ذكرى اغتيال سليماني.. إيران تواصل توزيع الاتهامات للسنة الثالثة
تواصل السلطات في إيران توزيع وتوجيه الاتهامات لدول وشخصيات تقول إنها متورطة في عملية اغتيال أكبر قائد عسكري لها وذراعها الخارجية الجنرال قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية بمطار بغداد مطلع عام 2020.
وفي أحدث اتهام، أعلن رئيس لجنة متابعة قضية اغتيال قاسم سليماني بوزارة الخارجية عباس كدخدائي "ثبوت تورط ما بين 3 إلى 4 دول في قضية اغتيال سليماني"، قائلا "حصلنا على وثائق من الجانب العراقي في هذا الصدد".
وأشار عباس كدخدائي، خلال مقابلة مطولة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، اليوم الإثنين، إلى أن "هناك العديد من الأشخاص الذين كانوا مسؤولين أو ساعدوا في تنفيذ هذه العملية، وقد تم تقديم أسماء عدد كبير منهم إلى السلطات القضائية الإيرانية".
وأوضح "هؤلاء الأشخاص هم مواطنون من ثلاث إلى أربع دول، ولكن هناك أشخاص في العراق تم اتهامهم حسب بعض الوثائق وصدرت بحقهم مذكرات توقيف".
وتابع: "قدمت لنا السلطات العراقية مساعدة جيدة في جمع الوثائق عن اغتيال سليماني، ونحن نعلم أن السلطات الأمريكية أمرت مباشرة بهذا الاغتيال، ولقد ساعد أشخاص من العراق وعدد من دول الجوار وبعض الدول الأوروبية في تنفيذ هذا الاغتيال، لأن العملية كانت معقدة للغاية".
وأضاف أن "قادة هذه العملية هم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية (مايك بومبيو) وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين الآخرين".
وزعم المسؤول في الخارجية الإيرانية أن بلاده سترفع دعوى قضائية ضد أي دولة أو حكومة متورطة في اغتيال سليماني.
ما هوية الدول المتهمة؟
المسؤول الإيراني لم يفصح عن هوية الدول المتهمة، لكن طهران اتهمت بشكل رسمي في البداية الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها المخطط والمنفذ لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والذي شكلت عملية اغتياله في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 ضربة قوية للمؤسسة العسكرية والأمنية الإيرانية.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن صراحة مسؤوليته عن إصدار أوامر باغتيال سليماني عبر طائرة مسيرة عند خروجه من مطار بغداد الدولي، عندما كان في استقباله نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، الذي قتل في الغارة.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الليلة الماضية خلال مقابلة تلفزيونية، إن "أيدينا ليست مقيدة في قضية اغتيال سليماني".
مضيفا "الأمريكيون والغربيون يضعون العراقيل والملاحقة القانونية في حسم قضية اغتيال سليماني، وأيادي الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير مقيدة، ونحن نتابع القضية من خلال القنوات السياسية والقانونية والدولية".
وادعى عبداللهيان أن الجانب الأمريكي طلب خلال مفاوضات فيينا النووية شطب هؤلاء المسؤولين من "القائمة السوداء الإيرانية"، وذكر أن سبب هذا الطلب الأمريكي هو "التكاليف الباهظة لتوفير الأمن لهؤلاء المسؤولين على الأراضي الأمريكية".
إحياء باذخ لذكرى الاغتيال
وبدأت إيران خلال الأيام القليلة الماضية بتسخير المؤسسات الحكومية في إيران وأنفقت مبالغ طائلة في حفل إحياء ذكرى قاسم سليماني، وتم تثبيت صور عديدة للقائد السابق لفيلق القدس على ظهر الجدران واللوحات الإعلانية لمدن مختلفة في إيران.
وبالطبع لم يحظ هذا العمل بإعجاب المتظاهرين في إيران خلال الانتفاضة التي عمت البلاد منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، وفي الأيام الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مئات مقاطع الفيديو لتمزيق وحرق صور وتماثيل قاسم سليماني.
وطلب المرشد الإيراني علي خامنئي أمس خلال استقباله عائلة سليماني واللجنة التحضيرية، الاحتفالات، بما أسماه "الحفاظ على الخصائص الشخصية والعملية لقاسم سليماني باستخدام جميع أنواع الفنون".
وأبدى عدد من المسؤولين الإيرانيين أسفهم على فقدان قاسم سليماني، التي أحدثت فجوة كبيرة بين علي خامنئي وكبار القادة العسكريين خلال الاحتجاجات الأخيرة.
ومنذ اغتيال سليماني تعهد كبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم خامنئي بالثأر من المسؤولين الأمريكيين المتورطين في عملية الاغتيال هذه.
وشكلت عملية اغتيال سليماني ضربة قوية للمؤسسة العسكرية الإيرانية بصفته قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري، والمسؤول عن دعم الجماعات المسلحة الموالية للنظام الإيراني.