بعد كشف علاقتها بـ"القاعدة".. سيناريوهات "صعبة" تنتظر إيران
يبدو أن المعلومات التي كشفها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشأن العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران، تحمل سيناريوهات صعبة لطهران.
فالمعلومات التي أعلن عنها بومبيو، ركزت على تورط طهران في مساعدة مخططي هجمات 11 سبتمبر، والسماح لهم ببناء مقر عمليات على أراضيها، وهي أيضاً ترسم صورة مستقبلية للعلاقة بين الولايات المتحدة وإيران في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.
وأعادت المعلومات الجديدة، إمكانية حدوث السيناريو الأصعب لطهران، وهو إمكانية شن ضربة عسكرية أمريكية تستهدفها خلال أسبوع قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد مراقبون أمريكيون، أن فحوى المعلومات حول تورط طهران في علاقة مع القاعدة، ليس غريبا أو جديدا، ولكن رفع السرية عنها في هذا التوقيت يثير تساؤلات حول الهدف الرئيسي من الكشف عنها.
ولم يستبعد المراقبون الثلاثة الذين تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، أن يكون خيار شن ضربة عسكرية مازال مطروحا أمام ترامب، لكنهم في الوقت نفسه بدوا على يقين أن تحجيم إدارة بايدن من التساهل أو الانفتاح مع طهران، من أهم الدوافع والنتائج لهذه المعلومات.
سيناريوهات صعبة
المحلل السياسي مايكل مورجان، القريب من دوائر صنع القرار الأمريكي، قال لـ"العين الإخبارية" إن "تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حملت دلالة تتعلق بتوقيت قرب نهاية ولاية الرئيس ترامب، في ظل محاولات الكونجرس عزله أو الضغط عليه للاستقالة".
وفي تصريحات خاصة من واشنطن، تحدث "مورجان" عن دوافع كشف هذه المعلومات التي تثبت العلاقات الخفية بين طهران وتنظيم القاعدة.
وقال إن: "هذه التصريحات محاولة لإلهاء الرأي العام الأمريكي لما يحدث في انتقال السلطة، وتكون ورقة أخيرة لترامب لشن الهجوم على طهران ومحاولة الاستمرار في قيادة البلاد".
وبحسب الدستور الأمريكي، فإنه في حالة الحرب يستمر الرئيس القائم لمدة ٤ سنوات أخرى.
ورغم أن "مورجان" يستبعد شن ترامب لحرب في هذا التوقيت في ظل الهجوم الذي يواجهه على خلفية أحداث الكابيتول، لكنه قال إنه "حل مازال على طاولة الرئيس الأمريكي".
ووفق مورجان، فإنه يرى أن هذه المعلومات الجديدة "طُعم لإدارة بايدن حتي لا تقوم بعمل أي تعاون مع إيران الفترة القادمة".
وأضاف: "أي اتفاق مع طهران يُعرض الادارة الجديدة لهجوم عنيف من المجتمع الأمريكي/ الذي سيعتبر الأمر خيانة خاصة لو ثبت أن القاعدة اتخذت إيران مركزا رئيسيا لها".
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير الأمريكي في العلاقات الدولية ماك شرقاوين، إنه "رغم أن الوقت يداهم ترامب لتسليم السلطة، كما أنه منشغل بما يحدث من إجراءات للعزل، لكن لازال ممكنا توجيه ضربة عسكرية للنظام الإيراني".
وعزا "شرقاوي" هذا الاحتمال إلى التجهيزات العسكرية في المنطقة، حيث تم تمديد مهمة حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس نيميتز" وعودتها لمنطقة الخليج، بالإضافة إلى دوريات القاذفة الاستراتيجية الأمريكية بي 52 في منطقة الخليج.
ووفق المحلل السياسي المخضرم، فإن "ترامب يريد اتخاذ هذا القرار لتقويض دور إيران للوصول للسلاح النووي خاصة بعد معرفة إمكانية تساهل إدارة بايدن مع طهران".
وأيد شرقاوي احتمال أن تكون هذه المعلومات "تهدف لوضع العقبات أمام إدارة بايدن في حال فكرت بالانفتاح أو التساهل مع الإيرانيين لتفعيل الاتفاق النووي".
وقال إن: "ما كشفه وزير الخارجية الأمريكي من دعم الإدارة الإيرانية لمنفذي هجمات ١١ سبتمبر، يُصعب من دور بايدن في الدخول في تنازلات مع النظام الإيراني في ملف الاتفاق النووي".
حقائق عن طهران
على صعيد متصل، قال المحلل السياسي الأمريكي "مايكل مورجان" إن: إيران عدو حقيقي وواضح للولايات المتحدة، ومعروف أجندتها الإرهابية في المنطقة منذ عقود، فهي لا تكترث جهدا في استغلال أي فرصة للتدخل وللسيطرة علي المنطقة، شاهدنا ذلك مع الحوثيين ومناطق أخرى بالشرق الأوسط".
وأوضح مورجان آليان التعاون بين طهران والقاعدة، وأكد أن "إيران اكتشفت أن التوغل في المجتمعات السنية سيؤدي إلى اضطراب المصالح مع تنظيم القاعدة، الذي كان لديه قبضة قوية في عدة مناطق وتحديدا أفغانستان، ما دفعهم لهذا الاتحاد والتواطؤ".
وتابع: "لذا لا أستبعد صحة هذه المعلومات.. أيضا من غير معقول أن يخرج وزير الخارجية بمعلومات غير حقيقية في وقت تهدد فيه إدارة ترامب بمشاكل كثيرة".
ودلل المحلل السياسي الأمريكي على حديثه بقوله: "من ضمن المعلومات التي ذكرها بومبيو أن أحد الإرهابيين في تنظيم القاعدة محمد المصري قتل في 7 أغسطس/آب 2020 دون الإفصاح عمن قتله، وخصص مكافأة كبيرة لمن يعثر على عبدالرحمن المغربي، القيادي البارز بتنظيم "القاعدة" الإرهابي، وصهر زعيمه أيمن الظواهري.. كل هذا يعني أنه هناك نوع من التحقيقات ودراسة للموقف".
جدار أقوى
توم حرب، مدير التحالف الأمريكي شرق أوسطي للديموقراطية، قال لـ"العين الإخبارية" إن "جزء من المعلومات المعلنة كان معروف، ولكن الإعلام الأمريكي كان قد بدأ يسرب بعضها"، مرجحا أن "يكون وزير الخارجية الأمريكي هو من بدأ بتسريب بعض المعلومات للتوصل لهذه الدرجة من رفع السرية عن الملف النووي قبل انتهاء مدة ولاية ترامب".
وربط المحلل السياسي الأمريكي، وهو عضو بالحزب الجمهوري، بين هذه الاحتمالية وبين الضغوط التي تواجهها إدارة ترامب لرفع السرية عن الملف الإيراني وخاصة الاتفاق النووي.
ومؤيدا حديث مورجان وشرقاوي، قال "حرب": "هذه التصريحات تضيف قيودا على إدارة بايدن حتى إذا ما عادت للاتفاق مع إيران عليها أن تفكر جيدا بجميع الملفات العالقة والشائكة في المنطقة ومنها ملف القاعدة الذي تموله وتدعمه طهران".
وأضاف: "بومبيو رفع السرية عن هذا الملف لتعزيز الجدار الذي بنته إدارة ترامب سواء كان عبر التحالف العربي وإقامة دول عربية علاقات مع إسرائيل أو إعادة اللحمة بين قطر والدول الرباعي".
وتابع: "التحالف العربي استراتيجي ومهم ليس اقتصاديا وتجاريا فقط ولكن أمنيا ومخابراتيا ضد إيران.. أما إعادة قطر للصف العربي فلن تستطيع معه الدوحة تجنب التحالف وتمارس سياساتها إن كان مع تركيا أو إيران، وبالتالي أصبح الجدار أمتن لمواجهة إيران".
aXA6IDE4LjExNi4yMC4xMDgg
جزيرة ام اند امز