رغم نفيها.. تكريم سخي يكشف ضلوع إيران بحادث طعن سلمان رشدي
أعلنت إيران، الثلاثاء، عن منحة سخية لمرتكب حادث طعن الكاتب البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي، فيما يعد اعترافا ضمنيا بالمسؤولية.
الاعتراف الإيراني جاء على لسان محمد إسماعيل زارعي، رئيس ما يسمى اللجنة الشعبية لتنفيذ فتوى المرشد الإيراني الراحل روح الله الخميني ضد سلمان رشدي، والتي تقضي بقتله، بسبب كتابه الذي نشره عام 1988 بعنوان "آيات شيطانية".
- "كيس من البذور".. سلمان رشدي يكشف مقتطفات من روايته "مدينة النصر"
- واشنطن تدرس فرض عقوبات على كيانات إيرانية بسبب سلمان رشدي
وبعد إصابته بعدة طعنات في ندوة أدبية في نيويورك، في 12 من أغسطس/آب الماضي، على أيدي شاب من أصول لبنانية يدعى هادي مطر، بقي رشدي في المستشفى 6 أسابيع، وفقد نتيجة الهجوم البصر في إحدى عينيه.
وقال زارعي في تصريحات تابعتها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، إنه "تقرر منح قطعة أرض مساحتها ألف متر للشاب الذي قام العام الماضي بطعن الكاتب سلمان رشدي".
وذكر زارعي أن "سلمان رشدي ليس أكثر من ميت يمشي، وتكريما لهذا الشاب الشجاع الذي هاجم رشدي، تم منحه ألف متر مربع من الأراضي الزراعية الخصبة والقيمة التي تبرع بها رجل الدين حسين زراعي، وسيتم تسليمها له أو لممثله القانوني خلال حفل خاص".
وتقدم زارعي بـ"خالص الشكر للشاب الأمريكي من أصول لبنانية (هادي مطر)"، على ما وصفه بـ"عمله الشجاع في تنفيذ فتوى الخميني التاريخية ضد رشدي".
واستمرار للتحريض ضد رشدي، قال: "سيتم تسليم ما تبقى من الأرض لمن يقومون باجتثاث جرثومة الفساد هذه (قتل رشدي)".
وتابع زارعي: "نعتقد أن هذا الحكم (قتل رشدي) يجب أن ينفذ في أي حالة وسنستخدم كل قوتنا لتنفيذ هذا الحكم التاريخي للخميني".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، نفي بعد أيام من الهجوم ضد رشدي، أن تكون بلاده تقف وراء هذه الحادثة.
وأشارت مصادر أمنية مطلعة على التحقيق إلى أن المشتبه به هادي مطر، البالغ من العمر 24 عاما، من مواليد كاليفورنيا، لكنه انتقل مؤخرا إلى نيوجيرسي.
وقالت مصادر أمنية إن مطر يحمل رخصة قيادة مزورة من ولاية نيو جيرسي باسم حسن مغنية.
وكشفت مراجعة أولية لجهات إنفاذ القانون لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي أنه متطرف ومتعاطف مع الحرس الثوري الإيراني، حسبما قال مسؤول تنفيذي على علم مباشر بالتحقيق لشبكة "إن بي سي نيوز".
وقد عثر المحققون على صور لقائد فيلق القدس الراحل في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل عام 2020، في تطبيق مراسلة على الهاتف المحمول الخاص بمطر.
وفي 14 فبراير/شباط 1989 حين دعا الخميني مسلمي العالم إلى قتل رشدي بعدما اعتُبرت روايته "آيات شيطانية" مسيئة للقرآن وللنبي محمد، ما دفع رشدي إلى الاختباء لعدة سنوات بسبب التهديدات.
كما وضع الخميني مكافأة قدرها 3 ملايين دولار مقابل رأس رشدي، ولا تزال الفتوى سارية، رغم أن الحكومة الإيرانية نأت بنفسها عن مرسوم الخميني.
وأضافت مؤسسة دينية إيرانية شبه رسمية، مبلغاً إضافياً قدره 500 ألف دولار إلى المكافأة في العام 2012.
وسلمان رشدي، الروائي البالغ من العمر 75 عامًا، هو ابن رجل أعمال هندي مسلم، وتلقى تعليمه في إنجلترا، وحصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة كامبريدج، كما يعتبر من أفضل الكتاب البريطانيين على قيد الحياة.
وفي 7 من فبراير/شباط الجاري، أصدر رشدي روايته الجديدة "فيكتوري سيتي" (مدينة النصر)، التي تتناول "قصة ملحمية لامرأة" من القرن الرابع عشر أسست مدينة، وتعاني النفي والتهديد في عالم ذكوري.