كروبي يهدد روحاني.. المحاكمة أو نشْر التزوير
في رسالة نشرها الإعلام الموالي للتيار الإصلاحي، طالب المعارض الإيراني البارز مهدي كروبي بالضغط لضمان محاكمته في جلسات علانية
بمطالبته بمحاكمة عادلة وعلنية، وضع السياسي والمعارض الإيراني البارز، مهدي كروبي، حكومةَ الرئيس حسن روحاني، بين ناري المحافظين والإصلاحيين.
فالفئة الأولى، ترفض وتتصدى لأي تحرك نحو تحرير "رموز الفتنة" من القيود المفروضة عليهم، والإصلاحيون يعتقدون بضرورة رفع تلك المحاذير لأنها غير قانونية.
وفي رسالة نشرها الإعلام الإيراني الموالي للتيار الإصلاحي، طالب كروبي الذي ناهز الثمانية والسبعين عاما، بالضغط لضمان محاكمته في جلسات علانية.
وخاطب روحاني قائلا: "أنا لا أطلب منكم كسر حصار الإقامة الجبرية، لكني أريد منكم أن تضمنوا محاكمة علنية على أساس المادة 168 من الدستور".
وتنص المادة 168 من الدستور الإيراني، على فتح تحقيق في الجرائم السياسية وإجراء المحاكمة بهذا الشأن بشكل علني وفي حضور لجنة تحكيم.
واعتبر كروبي، أن المحاكمة وحدها هي القادرة، "على إظهار أن الذي انحرف عن مبادئ الثورة، وقمع الثورة النبيلة بوحشية، هو أحد الأشخاص والأحزاب المشاركة في انتخابات 2009 المتنازع عليها".
والواضح أن ملاحظات كروبي غير المسبوقة، تأتي ردًّا على تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، خلال اجتماعه في العشرين مارس/آذار الماضي بأعضاء مجلس الخبراء المنتخبين.
وقد أشاد حينها بتقبل المقربين منه الخسارة في الانتخابات، ووصف ذلك بالسلوك النبيل، فيما انتقد سلوك الإصلاحيين إثر خسارتهم في انتخابات 2009 واصفا إياه بالمشين.
وتعهد كروبي بتقديم أدلة تثبت أن الانتخابات الرئاسية لعام 2005 شهدت عمليات تزوير، وأن اقتراع 2009 شابته هو الآخر مخالفات كثيرة. وهي الانتخابات التي حملت الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إلى السلطة عبر ولايتين رئاسيتين مثيرتين للجدل.
ونافس كروبي أحمدي نجاد على كرسي الرئاسة في انتخابات 2009، وقاد رفقة شخصيات أخرى مظاهرات عارمة في طهران احتجاجا على نتائجها التي طعن الإصلاحيون والمعتدلون في نزاهتها.
وتصدت أجهزة الأمن الإيرانية التي يسيطر عليها التيار المتشدد للاحتجاجات الشعبية، ما تسبب بمقتل وجرح العشرات واعتقال المئات، واتهمت قوات الأمن باستخدام الذخيرة الحية والقوة المفرطة في قمع متظاهرين سلميين.
وشملت الاعتقالات رموزًا بارزة في النظام، منها مهدي كروبي الذي اعتقل عام 2011، رفقة آخرين أبرزهم مير حسين موسوي وزوجته زهراء موسوي، بتهمة "إثارة الفتنة" وأخضعا لقيود الإقامة الجبرية دونما تهم رسمية واضحة.
ويصنف كروبي ضمن أبرز وجوه المعارضة في إيران، ويوصف بالاعتدال ويتركز أغلب مناصريه في المناطق الريفية. كما أنه يعد من رجالات المرشد الأول للثورة الإيرانية روح الله الخميني، وكان عضوا في اللجنة التي اختارها الخميني لمراجعة الدستور عام 1989.
وشغل الرجل منصب رئيس البرلمان من 1989 إلى 1992، ثم من 2000 إلى 2004. وخرج كروبي عن صمته بمناسبة الانتخابات المزدوجة لأعضاء مجلسي الشورى والخبراء في فبراير الماضي، وأدلى بصوته في صندوق اقتراع متنقل في خطوة حفزت الدعم للإصلاحيين.
وليس كروبي وحده الذي يفرض عليه التيار المتشدد بزعامة المرشد جملة من القيود. فهناك الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي يوصف هو الآخر بأحد "وجوه الفتنة"، ويرزح منذ فترة تحت طائلة حظر إعلامي غير معلن، ومنع أتباع خامنئي كبار المسؤولين في الدولة حتى من ذكره بالاسم.
وقد هاجم خامنئي ضمنيا في 7 مارس/آذار الماضي الرئيس حسن روحاني، لامتداحه الرئيس الأسبق محمد خاتمي، حينما قال إن الإيرانيين لن ينسوا خدماته من أجل رفعة إيران. ويعتقد أن تصريحات روحاني إنما هي مجرد خطوة ضمن خطوات جريئة لرفع القيود المفروضة على رموز الاعتدال في البلاد، ولكن شكوكا كثيرة تحيط بمدى نجاحه في مسعاه ذاك.
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA== جزيرة ام اند امز