يطرحُ السؤالُ الذي عنونتُ به المقال ماهية المنطق الجدلي الأعوج لأصحاب الفهم السقيم في تفسير الأحداث ومآلات الدول
يطرحُ السؤالُ الذي عنونتُ به المقال ماهية المنطق الجدلي الأعوج لأصحاب الفهم السقيم في تفسير الأحداث ومآلات الدول، ولأن العلم نقيض الجهل، والتطور يفضح الرجعية، والحكم الرشيد يعري الاستبداد والقمع، فلا بد لي أن أغوص أكثر فأكثر في طبيعة العقلية الإيرانية الهادفة لزرع الشقاق والبغضاء بين أبناء العالم العربي.
إني كمواطن عربي ينتابني الفضول أحياناً حين أناقش الجهلة من أتباع إيران، وجُلّهم إن لم أقل كلهم لا يجدون جواباً مقنعاً يقدمونه لي أو لغيري حين أسألهم عن مسببات تلك الكراهية، فيهربون إلى ميدان الشعارات وبطونهم خاوية، ويحدثونك عن الانتصارات وجيوبهم فارغة
فنظام الولي الفقيه منذ تأسيسه أواخر السبعينيات يعادي العرب ويحقد على دول الخليج العربي تحديداً، لأن نهضة تلك الدول وآلية النمو الاقتصادي المتسارع بها كما الخدمات والرفاهية المتوفرة للمواطنين والمقيمين تمثل لطهران حجر عثرة في تقديم النموذج الأفضل. فالشعب الإيراني بكل أطيافه وأعراقه يرى يوميات جيرانه العرب الخليجيين السعيدة، بينما يرزح المواطنون الإيرانيون بفضل سياسات الإرهاب ونشره وتصديره من قبل عصابة الملالي في مستنقع البؤس والعزلة والفقر والحاجة دون نسيان العقوبات الشاملة.
وفي السياق نفسه، ربّت إيران مليشياتها الإرهابية في لبنان والعراق وسوريا واليمن على أبجديات هذه المنهجية، فها هو حسن نصر الله يعلن من بيروت كل يوم عداءه للسعودية والإمارات، ويفاخر بتبعيته للحرس الثوري الإرهابي الإيراني ويعد اللبنانيين بالموت والمستقبل المشؤوم والاقتصاد المدمر لأجل ولي نعمته في بلاد الفرس، ولا يشذ عن مساره الحوثي في اليمن أو قادة المليشيات بالعراق.
يتملك هؤلاء جميعاً الحسد والحقد الدفين على نجاح التجربة الخليجية عموماً، والسعودية الإماراتية خصوصاً، لأنها تجربة فريدة من نوعها اليوم، ترسخ مفهوم الدولة وتعزز من مكانة الهوية الوطنية، وتجعل الأوروبيين -على سبيل المثال- كما الأمريكيين يتطلعون لزيارة دبي أو بفرصة عمل بالرياض وأبوظبي أو غيرها من المدن السعودية والإماراتية الرائدة في مجالات العمل والصناعة والتكنولوجيا والازدهار المعرفي.
فضلاً عن البرامج العلمية والتعليمية المتقدمة والتي تنشدها هاتان الدولتان من أجل شعبيهما، فميزانية الابتعاث الأكاديمي الخارجي المعتمدة للسعوديين والإماراتيين تفوق لربما موازنات دول بعينها؛ لأن حكام البلدين يدركون أهمية العلم وتأثيره في نجاح المجتمعات، وما احتفاء الدولتين والشعبين ببدء الموسم الدراسي على أراضيهما قبل أيام ببعيد عن أعين المراقبين والمتابعين.
وإني كمواطن عربي ينتابني الفضول أحياناً حين أناقش الجهلة من أتباع إيران، وجُلُّهم إن لم أقل كلهم لا يجدون جواباً مقنعاً يقدمونه لي أو لغيري حين أسألهم عن مسببات تلك الكراهية، فيهربون إلى ميدان الشعارات وبطونهم خاوية، ويحدثونك عن الانتصارات وجيوبهم فارغة، ويتغنون بالعنتريات الوهمية وبيوتهم لا غذاء فيها ولا دواء.
وقد تجد بين صفوفهم غالباً من يريد من السعودية والإمارات أن تحررا له أرضه وتحميا له عرضه وتصليان عنه فرضه، ويشتد هذيانه عندما يزداد عنفوانه اللفظي وهو يعلم أنه جزء من قطيع مغيب عن الواقع، سلبته إيران كل ما يملك لتحقيق أجندتها الهدامة، فلا حاضر له مشرف ولا ماضي له يُعرف، ولا عمل له يكتسب منه، ومطلوب منه دوماً أن يزهق روحه وأرواح أبنائه بغية تنفيد أطماع توسعية لا ناقة له فيها ولا جمل.
ولا أمتدح السعوديين أو الإماراتيين أو أجاملهم حين أقول: إنهم شعوب متصالحة مع مصالحها والأصلح لها وتخطط بشكل استراتيجي ممتاز لمستقبلها كما تفلح في إنجاح حاضرها، وتعرف قيمة النعمة وتتقن شكرها، وقياداتهم الحالية تخوض غمار العمل السياسي بحنكة واقتدار للتحالف مع أمم الشرق والغرب بهدف رفعة دولهم وعزة أمتهم، ومستقبل أجمل لأجيالهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة