"طريق العرب" بدأ من الإمارات.. برلماني سوري يكشف لـ"العين الإخبارية" عن خريطة العودة
دور ريادي لعبته الإمارات في إعادة الاتصالات العربية مع سوريا ضمن خطوات شكلت بوابة نحو إعادة دمشق إلى مكانها الطبيعي بالبيت العربي.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، توقف بطرس مرجانة رئيس لجنة العلاقات العربية والخارجية في مجلس الشعب السوري (البرلمان)، عند ملف الساعة، متوقعا حضور سوريا أعمال القمة العربية المقبلة المقررة بالعاصمة السعودية الرياض في 19 مايو/أيار المقبل.
وأكد البرلماني السوري أن بلاده تنظر بإيجابية كبيرة للخطوات العربية المتتابعة بالانفتاح على دمشق، مشيرا إلى أنه يجري حاليا التشاور بين جميع الدول العربية لإعادة الوضع لطبيعته وأن تكون سوريا بجسم الوطن العربي.
وشدد مرجانة على الدور الإيجابي الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة الاتصالات العربية مع سوريا، واصفا هذا الدور بـ"الريادي".
كما أكد أن الشعب السوري لن ينسى ما قدمته دولة الإمارات ويكن لها الاحترام والتقدير تجاه كل ما قامت به -ولا تزال- لمساندته أثناء الكارثة الإنسانية التي حلت به جراء الزلزال.
وفي ما يلي نص المقابلة كاملاً:
• كيف تنظرون للخطوات العربية المتتابعة بالانفتاح على دمشق؟
ننظر إليها بإيجابية كبيرة، ونعتمد التفاؤل في النظر لكل ما يجري من اتصالات تتم مع سوريا، 12 عاماً من الحرب كافية لإعادة هذه اللحمة ورأب الصدع بين الدول العربية وعودة دمشق إلى الجسم العربي.
القرار العربي بغياب سوريا كان يشوبه الضعف والوهن، أما القرار العربي بوجود سوريا فستكون له مكانته ويكون قراراً جماعياً سواء إقليمياً أو دولياً.
• بعد زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد لمصر، تواترت أنباء عن دور قد تلعبه القاهرة في تقارب محتمل بين دمشق والرياض. على ماذا يتوقف نجاح مثل هذه المساعي برأيكم؟
باعتقادي، يتم حاليا التشاور بين جميع الدول العربية لإعادة الوضع لطبيعته ولأن تكون سوريا في جسم الوطن العربي، ولا ننكر أن هناك تصريحات إيجابية من الجانب السعودي حيث صرح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بأن سوريا يجب أن تعود لموقعها العربي وبأن مشاورات تجري في هذا الإطار.
• ماذا عن الإمارات وإلى أي مدى ساهمت الدولة في الانفتاح السوري العربي؟
دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت الدور الريادي في إعادة هذه الاتصالات العربية مع سوريا، إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة.
لكن الإمارات كان لها دور إيجابي من خلال زيارة وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لسوريا، وزيارة رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد إلى الإمارات، ولقائه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد. هذه المبادرة الإماراتية كانت واضحة وشفافة وصريحة.
• هل نشهد حضور الرئيس بشار الأسد للقمة العربية المقبلة؟
نعم أتوقع حضور سوريا القمة العربية المقبلة، لأن تسارع الاتصالات العربية مع دمشق له دلالة واضحة، وكما يجري الحديث، فإن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق مصطحبا معه دعوة للرئيس الأسد لحضور القمة العربية.
مثل هذه الزيارات مرحب بها وسوريا تمد يدها للجميع، ولا تنظر إلى الماضي إلا بالقدر الذي يدفعها للمستقبل، وهي تستفيد من الماضي كدروس للمضي نحو المستقبل بشكل حقيقي ومستدام مع الأشقاء العرب.
• الحديث ع الانفتاح العربي يتزامن مع انطلاق مباحثات اللجنة الرباعية لنواب وزراء سوريا وتركيا وروسيا وإيران. كيف تقرأون نتائج هذه المشاورات حتى الآن؟
الوسيط الروسي -إضافة للإيراني- يسعى اليوم لأن تكون العلاقة مع تركيا صحيحة، ولكن هذا الأمر لم يكن ولن يكون على حساب السيادة السورية.
يمكن مناقشة أي قضية، ولكن هناك أمور أساسية وهي الانسحاب العسكري التركي من الأراضي التي تحتلها، إضافة لوقف دعم الإرهابيين ومحاربة الإرهاب، والأهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
• هل من تنازلات سورية يمكن أن تحصل مقابل التطبيع مع تركيا؟
لا أحد يتنازل عن حقه فأي دولة تتنازل عن سيادتها ليست دولة، ولا يمكن التنازل عن الأمور السيادية، وهذا أمر دستوري وسيادي، حتى المناقشة فيه عقيمة، ما يمكن مناقشته هو طريقة الانسحاب من الأراضي السورية، أو طريقة تطبيق هذه المبادئ السيادية والضمانات التي تطلبها دمشق.
• اتفاق سعودي إيراني. كيف تنظرون لهذا التطور الإقليمي؟
حتما هذا التقارب الإقليمي خلق ارتياحا في المنطقة وعزز التواصل مع سوريا، فعودة العلاقات بين إيران والسعودية عزز خطوات التواصل مع دمشق، وبالتالي هناك ما يجري العمل عليه إقليميا من أجل الاستقرار والأمن والسلم لهذه المنطقة.
• دولة الإمارات كانت سباقة في تضامنها مع الشعب السوري خلال كارثة الزلزال. ما صدى ذلك؟
كانت الإمارات من أولى الدول التي بدأت بإرسال المساعدات، وهي لا تزال مستمرة بذلك حتى الآن. شعور الشعب السوري تجاه نظيره الإماراتي والدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة هو شعور احترام وتقدير تجاه كل ما قامت به وما زالت تقوم به للشعب السوري عقب الكارثة الإنسانية التي حلت به جراء الزلزال.
هذا التعاطف الذي أبدته الإمارات لا مثيل له، وهي حتى الآن لا تزال تقدم المساعدات للشعب السوري.
• ماذا عن التعاون البرلماني العربي؟ وأي مرحلة بلغ؟
لا شك أن زيارة رؤساء وأعضاء الاتحاد البرلماني العربي إلى دمشق، والتي جاءت تتويجاً لاجتماع الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في بغداد بمشاركة دمشق، وحضور وفود 8 دول مشاركة بالاجتماع إلى سوريا، شكل صورة واضحة عن تعاون وتعاطف البرلمانيين العرب مع سوريا.
وبالتأكيد هذا التعاطف متبادل بين مجلس الشعب السوري وبرلمانات الدول العربية. وبتقديري فإن التحركات البرلمانية العربية مستمرة تجاه سوريا والبرلمان له تأثيره الكبير على حكومات بلاده، وهذه التحركات البرلمانية خطوة بالاتجاه الصحيح من أجل عودة سوريا إلى محيطها العربي.
• كيف ترون المرحلة السياسية القادمة بالمنطقة؟
أرى أنها مرحلة تفاؤل ويجب أن نكون متفائلين، وسوريا تفتح ذراعيها لكل من يلاقيها من الطرف الآخر، وبالتأكيد هذا سيؤدي لعودتها إلى سلامتها وأمنها وازدهارها وإعادة إعمارها وإعادة كل المهجرين السوريين.
كل مواطن يحمل الهوية السورية نرحب به ليساهم في إعادة إعمار البلاد، وأتفاءل بعودة السوريين الذين خرجوا منها إلى بلدهم للمساهمة مع إخوتهم في الداخل بإعادة الإعمار.
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز