"الخميني وسليماني".. مليشيات إيران تعبث بـ"ديموغرافيا" سوريا
المليشيات الإيرانية غيرت سابقا أسماء عدد من الأماكن بمدينة البوكمال السورية، مثل ميدان السكرية الذي أطلق عليه ميدان القدس
كشف موقع إيراني معارض ناطق بالفارسية، أن مليشيات إيرانية عدلت أسماء بعض الشوارع في مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور السورية في إطار خطة تغيير ديموغرافي.
وأشار موقع "إيران واير" الذي يديره صحفيون من بريطانيا في تقرير لها، الخميس، نقلا عن مصادر مطلعة، إلى أن المليشيات عدلت أسماء عدد من شوارع مدينة الميادين لأسماء شخصيات إيرانية مثل قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق، والذي قتل بضربة أمريكية في العراق مطلع العام الجاري.
- شراء الصمت.. خطة إيرانية لتسكين عائلات القتلى في سوريا بالمجان
- بعد التكتم.. إيران تستعيد رفات 7 من "المدافعين عن الحرم"
وأوضحت المصادر أن الشوارع عدلت أسماؤها باللغة الفارسية، حيث تغير اسم شارع يدعى "أنس بن مالك" إلى شارع الخميني (المرشد الأول لإيران).
كما تحول اسم شارع يسمى "الجيش" ويعرف أيضا باسم "الحنيش" في وسط مدينة الميادين إلى شارع الإمام العباس، والذي اتخذت اسمه مليشيا إيرانية تتواجد بدير الزور.
وأشار التقرير إلى أن المليشيات الموالية لإيران وضعت صورة قاسم سليماني، والذي قاد لسنوات عديدة فيلق القدس الذراع العسكرية الخارجية التابعة لمليشيا الحرس الثوري، في شارع "أبو غروب" الممتد من أمام مستشفي نور السعيد وحتى الجسر الرابط بين مدينتي الميادين وذيبان.
وغيرت المليشيات الإيرانية أيضا اسم شارع "أبو غروب" إلى شارع أطلقت عليه اسم "الشهيد قاسم سليماني"، وذلك في إطار مساعي طهران لتبييض سمعة سليماني الذي كان العقل المدبر لتدخلاتها إقليميا، وساهم بتنفيذ مخططات إرهابية.
وتغير اسم شارع قناة الري المحاذي لمنطقة الكورنيش في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور التي تعد إحدى أكبر مناطق شرق سوريا، إلى شارع فاطميون وهي مليشيات إيرانية قوامها مرتزقة أفغان جندتهم طهران مقابل رواتب شهرية ووثائق لجوء.
ولفت التقرير إلى أن المليشيات الإيرانية المتواجدة داخل دير الزور أصبحت تستخدم الأسماء الجديدة للشوارع فيما بينها بالوقت الراهن.
وأكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تعديل المليشيات الإيرانية لأسماء الشوارع في الميادين يندرج ضمن سياسة التغيير الديموغرافي التي تنفذها طهران داخل الأراضي السورية، وفق التقرير.
واعتبر عبد الرحمن أن تلك السياسة بدأتها إيران بالفعل منذ إبرام اتفاق البلدات الأربعة سابقا (كفريا، والفوعة، والزبداني، ومضايا) الذي انتهي بإجلاء سكان ومسلحي مدينتي كفريا والفوعة (بلدتان أغلب سكانهما شيعة في محافظة حلب السورية) بعد اتفاق بين طهران وهيئة تحرير الشام.
وشدد مدير المرصد السوري على أن المليشيات الإيرانية هي التي تسيطر على تلك المناطق والدليل على ذلك تغيير الأسماء العربية لشوارع مدينة الميادين التي من أهم مدن محافظة دير الزور.
ورجح أن النظام الإيراني قام بخطوة تغيير أسماء شوارع أهم مدن دير الزور لإظهار سيطرته على هذه المناطق السورية أمام المجتمع الدولي، وأيضا لإثارة التوتر مع الولايات المتحدة التي لديها قواعد عسكرية على مسافة قريبة من "الميادين" الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
واختتم التقرير أن المليشيات الإيرانية غيرت سابقا أسماء عدد من الأماكن بمدينة البوكمال، مثل ميدان السكرية الذي أطلق عليه ميدان القدس، نسبة إلى فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
إضافة إلى كتابة أسماء قتلى المليشيات الإيرانية على جدران الأحياء وإطلاق أسمائهم على شوارع الأحياء على غرار حي الجمعيات وسط مدينة البوكمال في دير الزور.