سياسة ممنهجة.. موجة "القتل البطيء" تغرق سجناء إيران
تواصل السلطات الإيرانية، اعتماد سياسة "الموت البطيء" للناشطين والمعارضين الذين يقبعون في السجون التي تخضع لحراسة أمنية مشددة.
وتقول منظمات حقوقية إيرانية إن السلطات في السجون تستمر في منع المعتقلين من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة؛ الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر بشكل متزايد.
وذكر موقع منظمة "جوانه ها" الحقوقية الإيرانية، أن سجينًا سياسيًا في إيران أصيب بجلطة دماغية بسبب حقنه بدواء خاطئ وتأخير إرساله إلى المستشفى جراء تدهور حالته الصحية.
وقالت مصادر مطلعة للمنظمة، اليوم السبت، إن "مهدي صالحي قلعة شاهروخي، أحد سجناء احتجاجات يناير/ كانون الثاني عام 2018، والمعتقل في سجن دستجرد بمحافظة أصفهان وسط البلاد، نُقل إلى مستشفى الزهراء في المحافظة بعد إصابته بجلطة دماغية".
وأشارت المصادر إلى أن "صالحي توجه أولاً إلى دائرة صحة السجن بسبب مشاكل في القلب وضغط على المخ، حيث تم حقنه بدواء خاطئ تسبب له في نوبات صرع وتفاقم حالته".
وأفاد الناشط السياسي الإيراني الذي كان قضى سنوات في سجن ايفين شمال طهران، آرش صادقي، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، بأن صالحي أصيب بجلطة دماغية منذ الثلاثاء الماضي، بسبب حقنة دواءاً خاطئاً وتأخير إرساله إلى مستشفى خارج السجن".
وكانت السلطات الإيرانية حكمت على مهدي صالحي، بالإعدام بتهم مثل "المحاربة والإفساد في الأرض"، لكن هذه العقوبة أٌلغيت فيما بعد، وبقى الناشط سجينا.
وأصيب صالحي برصاصة في رأسه أثناء مشاركته في الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في إيران على خلفية سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في ٢٠١٨.
ووفق التقارير الإيرانية الحقوقية، فإن صالحي يمر بحالة حرجة فيما لا يسمح مسؤولو المخابرات والأمن لأسرته بزيارته.
وجاءت احتجاجات يناير/كانون الثاني عام 2018 ردًا على الوضع الاقتصادي غير المستقر في البلاد، لكنها سرعان ما غيرت الاتجاه واستهدفت الحكومة الإيرانية والنظام بأكمله، قبل أن يقمعها النظام بشكل وحشي.
كاتب في خطر
وفي سياق آخر، حذرت رابطة الكتاب الإيرانية، أمس الجمعة، السلطات في البلاد من خطر وفاة الصحفي والناشط البارز "كيوان صميمي" الذي يبلغ من العمر 73 عاماً ويقبع في سجن ايفين شمال العاصمة طهران.
وجاء هذا التحذير على خلفية وفاة الشاعر والمخرج السينمائي البارز "بكتاش أبتين" في مستشفى ساسان بطهران في 8 من كانون الأول الجاري، بعد إصابته بفيروس كورونا مرتين في سجن ايفين وتأخير علاجه من قبل السلطات الأمنية.
وقالت الرابطة في بيان لها نشرته عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، إن "كيوان صميمي، رئيس جمعية الدفاع عن حرية الصحافة والناشط السياسي المسجون في إيفين، على وشك "الترحيل" إلى سجن آخر في إيران، رغم سوء الحالات الطبية ومعاناته من أمراض القلب".
وأضافت الرابطة الإيرانية المعارضة "استمرار وجود كيوان صميمي في السجن يشكل تهديدا خطيراً على صحته وحياته".
وكانت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ذكرت الثلاثاء الماضي، نقلاً عن مصدر مطلع، أن "أمين وزيري، نائب المدعي العام والمسؤول عن السجناء السياسيين، يصر على ترحيل كيوان صميمي إلى سجن آخر".
ووفقاً للمصدر، فإن الضغط لترحيل الناشط السياسي يأتي في وقت صعب، بالنظر إلى تقدمه في السن وسوء وضعه الصح.
وفي مطلع آيار/مايو من عام 2019، تم اعتقال "كيوان صميمي"، بعد مشاركته بمسيرة احتجاجية أمام البرلمان بمناسبة اليوم العالمي للعمال.
وبعد بضعة أشهر، حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة "التآمر للعمل ضد الأمن القومي"، وأيدت محكمة الاستئناف الحكم.
وفي 7 من ديسمبر/كانون الأول عام 2020، تم نقل الصحفي صميمي إلى سجن ايفين شمال طهران ليقضي عقوبته أثناء انتشار وباء فيروس كورونا.
ثم في الـ9 من الشهر الجاري، نشر كيوان صميمي رسالة من داخل السجن، وصف فيها وفاة الشاعر والسجين والمخرج بكتاش ابتين بـ "القتل العمد مع سبق الإصرار".
وفاة سجين سياسي
وفي الثاني من يناير/ كانون الثاني الجاري، أعلنت منظمة حقوقية معنية بشؤون مدينة الأهواز العربية، وفاة "عادل كيان بور" السجن السياسي الإيراني المعارض، وفقاً لما ذكرته منظمة حقوق الإنسان في الأهواز.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في الأهواز، في تغريدة عبر حسابها الرسمي على "تويتر" إن "السجين السياسي عادل كيان بور توفي في سجن شيبان بمدينة الأهواز، بعد أسبوع من الإضراب عن الطعام احتجاجًا على حرمانه من محاكمة عادلة وعدم تقديم الرعاية الطبية اللازمة له".
وكانت منظمة العفو الدولية غير الحكومية، أكدت مؤخرا أن 72 سجينًا لقوا حتفهم في إيران على مدى السنوات العشر الماضية.
aXA6IDE4LjE4OS4xNDMuMSA= جزيرة ام اند امز