"رسالة ذات مغزى".. سر زيارة قائد فيلق القدس الإيراني لسوريا؟
موقع إخباري إيراني مقرب من مليشيا الحرس الثوري يكشف أسباب زيارة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى سوريا في الأيام القليلة الماضية
كشف موقع إخباري إيراني مقرب من مليشيا الحرس الثوري أسباب زيارة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى شرق سوريا في الأيام القليلة الماضية.
وكانت وكالة أنباء تسنيم الإخبارية (شبه الرسمية) قد بثت أمس السبت في إعلان غير مسبوق نبأ زيارة قاآني المحاط بسرية تفوق سلفه قاسم سليماني، إلى منطقة البوكمال السورية الواقعة على الحدود مع العراق.
- طيار إيراني يكشف تفاصيل "شحنة سليماني المحظورة" لسوريا
- غارات تفتك بـ 15 من مليشيات إيران في سوريا خلال ساعات
وسرعان ما حذفت الوكالة الإيرانية الخبر من موقعها الإلكتروني فجأة دون تقديم أي توضيح في هذا الصدد رغم تناقله في وسائل إعلام أجنبية.
واعتبر مراقبون أن "تسنيم" اضطرت لحذف خبر زيارة قائد فيلق القدس الذراع العسكري الخارجي للحرس الثوري إلى سوريا، لأن مثل هذه الزيارات تكون سرية لأسباب أمنية.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من مليشيا الحرس الثوري أن إسماعيل قاآني قد زار في الأيام الأخيرة مناطق العمليات القتالية التي تتموضع بها مليشيات إيرانية في سوريا.
ووصف موقع "خبر أونلاين" المحلي، زيارة قائد فيلق القدس الإيراني بأنها رسالة ذات مغزي لأمريكا وإسرائيل من قلب الأراضي السورية، على حد تعبيره.
ونقل الموقع الإيراني عن قاآني تأكيده مواصلة السير على طريق قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذي قتل في ضربة أمريكية بالعراق مطلع العام الجاري.
ونشرت مواقع إخبارية على صلة بمليشيا الحرس الثوري الإيراني صورا زعمت أنها أثناء زيارة قاآني في سوريا إلى جوار عناصر في مليشيات موالية لإيران، لكنها تعمدت تعتيم هوية هؤلاء الأشخاص.
وتزامن الإعلان عن زيارة قاآني إلى سوريا مع مداهمة قوات مكافحة الإرهاب العراقية لمقر مليشيا كتائب حزب الله الموالية لإيران، واعتقال 14 عضوا منها، الخميس الماضي.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عصر اليوم الأحد، بمقتل 9 من المليشيات الإيرانية، إثر غارات جوية استهدفت مواقع لها شرقي سوريا.
وبذلك يرتفع عدد قتلى المليشيات الإيرانية في غارات اليوم والأمس، إلى 15.
هذه هي المرة الثانية التي ينشر فيها الإعلام الإيراني تقارير حول زيارة قاآني خليفة قاسم سليماني إلى سوريا، وذلك منذ مقتل الأخير في غارة من طائرة أمريكية مسيرة استهدفت موكبه قرب مطار بغداد بالعراق، في 3 يناير/ كانون الثاني 2020.
ودشنت إيران قاعدة عسكرية باسم "الإمام علي" في منطقة البوكمال المتاخمة لمنطقة القائم في محافظة الأنبار العراقية بهدف تسهيل عمليات نقل المعدات والأفراد إلى داخل سوريا ولبنان، حسب إذاعة فردا الناطقة بالفارسية من التشيك.
وتسيطر إيران على إجمالي 11 قاعدة عسكرية في أراضي سوريا، تشمل 9 قواعد في حلب وحمص ودير الزور يستحوذ عليهم مسلحون موالون لطهران بالإضافة إلى 15 قاعدة تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني في سوريا، وفق تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية قبل عامين.
وتزعم إيران أن لها وجودا استشاريا عسكريا في سوريا بموجب اتفاقيات قانونية وشرعية مع الحكومة السورية.
كشف طيار إيراني بشركة ماهان إير المحلية مؤخرا تفاصيل مثيرة لأول مرة حول خرق الشركة للعقوبات الأمريكية، واستخدام قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني طائرة مدنية لنقل شحنة محظورة إلى سوريا قبل 7 سنوات.
وذكر أمير أسد اللهي، طيار بشركة ماهان إير المدرجة على قوائم العقوبات الأمريكية، ضمن مقابلة له مع موقع "خبر أونلاين" الإخباري التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني أن سليماني كان بنفسه على متن طائرة ركاب تقل 200 شخصا متجهة إلى سوريا، في يونيو/ حزيران 2013.
ولم يورد المزيد من التفاصيل حول تلك الشحنة المحظورة التي كانت تزن 7 أطنان لكن يعتقد أنها (الشحنة) كانت معدات وأسلحة، حيث كانت "ماهان" تخضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2011 بسبب تورطها بنقل مقاتلين مرتزقة موالين لإيران وذخائر إلى سوريا.
وأثارت تصريحات الطيار الإيراني ردود أفعال واسعة في الأوساط الداخلية؛ إذ كشفت بوضوح دور سليماني في دعم المليشيات الموالية لطهران خارج الحدود، والتي زعمت الأخيرة مرارا أنهم مستشارين عسكريين.