قوات خاصة نسائية في إيران.. "معركة نواعم" بين الصد والغضب
ينتشرن في شوارع العاصمة يطاردن حشود المنتفضات على ارتداء الحجاب، ليجدن أنفسهن في صلب معركة توحدها النساء وتفرقها المهام.
السلطات الإيرانية اضطرت لنشر قوات خاصة نسائية تابعة لوزارة الداخلية في شوارع طهران، مع تنامي غضب النساء والفتيات ضد الحجاب لا سيما في صفوف طالبات المدارس.
ونشرت وسائل إعلام رسمية إيرانية صورة لقوات خاصة نسائية وهي تنتشر في شارع شريعتي وسط طهران، والذي يشهد مظاهرات ليلية للأسبوع الثالث على التوالي احتجاجاً على قتل الشرطة للفتاة مهسا أميني من القومية الكردية بذريعة عدم ارتداء الحجاب.
وبدأت الفتيات بخلع حجابهن داخل صفوف الدراسة في تحد سافر لقرار السلطات بفرض الحجاب، فيما أظهر مقطع فيديو قيام فتيات برشق مدير مدرسة في طهران بعدما رفض خلع حجابهن.
وأصبحت قضية سير الفتيات في الشوارع العامة في إيران بدون حجاب سواء في الاحتجاجات أو غيرها قضية واضحة في ظل عدم قدرة قوات الشرطة على اتخاذ إجراءات خوفاً من تصعيد المتظاهرين.
والثلاثاء، انتشرت مقاطع فيديو لفتيات يخرجن بشوارع طهران وغيرها من دون حجاب بعد انتهاء الدراسة، مرددات شعارات مناهضة للمرشد علي خامنئي وتطالب برحيل نظام رجال الدين.
وعلى الرغم من القبضة الحديدية التي تتخذها الأجهزة الأمنية ضد الاحتجاجات، إلا أنها أصبحت عاجزة عن الوقوف بوجه تحدي النساء والفتيات.
والإثنين الماضي، حاول المرشد علي خامنئي استمالة الإيرانيات بالقول "المشكلة ليست في وفاة فتاة صغيرة (مهسا أميني) ولا بالحجاب وغيره، فهناك العديد من اللواتي لا يرتدين الحجاب الكامل يؤيدن بشكل جاد الجمهورية الإسلامية".
وزعم خامنئي في خطابه الذي بثه التلفزيون الإيراني، أن "المشكلة والنقاش حول استقلال ومكانة وتقوية سلطة إيران"، متهماً في الوقت ذاته الولايات المتحدة وإسرائيل ودولاً غربية بالتخطيط وتحريك الاحتجاجات المناهضة لنظامه.
ووصف خامنئي المتظاهرين بـ"مثيري الشغب"، مدافعاً عن قمع القوات الأمنية للمحتجين، وقال "هؤلاء الذين يرتكبون الفساد والدمار في الشوارع ليس لديهم كلهم نفس العقوبة، فهناك بعض الشباب الذين نزلوا إلى الشارع بسبب الإثارة لمشاهدة برنامج على الإنترنت يمكن توعية هؤلاء الأشخاص بأنهم مخطئون".