كروبي يهاجم خامنئي: عزرائيل أو رحيلك سيحررنا من الإقامة الجبرية
معارض إيراني يشن هجوما حادا على المرشد علي خامنئي بسبب استمرار إقامته الجبرية بمنزله منذ 2009.
شن مهدي كروبي، المعارض الإيراني البارز، هجوما حادا ضد المرشد علي خامنئي، بسبب استمرار بقائه وآخرين قيد الإقامة الجبرية في منزله منذ نحو 7 سنوات لدوره في حشد الاحتجاجات المناهضة لتزوير الانتخابات لصالح الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد عام 2009.
ونقلت وسائل إعلامية إيرانية من بينها موقع "سحام نيوز" المقرب من حزب "اعتماد ملي" أو "الثقة الوطنية"، رسالة عن كروبي إلى أعضاء اللجنة المركزية في الحزب، يجدد فيها استقالته للمرة الثانية من منصبه كأمين عام لهذا الحزب؛ فيما اعتبر، على سبيل التهكم، أن قرار رفع الحظر المفروض عليه منذ عام 2011 إلى جانب معارضين آخرين مثل ميرحسين موسوي وزوجته زهرا راهنورد بات بيد ملك الموت "عزرائيل" وحده، على حد تعبيره.
وشدد المعارض الإصلاحي على أن الانتخابات الرئاسية عام 2009 التي حصل بسببها "نجاد" على ولايته الثانية كانت "صورية ومثيرة للسخرية"، حيث يعتبر قادة "الحركة الخضراء"، المناهضة لنظام الملالي، أن مليشيا الحرس الثوري الإيراني تدخلت لتزوير نتائج الاقتراع لصالح الرئيس الأسبق المقرب منها، بدعم مباشر من المرشد الإيراني علي خامنئي.
واعتبر كروبي، في رسالته التي أثارت جدلا في الأوساط السياسية الإيرانية على مدار الأيام الأخيرة ولا سيما داخل حزب "الثقة الوطنية"، أن خامنئي وحده من يملك قرار الإفراج عن المعارضين الإصلاحيين الباقين رهن الإقامة الجبرية في منازلهم المتواصلة منذ 8 سنوات والتي وصفها بـ"غير القانونية"، دون أن يذكر اسم "خامنئي "صراحة مكتفيا بالإشارة إليه ونظامه، قائلا: "الإفراج عنا بيد عزرائيل أو رحيل هؤلاء".
ولفت كروبي إلى ما وصفه بـ"الثمن الباهظ" الذي تعرض له بسبب قيادته للاحتجاجات آنذاك وإدانته للقمع الدموي الذي شنه نظام الملالي ضد المحتجين، وذلك على إثر إغلاق مكتبه، ومصادرة مبنى صحيفة تابعة لحزب "الثقة الوطنية" والمقر الرسمي له، والذي تأسس عام 2005 في أعقاب فوز نجاد بولايته الأولى، وخاض من خلاله المعارض الإصلاحي الانتخابات الرئاسية عام 2009.
وفي 28 ديسمبر/كانون الأول عام 2016، استقال مهدي كروبي من رئاسة حزب الثقة الوطنية؛ احتجاجا على فرض السلطات الإقامة الجبرية عليه منذ عام 2011 التي اعتبرها أنها غير قانونية، مطالبا نظام الملالي عدة مرات بتقديمه وزملائه للمحاكمة العلنية حال وجود أدلة ضدهم؛ فيما يطالب التيار المتشدد بإعدامهما بتهمة "إثارة الفتنة"، في الوقت الذي تكشف أرقام غير رسمية عن وقوع عشرات القتلى في احتجاجات الحركة الخضراء برصاص قوات الأمن الإيرانية.
ويؤكد نشطاء إيرانيون أن السلطات الأمنية لا تزال تحتجز عددا من معتقلي تلك الاحتجاجات في سجون إيفين، وكهريزيك، في الوقت الذي تشير تقارير حقوقية عدة إلى أن بعضهم يتعرض لتعذيب ممنهج أفضى إلى الوفاة.
وفي السياق ذاته، هاجمت فاطمة كروبي، زوجة مهدي كروبي المعارض الإيراني الإصلاحي، رئيس البلاد حسن روحاني بسبب ما وصفته بتخليه عن وعوده بالإفراج عن رموز الحركة الخضراء، في أبريل/نيسان الماضي.
وذكر موقع "كلمة" المقرب من التيار الإصلاحي، أن زوجة كروبي صرحت خلال لقاء جمعها بعدد من النواب البرلمانيين الإيرانيين السابقين، بأن "الإقامة الجبرية بدون معايير تعد مخالفة صريحة للدستور الإيراني والقوانين المعمول بها داخل البلاد".
وطالبت عائلتا موسوي وكروبي وعدد من النشطاء السياسيين، حكومة روحاني أكثر من مرة في السنوات الأخيرة باتخاذ خطوات جدية لرفع الإقامة الجبرية المفروضة عليهم.
وقوبل هذا الأمر بوعود جوفاء على ألسنة المسؤولين الإيرانيين، ولم يحدث ثمة تغيير بصدده حتى الآن، في ظل معارضة التيارات المتشددة ومليشيا الحرس الثوري التي تزعم أن هؤلاء المعارضين "رؤوس الفتنة".
وكان كروبي هاجم، في تصريحات صحفية سابقة، المرشد الإيراني علي خامنئي، على إثر الاحتجاجات العارمة التي اجتاحت المدن الإيرانية مطلع يناير/كانون الثاني، متهما إياه باستغلال سلطاته، ومطالبا إياه بتحمل مسؤولية الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تواجه إيران، بدلا من إلقاء اللوم على آخرين.