تعد الخطوة الأمريكية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" أكثر وقعاً على النظام الإيراني من القرار الأمريكي السابق.
تعد الخطوة الأمريكية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" أكثر وقعاً على النظام الإيراني من القرار الأمريكي السابق وهو عودة العقوبات على طهران، لأن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية لا يستهدف الاقتصاد الإيراني، بل يستهدف أيضا رأس النظام الإيراني في ظل ما يحظى به الحرس الثوري من مكانة لدى المرشد الإيراني. لذلك فإن هذا القرار هو مرحلة يمكن تسميتها بمرحلة الشلل للنظام الإيراني داخليا وخارجيا.
منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات، تعيش إيران صراع الأجنحة والتي وصلت ذروتها بتقديم جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني استقالته، وذلك كرد فعل على محاولات الحرس الثوري وقائد فيلق القدس قاسم سليماني القفز على وزارة الخارجية ومحاولة إدارة دفة الدبلوماسية الإيرانية وتهميش وزير الخارجية الإيراني.
لقد تأسس الحرس الثوري الإيراني بقرار من المرشد الإيراني آية الله الخميني عقب نجاح الثورة وهو (تجمع للقوات العسكرية التي تشكلت مع الثورة)، وكان الهدف منه هو تأسيس كيان عسكري موالٍ للنظام الجديد؛ لإقامة توازن مع الجيش الذي لا يحظى بثقة نظام الملالي، والذي كان قد وقف على الحياد أثناء الثورة وهو ما أثار مخاوف نظام الملالي.
ولذلك يعتبر الحرس الثوري هو المؤسسة التي تحظى بالثقة المطلقة لدى المرشد الإيراني منذ نجاح الثورة العام 1979، بالرغم من دمج الحرس الثوري والجيش تحت مسمى واحد (وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة) إلا أن ذلك لم يغير من الواقع فلا يزال النظام الإيراني يفتقد للثقة بالجيش، ويضع الثقة الكاملة بالحرس الثوري وهو ما تكشفه الموازنة العامة للبلاد. ففي العام 2016 بلغت ميزانية الحرس الثوري 4 مليارات دولار، بينما بلغت ميزانية الجيش مليار دولار وسبعمائة مليون دولار. من الواضح أن نظام الملالي في إيران يرى وجود علاقة طردية بين قوته وقوة الحرس الثوري، فكلما تصاعدت قوة الحرس الثوري زادت قوة النظام.
ينقسم الحرس الثوري الإيراني إلى وحدات، الأولى قوات الباسيج، والهدف من إنشائها تنفيذ مهام أمنية داخلية، وقمع الاحتجاجات، وقد أوكل له قمع الاحتجاجات التي عرفت بالخضراء العام 2009. أما الوحدة الثانية فهي فيلق القدس، وهي التي تعتبر رأس الحربة للمشروع الإيراني لتصدير الثورة، وتدرب المليشيات التابعة لإيران مثل حزب الله في لبنان وغيرها. وذلك فإن إضعاف الحرس الثوري وتضييق الخناق عليه اقتصاديا سوف يؤدي إلى فقدان نظام الملالي أهم ذراع يعتمد عليه داخليا لمواجهة الاحتجاجات في الداخل الإيراني، وخارجيا لتنفيذ المشاريع الفوضوية والتخريبية في الخارج تحت ما يسمى "تصدير الثورة ".
منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات تعيش إيران صراع الأجنحة والتي وصلت ذروتها بتقديم جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني استقالته، وذلك كرد فعل على محاولات الحرس الثوري وقائد فيلق القدس قاسم سليماني القفز على وزارة الخارجية ومحاولة إدارة دفة الدبلوماسية الإيرانية وتهميش وزير الخارجية الإيراني.
ومن هنا، فإن القرار الأمريكي بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، كان خطوة لسكب الزيت على نار الصراع الداخلي المتصاعد في إيران وهو ما سوف ينظر لها التيار الإصلاحي كفرصة نحو تحجيم نفوذ التيار المتشدد، والذي يحظى هذا التيار بالدعم والتأييد من جانب الحرس الثوري الإيراني.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة