"إمبراطورية فساد".. أموال مرشد إيران من النفط إلى النعام
العقوبات الجديدة ضد طهران تطول هذه المرة ممتلكات ومكتب المرشد الإيراني علي خامنئي المعروف باستحواذه على إمبراطورية مالية ضخمة للغاية.
العقوبات الجديدة ضد طهران التي وقّع عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، طالت هذه المرة ممتلكات ومكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، المعروف باستحواذه على إمبراطورية مالية ضخمة للغاية.
وعلى النقيض من حديث خامنئي مراراً عن طبيعة حياته البسيطة خلال خطاباته أمام الموالين له في مناسبات مختلفة، تكشف روايات متواترة حجم الثروات التي يمتلكها المرشد، باعتباره أعلى هرم السلطة في نظام ولاية الفقيه، المسيطر على حكم إيران منذ 40 عاماً.
وعلى الرغم من السرية الشديدة المفروضة على حياة خامنئي وعائلته بالكامل، تشير تقرير عديدة خلال السنوات الأخيرة إلى أن إجمالي ثرواته التي يديرها مكتبه رأسا، فضلاً عن مؤسسات أخرى تتراوح بين 95 مليار دولار أمريكي إلى نحو 200 مليار دولار أمريكي.
وترتكز إدارة الجزء الأكبر من ثروة خامنئي في يد مؤسسة تعرف باسم "تنفيذ أوامر الإمام" جرى تأسيسها بواسطة المرشد السابق الخميني، بهدف مصادرة ممتلكات تعود لمعارضين بعد سيطرة النظام الثيوقراطي على الحكم والإطاحة بالنظام الملكي عام 1979.
وتتنوع أنشطة مداخيل إمبراطورية خامنئي غير الخاضعة لأي إشراف حكومي أو نيابي بين قطاعات عدة أبرزها الإنتاجي والخدمي والنفطي والمصرفي والعلاجي وأخيراً مزارع لتربية النعام (تدر عوائد باهظة سنوياً في إيران).
وأوضحت إذاعة صوت أمريكا (ناطقة بالفارسية ومقرها واشنطن) في تقرير لها، أن خامنئي يسيطر على أسهم أحد أكبر المصارف المحلية منذ عام 2007، فضلاً عن شرائه أسهم كبرى شركات الاتصالات الإيرانية قبل 10 أعوام.
وتحولت مؤسسة تنفيذ أوامر الإمام والمعروفة اختصاراً باسم "ستاد" منذ عام 2010 إلى أحد أكبر صناديق الاستثمار الخاصة في العالم؛ حيث تضم في غالبية مكوناتها عقارات وأراضي تمت مصادرتها من أقليات دينية أو إيرانيين أجبرتهم السلطات قسراً على مغادرة البلاد.
الجديد في عقوبات واشنطن، وفقاً للإذاعة الناطقة بالفارسية، أن اسم خامنئي ورد علانية إلى جانب أكثر من 24 شركة تابعة له على الرغم من أن تلك المؤسسة الإيرانية (ستاد) مدرجة على القائمة السوداء لدى وزارة الخزانة الأمريكية منذ يوليو/تموز عام 2010.
وتبرز مؤسسات تابعة مباشرة لخامنئي مثل ستاد وقدس رضوي أو العتبة الرضوية كمثال صارخ على التهرب من دفع الضرائب في إيران، إضافة إلى مؤسسات اقتصادية أخرى تديرها مليشيا الحرس الثوري والجيش، بهدف دعم أنشطة التسلح الباليستي، ودعم مليشيات مسلحة تقاتل بالوكالة في بلدان خارجية.
وأقرت الولايات المتحدة الأمريكية، الإثنين، عقوبات جديدة على إيران شملت المرشد الإيراني علي خامنئي وعدداً من قادة مليشيا الحرس الثوري.
الخطوة الأمريكية جاءت في ظل مجموعة من الخطوات العقابية لضرب قلب اقتصاد طهران منذ إعادة العمل بالعقوبات عام 2018 وانسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في مايو/أيار قبل عام كامل.
وقال الرئيس الأمريكي أثناء توقيع أمر بفرض تلك العقوبات المالية: "رد قوي ومتناسب على تحركات إيران الاستفزازية المتزايدة".