير إلى أن أصفهان ثاني أكبر المدن الإيرانية على سبيل المثال شهدت أحياءها مصادمات دموية بين محتجين وعناصر من قوات الأمن بسبب استهداف المظاهرات بالرصاص الحي، حسبما نقلته من الألمانية صحيفة كيهان المعارضة الناطقة بالفارسية من لندن.
وتصاعدت أعمدة الدخان بأغلب مناطق أصفهان خلال أولى أيام الاحتجاجات، في حين اضطر متظاهرون إلى الهجوم على عناصر شرطية بقضبان حديدية في مدينة جرجان الواقعة شمال شرقي إيران بعد أن سقط قتيل إثر إصابته برصاص حي.
وفي الوقت الذي يرفض فيه المسؤولون الإيرانيون حتى الآن الكشف عن إحصاء رسمي حول عدد القتلى والمصابين والخسائر المالية، يبدو هذا الأمر من وجهة نظر الصحيفة هدفا ضمن استراتيجية نظام طهران لإشاعة فضاء من الخوف والغموض لدى عائلات ضحايا الاحتجاجات.
ويعدّ الانتقام من المعارضين أحد الأساليب التي ينتهجها النظام الإيراني بغرض القضاء على الآراء المعارضة له داخليا، في حين اعترفت عائلات إيرانية بتعرضها لضغوط من جانب أجهزة أمنية لاستلام جثامين ذويهم مقابل دفع مبالغ مالية باهظة، وفق صحيفة "فرانكفورتر روندشاو".
وفي سرية تامة تسلمت عائلة طفل إيراني يبلغ من العمر 11 عاما جثمانه بعد 3 أيام من سقوطه قتيلا برصاص قوات الشرطة في أحد أحياء العاصمة طهران، وذلك مقابل دفع نقود فضلا عن عدم التحدث لوسائل إعلام حول ملابسات موته.
ورصدت الصحيفة الألمانية أكثر المحافظات الإيرانية التي اشتدت بها الاحتجاجات، حيث جاءت على الترتيب التالي: فارس، وكرمان، وخوزستان التي لديها أعلى مخزون نفطي وأكثر مستوى على مؤشر الفقر أيضا.
ويرى مراقبون، حسب الصحيفة الألمانية، بينهم الخبير الفرنسي في الشؤون التجارية ميشيل ماكينسكي، أن الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة ركزت مطالبها على حل المشكلات الاقتصادية مثل نقص المواد الغذائية، والدواء، وغلاء أسعار السكن والمواصلات.
وأشار ماكينسكي إلى أن هتافات المتظاهرين كانت أقل هذه المرة من حيث المعتاد دائما كإقرار الديمقراطية، والإصلاحات، أو حرية الصحف وغيرها.
وأكد الخبير الفرنسي أن التدخلات العسكرية الخارجية المكلفة في سوريا، والعراق، ولبنان كانت موضع اعتراض لدى كثير من الإيرانيين.
فضلا عن الامتيازات المالية الكبيرة للمؤسسات الدينية، التي ينظر إليها الناس على أنها طفيلية في إيران، وفق الصحيفة الألمانية.