صحيفة: شركات شحن إيرانية تعامل عمالاً آسيويين كـ"العبيد"
كشفت صحيفة أمريكية أن شركات شحن إيرانية تجبر عددا كبيرا من البحارة من جنسية آسيوية، على العمل في ظروف خطيرة، بأجر بسيط أو بدون.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن شركات شحن إيرانية متعاونة مع شركات توظيف كانت تجبر أعدادا كبيرة من هؤلاء البحارة على العمل في ظروف خطيرة، غالبا بأجر بسيط أو بدون راتب، بحسب ما قاله عدد من الرجال الذين يقولون إنهم تعرضوا للخداع للعمل بتلك الوظائف.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن شركات التوظيف تغري الآلاف من العمال من بلد آسيوي سنويا للذهاب إلى إيران برواتب وخبرة على متن سفن ذات سمعة طيبة، ووعود في كثير من الأحيان بالخروج في مهام بدول الشرق الأوسط، بحسب ما قاله بحارة هنود ونشطاء ملاحة.
وبدلًا من ذلك، بحسب البحارة، يتم إرسالهم إلى إيران ويخرجون للعمل في البحر، حيث ينهكون في العمل، ويحرمون من الطعام الكافي، وأحيانا يجبرون على نقل المخدرات وشحنات تخضع لعقوبات دولية.
وقال أشكاي كومار، (24 عاما)، وهو من ضمن 26 عاملا أجرت معهم "واشنطن بوست" حوارا بشأ تجربتهم مع سفن الشحن الإيرانية: "يستهدفون البحارة للعمل بدون أجر. إنه فخ كبير. يجبرونا على العمل مثل العبيد."
وعندما سلم مسؤول توظيف، العامل أشواني بانديت تذكرة طيران وتأشيرة للسفر إلى إيران بداية العام الماضي، شعر الأخير بالذعر.
وأكد بانديت (24 عاما) أنه اقترض ليدفع 2600 دولار لمسؤول التوظيف لتأمين وظيفة على متن سفينة كان يأمل في أن تمحه الخبرة التي يحتاجها لبداية حياة مهنية في البحر.
وحين اكتشف العامل في اللحظة الأخيرة إنه تعرض للخداع، لم يتمكن من استعادة أموال ولم يكن أمامه خيار سوى السفر إلى إيران، حيث عمل على متن قارب شحن صغير لسبعة أشهر لنقل اليوريا والحديد إلى العراق.
وقال: "أصدقاء يعملون على متن سفن في إيران حذروني من أن الشركات هناك لا تدفع رواتب. نفس الشيء حدث معي."
وفي النهاية غادر بانديت إيران بدون تقاضي راتبه في أغسطس/آب 2020. ورتبت الشركة التي عمل بها، "داشتي مارين"، تأشيرة خروجه بشرط أن يوقع على عقد يفيد بعدم المطالبة براتبه.
وتفيد الوثيقة، التي اطلعت عليها "واشنطن بوست"، بأن التعويض الوحيد الذي حصل عليه هو خطاب من الشركة يؤكد خبرته في العمل، فيما ورفض مالك الشركة، باباك داشتي، الإدلاء بتعليق.
ويمثل عمال هذه الدولة الآسيوية، نسبة كبيرة من البحارة الذين توظفهم الشركات الإيرانية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن هذا البلد يعتبر مصدر رئيسي للعمالة البحرية حول العالم.
ظروف قاسية
وقال أندي باورمان، المدير الإقليمية بجمعية "Mission to Seafarers" الخيرية، إن عمالة هذه الدولة الآسيوية، مغرية بشكل خاص للشركات الإيرانية لأن العقوبات الأمريكية على إيران صعبت توظيف عمال من عدة دول أخرى.
فيما قال العمال الذين حاورتهم "واشنطن بوست" أنهم دفعوا ما بين 2019 دولارا إلى 6732 دولارا للحصول على وظائفهم.
وذكرت الصحيفة أن معظم البحارة الذين حاورتهم قالوا إنهم حرموا من الطعام الكافي، وعانوا نوبات جوع متكررة، وفقدان الوزن فيما بعد.
وقال أناندي مايتي (28 عاما)، إنه كان يعمل في مطبخ زورق يبحر من جيبوتي إلى إيران، ولم يدرك وجود مخدرات على متنه قبل أن يكتشف حرس السواحل مخبأ للهيروين في الزورق قبل عامين.
واعتقل مايتي مع سبعة آخرين من أفراد الطاقم، وقال إنه قضى 18 شهرا في سجن إيفين قبل إطلاق سراحه في يونيو/حزيران، مضيفًا: "أحاول نسيان هذه الفترة. لا أريد التذكر".