طهران تستدعي "شبحا جديدا" إلى ساحة "إخفاقها" الداخلي
طالما مثلت استراتيجية "الهروب إلى الأمام" وسيلة للتعمية على أزمات الداخل، وتبرير الإجراءات الاستثنائية.
وعلى ما يبدو استدعت إيران "شبحا جديدا" فيما تواجه واحدة من أعنف موجات الاحتجاجات الداخلية، منذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني قبل نحو 5 شهور.
وإلى جانب، "فزاعة" التجسس لصالح دول غربية، والمواجهات العسكرية مع إسرائيل، استدعت طهران ضيفا جديدا على القائمة لكن هذه المرة من ساحة معركة مشتعلة بالفعل.
وبعد يوم واحد من تأكيد هجوم الطائرات المسيرة على مجمع صناعي عسكري إيراني، حذر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الإثنين، أوكرانيا من تحمل عواقب هذا الهجوم بسبب وجود شكوك حول مشاركتها مع إسرائيل بتنفيذه.
وقالت وكالة أنباء "نور نيوز" التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني، اليوم الإثنين، في تغريدة لها عبر "تويتر"، إن "تغريدة مستشار رئيس أوكرانيا التي أشار خلالها إلى مشاركة كييف في إجراء ضد إيران، وبالنظر إلى التصريح بادعاءات مماثلة من قبل مصادر شبه رسمية في إسرائيل، تكشف عن استراتيجيتهم المشتركة في تهديد أمن إيران".
وأضافت أنه "إذا لم تتبرأ حكومة أوكرانيا رسميا عن هذا الأمر فعليها الاستعداد لتلقي مجموعة من التبعات لهذا الموقف غير المسؤول".
وكان مستشار مكتب الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك قد غرد في وقت سابق على القصف الذي تعرض له الموقع العسكري الإيراني قائلا إن "منطق الحرب مميت ولا يطاق ويجبر أمير الحرب والمتواطئين معه على التعويض".
وأضاف أن "الانفجار الليلي في إيران الذي استهدف إنتاج الطائرات بدون طيار والصواريخ ومصافي النفط. سبق أن حذرت أوكرانيا بشأنه".
وتلقفت طهران الرسالة الأوكرانية المبطنة لاستغلالها على ما يبدو على ساحتها الداخلية.
وشكت كييف مرارا مما قالت إنه دعم إيراني لروسيا، مؤكدة أن إيران أمدت موسكو بطائرات مسيرة محلية الصنع.
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية قد أكدت، مساء السبت، أن طائرات مسيرة صغيرة كانت تخطط للعمل ضد المجمع الصناعي العسكري في محافظة أصفهان.
وقالت الوزارة إن طائرتين مسيرتين هجوميتين أسقطتا بنيران الدفاع، وأن الطائرة الثالثة بدون طيار ألحقت أضرارا طفيفة بسقف إحدى ورش المجمع.
وحمل بعض المسؤولين الإيرانيين إسرائيل المسؤولية وراء الهجوم الذي استهدف الموقع العسكري.
تهديد إيراني
وقالت وكالة أنباء "نور نيوز" الإيرانية في تقرير لها، عبر موقعها الرسمي، إن "هذه التصريحات من قبل مسؤول أوكراني والقبول الضمني بالمشاركة في الهجوم الانتقامي مساء السبت في مجمع ورش العمل التابع لوزارة الدفاع في أصفهان هو قبول بالمسؤولية يمكن أن يكون له عواقب قانونية كبيرة على كييف".
وأضافت "بغض النظر عن صحة الادعاءات التي يمكن تحليلها في مكانها، فإن تبني نهج حاقد من قبل مسؤول أوكراني والسلطات شبه الرسمية للنظام الإسرائيلي يشير إلى الاستراتيجية المشتركة بين كييف وتل أبيب في تهديد أمن إيران".
وأشارت الوكالة الأمنية الإيرانية إلى أنه "على الرغم من أنه لا يزال من الصعب للغاية تصديق موقف مستشار رئيس أوكرانيا، الذي أشار ضمنيا إلى أن كييف متورطة في عمل عدائي ضد إيران، ولكن إذا لم تعلن حكومة أوكرانيا رسميا تنصلها فيجب عليها قبول عواقب هذا الموقف غير المسؤول".
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إن "الغارة بالمسيرات على مركز صناعي تابع لوزارة الدفاع الإيرانية في مدينة أصفهان نفذته إسرائيل".
بدوره، قال محمد مرندي، عضو فريق التفاوض الإيراني في مفاوضات فيينا النووية "على الرغم من هزيمة (بنيامين) نتنياهو (رئيس وزراء إسرائيل) وحلفائه الإرهابيين المدعومين من الغرب في شمال العراق، فإن (أفعالهم) سيكون لها عواقب"، مضيفا أنه "يجب أن يعلم كلاهما أنه على الرغم من الفشل فإن العقوبة آتية".
ولم تقل السلطات الرسمية أو العسكرية الإيرانية حتى الآن أي شيء عن إقليم كردستان العراق كمصدر لإرسال طائرات مسيرة هجومية إلى أصفهان، ولم يقدم محمد مرندي أي دليل على هذا الادعاء في رسالته.
ولم يذكر أي مسؤول في إسرائيل حتى الآن هجوم الطائرات الصغيرة بدون طيار على المصانع العسكرية في أصفهان.
وفي السنوات الماضية، اتهمت إسرائيل بتنفيذ عدد من العمليات ضد الصناعات العسكرية والمنشآت النووية الإيرانية.
من جانبه، نفى المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر يوم الأحد مشاركة أي قوات عسكرية أمريكية في الهجمات على إيران، رغم أنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.
خطوة دبلوماسية
وفي أول تحرك رسمي للرد على أوكرانيا، ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية أن إيران استدعت القائم بالأعمال الأوكراني في طهران اليوم الإثنين، بسبب ما قالت إنها "تصريحات صادرة عن بلاده بشأن هجوم بطائرات مسيرة على منشأة عسكرية بإقليم أصفهان بوسط إيران".
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز