قضية رفسنجاني.. نجله يكشف طريقة اغتياله من سجنه
المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كان قد أغلق الملف في 2019، وزعم أن الوفاة نتيجة "سكتة قلبية"
كشف نزار زكا، الخبير التقني اللبناني المقيم بالولايات المتحدة، والذي احتجز نحو 4 سنوات في إيران دون توجيه اتهامات له، أن نجل الرئيس الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني أكد له اغتيال والده.
وذكر زكا، في فيلم وثائقي يتناول تفاصيل اعتقاله وسجنه بصفته أحد الرهائن الأجانب في إيران، أنه التقى مهدي هاشمي رفسنجاني نجل الرئيس الإيراني الراحل (1989 - 1997) داخل معتقل إيفين، شمال العاصمة طهران، حسب موقع إيران واير المعارض ومقره بريطانيا.
- قضية وفاة رفسنجاني "الغامضة" تعود للواجهة في إيران
- نجلة رفسنجاني: الدعم الخارجي يعزز أنشطة المعارضة في إيران
وأوضح أن مهدي هاشمي رفسنجاني، المحكوم عليه بالسجن 10 سنوات في اتهامات متنوعة، أخبره أن والده رحل في عام 2017 جراء تسمم بالنظائر المشعة.
ونقل زكا، الذي احتجز بين 2015 و2019 عن نجل رفسنجاني، أن والدته وشقيقه يعانيان حاليا من التلوث الإشعاعي ويتم علاجهما في لندن.
واعتبر مهدي هاشمي أن السبب الوحيد لعدم معاناته (مهدي هاشمي) من التسمم الإشعاعي هو أنه كان في السجن ولم يحضر مراسم دفن والده قبل 3 أعوام.
وعثر أحد حراسه الشخصيين على جثة أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس إيران سابقا، والذي كان يبلغ من العمر 82 عاما وقت وفاته، في 8 يناير/ كانون الثاني عام 2017، في مسبح بحديقة قصر كوشك شمال طهران.
ومع وفاة رفسنجاني المفاجئة والغامضة، كان نزار زكا داخل سجن إيفين، حيث كان مهدي هاشمي رفسنجاني يقضي عقوبته أيضا.
وأصر أفراد عائلة رفسنجاني علي أن الأخير تعرض للاغتيال، بسبب العثور على كمية عالية بشكل غير طبيعي من النشاط الإشعاعي في جسده.
ورغم ذلك، أصدر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في يناير/ كانون الثاني 2019 أمرا بإنهاء التحقيق في وفاة رفسنجاني، وتم الإعلان رسميا عن سبب الوفاة بأنها "سكتة قلبية".
وكتب مايكل روبن، الخبير البارز بالشؤون الإيرانية في معهد أمريكان إنتربرايز، مقالاً بعنوان "هل اغتيل رفسنجاني؟"، بعد وقت قصير من وفاته.
كما وصف فيه الرئيس الإيراني الأسبق بأنه "والد البرنامج النووي الإيراني السري".
وأشار روبن أن هاشمي رفسنجاني وافق على تفخيخ مركز ديني يهودي في العاصمة الأرجنتينة بوينس آيرس العام 1994، أسفر عن مقتل 94 شخصا على الأقل.
ولفت المقال حينها إلى أن عائلة علي أكبر هاشمي رفسنجاني تتهم مليشيا الحرس الثوري بقتله عبر تسميم الشاي الخاص به، فضلا عن تستر المرشد علي خامنئي على هذه القضية برمتها.
وكشف هذا الحادث عن انعدام الثقة العميق الذي تشعر به - حتى النخبة السياسية والتجارية في إيران - تجاه الحرس الثوري وخامنئي، وفق روبن.
يشار إلى أن هاشمي رفسنجاني كان أحد أرفع المسؤولين في النظام، ومن القلائل الذين عرفوا بمواقف معتدلة نسبيا، قبل أن تدب خلافات مبطنة مع المرشد علي خامنئي على خلفية تأييد (رفسنجاني) احتجاجات شعبية مناهضة لتزوير الانتخابات الرئاسية عام 2009 لصالح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.