ابنة رفسنجاني تهاجم الملالي.. ومساعده يفجر مفاجأة حول وفاته
مساعد رفسنجاني يعيد الجدل بالحديث حول وفاته الغامضة، بينما ابنة المسؤول الإيراني الراحل تهاجم سياسات الملالي العدائية بالمنطقة.
فجر غلام علي رجايي، مساعد علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران سابقا، مفاجأة من العيار الثقيل حول وفاة رفسنجاني العام الماضي، مؤكدا أنها لم تكن طبيعية، ليعيد ذلك الحديث الذي دار حينها على لسان مقربين من عائلة المسؤول الإيراني البارز حول أسباب وفاته الغامضة.
رجايي تحدث، في مقابلة مطولة مع موقع "انصاف نيوز" المقرب من الإصلاحيين، السبت، قائلا: "أعلم أن هناك أمرا ما قد وقع، تلك الوفاة لم تكن طبيعية، ولم تكن سكتة قلبية"، في إشارة إلى الرواية الرسمية التي صرحت بها سلطات نظام الملالي في أعقاب وفاة هاشمي رفسنجاني الذي سبق أن تولى منصب رئيس الجمهورية في البلاد (1989- 1997).
رجايي طالب السلطات الرسمية بالكشف عن الأسباب الحقيقية وراء وفاة رفسنجاني، الذي لقب بـ"مهندس النظام الإيراني".
وسبق أن صرح ياسر هاشمي، نجل رفسنجاني في يناير/ كانون الثاني، عن غموض ملف الوفاة، لافتا إلى أنه عاد للبحث مجددا في مجلس الأمن القومي بالبلاد، بناءً على أوامر من الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهو الأمر الذي لا يزال موضع بحث حتى الآن، وسط اتهامات من معارضين لنظام الملالي بتصفية رفسنجاني بسبب صراع الأجنحة، بعد تقاربه مع تيار المعتدلين عقب الانتفاضة الشعبية العارمة عام 2009.
ولفت مساعد رفسنجاني في سياق تصريحاته إلى أن الراحل الذي توفي بأحد المستشفيات بالعاصمة طهران في مطلع يناير/ كانون الثاني عام 2017، قد تحدث مع عائلته قبل 10 أيام عن شكوك تنتابه حول اغتياله بقوله لهم: "سيأتي اليوم الذي يقتلوني فيه".
وأشار إلى أن زوجة المسؤول الإيراني هي من نقلت تلك الرواية على لسانه، مردفا أنه ليس رجل أمن لكي يفند أسباب الحادث، وليس بحوزته المعلومات الكافية، لكنه على يقين من وقوع أمر ما في تلك الوفاة الغامضة، بحسب قوله.
وأكد رجايي أن فاطمة نجلة رفسنجاني، تحدثت عن أشياء من هذا القبيل حول الاغتيال، بعد أن كشفت عن تهديد رجل يستقل دراجة بخارية في أحد الشوارع، حول قرب استهداف والدها قبل أن يغادر المكان، مشيرا إلى أن أفراد عائلته لم يتوقفوا عن ترديد أحاديث منذ وفاته حول وجود شئ غامض في الأمر.
وسبق أن أكدت فاطمة رفسنجاني، في ديسمبر/ كانون الأول عام 2017، نقلا عن تقرير مجلس الأمن القومي الإيراني، أن جثة والدها قد عثر بها على 10 أضعاف الحد المسموح به من الإشعاعات النووية؛ فيما شكك حينها محمد هاشمي، السياسي الإيراني البارز، وشقيق رفسنجاني في التقرير الطبي الرسمي حول وفاته بالسكتة القلبية، لافتاً إلى أن أحدا لم يفصح بعد عن أسباب توقف عضلة القلب، مؤكدا رواية عائلة رفسنجاني بوجود آثار اشعاعات نووية في جسده، وكدمة في الصدر.
وفجرت نجلة رفسنجاني في أكتوبر/تشرين الأول 2017 مفاجأة أيضا عن استيلاء جهة أمنية على أغلب مقتنيات والدها بعد وفاته مباشرة، مشيرة إلى أن وصية كان يحتفظ بها في مكتبه بمجمع تشخيص مصلحة النظام قد صودرت ضمن المقتنيات، وأن العائلة تحاول العثور عليها دون جدوى، قبل أن تلمح إلى أن فحواها لم يكن معروفا.
في السياق نفسه، شنت فائزة رفسنجاني، الناشطة الإصلاحية وابنة هاشمي رفسنجاني، هجوما على سياسات نظام الملالي العدائية بالمنطقة، مؤكدة أن مواصلة تلك السياسات على نفس الوتيرة "الفاشلة" لا سيما في سوريا واليمن، سيؤدي إلى سقوطه، في الوقت الذي أشارت إلى الحظر الإجباري المفروض على رموز التيار الإصلاحي، وتفاقم الأزمات الاقتصادية في البلاد، إضافة إلى تصفية المعارضين والنشطاء البيئيين.
واعتبرت ابنة رفسنجاني في مأدبة إفطار مع نشطاء اجتماعيين، السبت، أن السياسة الخارجية الإيرانية هى السبب وراء تلك الأزمات التي تمر بها البلاد وليس الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، داعية في الوقت نفسه إلى إجراء استفتاء شعبي على شرعية النظام بشكل قانوني وحر، على حد قولها.
ودعت الناشطة الإيرانية، بحسب موقع "كلمة" المقرب من المعارض الإصلاحي مير حسين موسوي، إلى إجراء تغييرات على مستوى السياسة الخارجية العدائية، بسبب افتقاد البلاد للمصداقية في نظر دول العالم، قبل أن تعزو أسباب الاحتجاجات الشعبية العارمة في يناير/ كانون الثاني إلى حالة من السخط لدى المواطنين الإيرانيين على أوضاع البلاد الراهنة.