محافظ المركزي الإيراني يروي قصة غريبة عن انهيار الريال

عبدالناصر همتي يزعم أن احتجاجات نوفمبر 2019 التي اندلعت داخل بلاده أدت إلى ارتفاع سعر العملات الأجنبية

زعم محافظ البنك المركزي الإيراني أن احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019 التي اندلعت داخل بلاده أدت إلى ارتفاع سعر العملات الأجنبية وتهاوي قيمة العملة المحلية.

وقال عبدالناصر همتي، محافظ المركزي الإيراني، في تصريحات عبر التلفزيون الرسمي إن "أحداث نوفمبر أسفرت عن صدمة توقعات سلبية داخل المجتمع وزادت سعر العملات الأجنبية وقلصت قيمة الريال الإيراني مجددا".

• "بداية النهاية".. ماذا يحدث في إيران؟
• الريال الإيراني يخسر نصف قيمته في 2020.. اقتصاد طهران آيل للسقوط

وأقر همتي بوقوع ما وصفها بـ"تحولات رهيبة" داخل سوق الصرف الأجنبي في إيران بداية من عام 2018.

وكشف المسؤول الإيراني أن نظام البنك المركزي تعطل بعد احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مدعيا أن بعض مشكلات العملة الأجنبية ترتبط بما اعتبرها قضايا أمنية وسياسية، حسب قوله.

قمعت قوات الأمن الإيرانية وقتلت المئات من المحتجين بعد مظاهرات اندلعت في نهاية العام الماضي، اعتراضا على الزيادة المفاجئة في سعر البنزين لنحو 3 أضعاف.

وبدأت رحلة تهاوي سعر العملة المحلية الإيرانية إلى مستويات تاريخية منذ مايو/أيار 2018 عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادتها فرض عقوبات اقتصادية على طهران شملت صادرات النفط والمصارف والتجارة.

وسجل سعر بيع الدولار الأمريكي 160 ألف ريال إيراني مطلع العام الجاري، ثم 180 ألف ريال في يوليو/تموز الماضي، وأخيرا 210 آلاف ريال في أغسطس/آب 2020.

في أعقاب ارتفاع سعر الصرف ضخ البنك المركزي نحو مليار دولار بسوق الصرف الأجنبي خلال أسبوع واحد، ما أدى إلى انخفاض سعره بشكل طفيف، لكن بعد أسبوع عادت قيمة الدولار مقابل الريال الإيراني للارتفاع مرة أخرى.

وتشير تقارير جمركية إلى أن ميزان التجارة الخارجية الإيراني من المتوقع أن يكون سلبيا، وتواجه البلاد نقصا كبيرا في العملة الصعبة وبالتالي سيحد هذا الأمر من قدرتها على ضخ المزيد من العملات الأجنبية بسوق الصرف.

ووعد البنك المركزي الإيراني مرارا بخفض سعر العملات الأجنبية داخل السوق المحلي لكن شيئا لم يحدث، رغم اعتقال عشرات السماسرة وتجار الصيرفة بدعوى الإخلال بسوق العملة الصعبة في البلاد، فيما يرى مراقبون أن إلصاق همتي انهيار سعر الريال بالاحتجاجات محاولة للهروب من الفشل في إدارة ملف النقد الأجنبي.