إيران تختنق.. تجار العملة يبحثون عن الدولارت المهربة عبر الحدود
مهرب أفغاني قال إنه ينقل كل شهر نحو 220 ألف دولار في رحلتين أو 3 رحلات إلى مدينة مشهد الإيرانية.
لجأ تجار السوق السوداء في إيران إلى استخدام أساليب غير شرعية في جلب العملة الأجنبية، عن طريق التهريب من الدول المجاورة، إثر العقوبات الأمريكية ضد طهران الضالعة في دعم وتمويل الإرهاب.
- ريال إيران يفقد 226% من قيمته أمام الدولار منذ مطلع 2018
- إيران تسمح باستيراد النقد الأجنبي لوقف هبوط الريال
في سوق ساراي شاه زادا، التي تتألف من 3 طوابق في كابول بأفغانستان، أوضح أحد المتداولين وهو جالس في كشك مرصوف بالأوراق النقدية الكثيفة كيف يستخدم هو وآخرون سيارات الأجرة لنقل الحقائب المملوءة بالعملة الأمريكية إلى إيران، عبر معبر قلعة خان الإسلامي في أفغانستان.
وقال لوكالة بلومبرج إنه ينقل كل شهر نحو 220 ألف دولار في رحلتين أو 3 رحلات بشرط عدم استخدام اسمه.
ويسافر التجار عموما من مقاطعة هرات الأفغانية إلى ثاني أكبر مدينة في إيران "مشهد"، ويستخدمون الدولار الأمريكي لشراء الريال من البائعين الإيرانيين اليائسين بمعدلات السوق السوداء، التي تزيد عن 120 ألف ريال للدولار، وهؤلاء المتداولون الذين يحملون تأشيرات دخول متعددة لإيران يبيعون الريال في أفغانستان بربح يصل إلى 30%، حسب إيمال هاشور، المتحدث باسم بنك دا أفغانستان، البنك المركزي في البلاد.
ويمكن للمتداولين الحصول على أفضل الأسعار بالريال الإيراني في الأقاليم الأفغانية، كما يقول متداول ثان طلب عدم الكشف عن هويته وهو يتحدث عن التهريب عندما كان يحسب كومة من الريال على مكتبه.
وتشكل هذه التجارة جزءاً من أربعة مليارات دولار سنوياً من التدفقات غير المشروعة إلى الخارج، مما يزيد من الضغط على الاقتصاد الأفغاني الذي دمرته الحرب، ويقوض محاولات إيران لوقف تراجع الريال المدمر، وعلى الرغم من المحاولات الرسمية للحد من النشاط لا يرى المتداولون أي علامة على أنه سيتباطأ، قائلين إن حكومة أفغانستان مشغولة بمعارضة طالبان وداعش، في حين أن إيران تتعرض لأزمة اقتصادية كبرى مع موجة العقوبات الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال سيف الدين سيهون، أستاذ الاقتصاد في جامعة كابول: "للأسف.. فشلت الحكومة في الحد من التهريب"، وأضاف أن أمراء الحرب المؤثرين يستفيدون من هذه الممارسة.
وقد أدى التهريب إلى نقص في الدولار الأمريكي في أفغانستان وأسهم في انخفاض عملة البلاد بنسبة 3.5% هذا الشهر، حيث بلغ الأفغاني 76.03 دولارا أمريكيا (الأفغاني = عملة أفغانستان) في 13 سبتمبر، وهو أدنى مستوى خلال 15 عاما عندما بدأت بلومبرج في تجميع البيانات، وانخفض الريال الإيراني 60% منذ أبريل/نيسان.
وأصبحت العقوبات الأمريكية سارية المفعول في 7 أغسطس، مما منع طهران من شراء العملات الخضراء، أو الاتجار في الذهب أو المعادن الثمينة، وبيع أو الحصول على مواد صناعية مختلفة.
وسوف تستهدف القيود الأخرى في نوفمبر صادرات إيران من النفط، وهي العمود الفقري لاقتصادها.
ويقدر أن ما يقرب من 5 ملايين دولار نقداً يعبر الحدود إلى إيران كل يوم، وقد زاد هذا العدد منذ فرض العقوبات، وفقاً للبنك المركزي الأفغاني، إضافة إلى ما لا يقل عن 7 ملايين دولار يتم سحبها يوميا من خلال الحدود البرية الأخرى والمطارات.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز