مفاجأة خلف السور.. "جرأة" السعودية تصدم أمريكا
ترحيب في العلن وقلق في الخفاء، هذا هو حال الولايات المتحدة في ظل الانفتاح الدبلوماسي الذي تشهده المنطقة.
انفتاح أذاب الجليد بين خصمين إقليميين هما السعودية وإيران، سرعان ما وصلت مياهه إلى سوريا فدبّت الحرارة في عروق الجسد العربي، تتداعى لتصفير مشاكل أطبقت على المنطقة منذ سنوات.
بيْد أن هذا المنعطف التصالحي لم يرق للولايات المتحدة التي على ما يبدو تلقت صدمتين، وهو ما أخبرته للسعودية على لسان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز.
فبحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن بيرنز أعرب لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن إحباطه بشأن التقارب الأخير بين الرياض وإيران من خلال صفقة دبلوماسية بوساطة الصين وكذلك انفتاح المملكة مع سوريا.
وعلى ذمة الصحيفة، تحدث مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع المسؤولين السعوديين بأن الولايات المتحدة "فوجئت" بعد أن وافقت المملكة على اتفاق تطبيع مع إيران بوساطة الصين.
في هذه الأثناء، نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن واشنطن "شعرت بالصدمة" من دبلوماسية السعودية مع كل من إيران وسوريا.
بيرنز الذي قام بزيارة غير معلنة إلى المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذا الأسبوع للقاء نظرائه في الاستخبارات.
ووفق مسؤول أمريكي تحدث لشبكة CNN، فإن بيرنز "عزز التزام الولايات المتحدة بالتعاون الاستخباراتي خاصة في مجالات مثل مكافحة الإرهاب".
وأمس الخميس، دشنت السعودية وإيران عهدا جديدا من العلاقات بين البلدين، انطلاقا من الصين هذه المرة أيضا.
عهد جديد
فالصين احتضنت أمس، لقاء بين وزيري خارجية السعودية وإيران، اللذين ناقشا عددا من القضايا المتعلقة بالاتفاق الجديد.
واتفق الطرفان على البدء بترتيبات إعادة فتح السفارات في كلا البلدين، وتعيين سفراء، إلى جانب استئناف الرحلات الجوية وتسهيل منح التأشيرات، إضافة لاستئناف زيارات المسؤولين ووفود القطاع الخاص.
وبعد سنوات من الصراع كخصمين إقليميين، أبرمت طهران والرياض اتفاق عودة العلاقات في 10 مارس/أذار الماضي، بعد محادثات سرية توسطت فيها بكين.
وشكلت الصفقة إنجازا دبلوماسيا كبيرا للصين، دفع مراقبين إلى الحديث عن تغيير في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط.
فمنذ الإعلان عن الاتفاق السعودي الإيراني، تحدث دبلوماسيون كبار من كلا البلدين عبر الهاتف، ويأملون في التوصل إلى حلول وسط بشأن العديد من القضايا العالقة، وفي مقدمتها الحرب في اليمن، التي اندلعت منذ أكثر من ثماني سنوات.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت طهران عن تعيين سفير لها في دولة الإمارات العربية المتحدة، لأول مرة منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وبينما رحب البيت الأبيض بالدبلوماسية الجديدة علنا ، فإن القلق الذي أبلغ عنه بيرنز المسؤولين السعوديين قد يسلط الضوء على مخاوف واشنطن بشأن نفوذ بكين المتزايد في المنطقة.
ومنذ العام الماضي، تصاعدت التوترات بين الرياض وواشنطن، عندما اختارت أوبك + (مجموعة من كبار مصدري النفط بقيادة المملكة العربية السعودية) خفض الإنتاج، في خطوة أثارت غضب الرئيس الأمريكي جو بايدن.