ترامب يطوي صفحة أوباما ويعيد التحالف مع الرياض ضد طهران
التحالف في عهد ترامب يقوم على أن السعودية "ضمانة للأمن" في حين أن إيران تنشر الأزمات أينما ذهبت
كشف مسؤولون أمريكيون بارزون عن تحول كبير فى السياسة الأمريكية تجاه إيران والسعودية، تعتمد على التحالف مع السعودية ضد إيران.
في واشنطن، ألقى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون كلمة خلال لقاء بين رجال الأعمال الأمريكيين والسعوديين أشاد خلالها "بالشراكة القوية جدا القائمة بين البلدين"، وعقب اللقاء الذي دام 3 ساعات، عقد مؤتمرا صحفيا بوزارة الخارجية الأمريكية، انتقد فيه بشدة طهران لتصديرها "للإرهاب والعنف وزعزعة استقرار أكثر من دولة".
وجاء ذلك بالتزامن مع التصريحات التي أطلقها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس خلال زيارته الأخيرة للسعودية، حيث أوضح للصحفيين أن الرياض كانت حليفا مهما للولايات المتحدة منذ 70 عاما وما زالت تشكل "دعامة الإطار الأمني"، كما ندد ماتيس بطهران قائلا "فى كل مكان تنظرون إليه إذا وجدت مشكلة فى المنطقة تجد إيران".
تصريحات تيلرسون وماتيس المتزامنة تشير إلى أن إدارة دونالد ترامب تعود إلى ما كان عليه التوجه الأمريكي التقليدي في تلك المنطقة منذ الثورة الإيرانية عام 1979: تحالف مع الرياض ضد طهران.
وباعتماد هذا الموقف، تخالف إدارة ترامب ما فعلته سابقتها خلال رئاسة باراك أوباما، التي سعت إلى الوصول إلى التهدئة مع طهران.
وعلاوة على ذلك، فإن إدارة ترامب سوف تتبع هذه السياسة بقوة كبيرة، على ما يبدو منذ أن كان رونالد ريجان رئيسا قبل ثلاثة عقود يتحدث مسؤولون أمريكيون بشكل قاس وناقد حول إيران.
وقال تيلرسون "إن إدارة ترامب تجرى حاليا مراجعة لسياسة إيران"، قبل أن تحصى التهديدات العديدة التي تشكلها إيران، وبرنامجها النووي.
وأضاف تيلرسون أن هذه التهديدات تشمل دعم "المجموعات المسلحة العراقية" التي توفرها طهران "في المقام الأول من خلال مليشيات القدس" و"التي تقوض الأمن في العراق منذ سنوات".
بالإضافة إلى ذلك، "تواصل إيران دعم نظام الأسد الوحشي في سوريا". وفي اليمن، تدعم طهران "محاولة الحوثيين إسقاط الحكومة"، كما تحافظ طهران على "عداء طويل الأمد" تجاه إسرائيل.
واستعرض تيلرسون أيضا الأعمال الإيرانية المعادية التي تم تنفيذها ضد الولايات المتحدة، بما في ذلك الهجمات السيبرانية، ومضايقات السفن البحرية الأمريكية في الخليج الفارسي، واحتجاز المواطنين الأمريكيين، واتهم إيران بأنها "واحدة من أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم"، لأنها تعتقل خصومها السياسيين.
وفي الرياض، التقى ماتيس العاهل السعودي، ونجله محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع.
ووصف ماتيس محادثاتهما بأنها صريحة و"مثمرة للغاية". وقد تحدث الرئيس ترامب والملك سلمان هاتفيا خلال الزيارة، واستعرضا التفاهمات التي توصل إليها ماتيس خلال زيارته للرياض.
وقال ماتيس للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمير محمد بن سلمان "من المهم أن نفعل شيئا حيال ذلك"، ولم يقدم ماتيس أي تفاصيل لكنه تحدث بشكل عام. وأضاف: "تعتزم الولايات المتحدة مساندة السعودية لمواجهة تهديدات طهران بفاعلية ونحن نعمل معا كشركاء، من مصلحتنا أن نرى جهازا أمنيا عسكريا قويا في المملكة العربية السعودية وخدمات سرية"، كما اقترح ماتيس أن يقوم ترامب بزيارة الرياض.
تتحدث لغة ماتيس القوية عن نية الولايات المتحدة لاستعادة العلاقات مع السعودية إلى التقارب الذي لم يكن موجودا منذ حرب الخليج عام 1991، على ما يبدو، هذا هو ما يريده السعوديون كذلك.
وأكد وزير الدفاع السعودي أن الولايات المتحدة والسعودية ستعملان معا لمواجهة جميع التحديات الإقليمية سواء "مكافحة المنظمات الإرهابية" أو مواجهة "الأنشطة الخبيثة لإيران".
وهكذا، تظهر سياسة أمريكية جديدة تجاه طهران والرياض، وسيرحب بها حلفاء أمريكا التقليديون، ومن المؤكد أن ترد إيران على ذلك بشكل عملي، ربما سيكون بدعم من حليفتها الروسية.
ومن المستحيل التنبؤ بما سيكون عليه هذا التفاعل أو كيف ستتحول الأمور في نهاية المطاف، ومع ذلك، يبدو أن إدارة ترامب مصممة تماما على مواجهة توسع إيران، وتقديم المزيد من الدعم للحلفاء الأمريكيين التقليديين في المنطقة.