مفاجأة.. "جاسوس" سليماني اختطفه حزب الله وسلمه لإيران
استهداف موسوي مجد جاء لنشره على موقع "فيسبوك" انتقادات للنظام الإيراني ومليشيا حزب الله اللبناني، وفق شبكة إيران واير
لا تزال قضية محمود موسوي مجد، المحكوم عليه بالإعدام لاتهامه بالتجسس لحساب الاستخبارات الأمريكية والموساد وبيع معلومات تتعلق بتحركات عسكريين، تثير الجدل في إيران.
وكشف الخبير التقني اللبناني المقيم بالولايات المتحدة نزار زكا، الذي أمضى 4 سنوات بالسجون الإيرانية قبل أن يطلق سراحه منذ عام، أن موسوي مجد طالب برئ من تلك الاتهامات.
- نشاط غير معلوم بسوريا لـ"جاسوس سليماني" يزيد قضيته غموضا
- لبناني محتجز في إيران يترشح للانتخابات من "قبر" تحت الأرض
وأضاف زكا، في اتصال هاتفي، الإثنين، مع شبكة إيران واير (يديرها صحفيون معارضون من الخارج) أن موسوي مجد كان صديقا ورفيقا له داخل الجناح السابع المخصص للسجناء السياسيين في سجن إيفين الواقع شمالي طهران.
ولفت الخبير اللبناني إلى أنه يعرف موسوي مجد منذ فترة طويلة في السجن، حيث كان شابا ويتحدث اللغة العربية باللهجة اللبنانية وروى له قصته.
وفجر نزار زكا مفاجأة، قائلا إن موسوي مجد كان طالبا بجامعة دولية صغيرة في العاصمة اللبنانية بيروت، واختطفته مليشيات موالية لإيران واقتيد إلى طهران.
واستطرد زكا أن مليشيا حزب الله ربما هي من اختطفت موسوي مجد، بينما لم تتخذ الحكومة اللبنانية حينها أي إجراء في هذا الصدد.
وأوضح أن محمود موسوي مجد كان يعيش في شقة أمام سينما جالاكسي ببيروت، لكن ذات يوم أخرجوه من منزله في سيارة قبل أن يخضع للاستجواب للمرة الأولى، وقيل له إنه إذا لم يكرر كلمات الخاطفين فسوف يتم تعذيبه.
وأشار زكا إلى أن الخاطفين وضعوا موسوي مجد على متن طائرة إلى إيران ليحتجز في البداية تحت تصرف الحرس الثوري الإيراني، ثم أحضروه لاحقا إلى سجن إيفين، وفق قوله.
وتم استهداف موسوي مجد لنشره على موقع "فيسبوك" انتقادات للنظام الإيراني ومليشيا حزب الله اللبناني، وفق شبكة إيران واير.
وبثت وسائل الإعلام المقربة من النظام الإيراني أنباء متناقضة حول محمود موسوي مجد في الأيام الأخيرة، وكالعادة لا يوجد دليل يدعم الادعاءات بأنه جاسوس.
وقدم الناطق باسم السلطة القضائة الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي, موسوي مجد كجاسوس للموساد.
وقال إسماعيلي إن موسوي مجد حكم عليه بالإعدام بتهمة تقديم معلومات عن مكان القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، الذي قتل في غارة بطائرة أمريكية مسيرة بالعراق مطلع العام الجاري.
لكن بعد ساعة من انتهاء المؤتمر الصحفي، أصدر متحدث باسم المركز الصحفي للقضاء الإيراني بيانا ينفي فيه أي صلة بين موسوي مجد ومقتل سليماني بالعراق.
وكشف القضاء الإيراني أن محمود موسوي مجد كان على اتصال مع المليشيات في سوريا.
وأوردت وكالة أنباء ميزان الإخبارية التابعة للقضاء، أمس الأحد، نقلا عن إسماعيلي أن موسوي مجد وعائلته كانوا يقيمون في سوريا، حسب قوله.
وعلى صعيد متصل، قالت وكالة تسنيم الإيرانية إن موسوي مجد المحتجز منذ عام 2018 لم يكن عسكريا في صفوف مليشيا الحرس الثوري، ولم يذهب للقتال في سوريا.
وزعمت الوكالة الإخبارية أن عائلة موسوي مجد غادرت إيران قبل 41 عاما، حيث تواصل هناك مع مستشارين عسكريين إيرانيين قبل أن يسرب معلومات لأجهزة استخبارات أجنبية نظير الحصول على 5 آلاف دولار أمريكي شهريا.
وأكدت "تسنيم" أن عناصر بمليشيا حزب الله اللبناني اعتقلت موسوي مجد وقامت بتسليمه لإيران قبل عامين من مقتل قاسم سليماني في العراق.
وتساءل الخبير اللبناني نزار زكا مستنكرا "لو كان موسوي مجد جاسوسا وعميلا، لماذا وضع في زنزانة تضم المعتقلين السياسيين؟".
وأضاف نزار زكا أنه من أجل الوفاء بوعده لموسوي مجد، يحاول التحدث حول قضيته كلما سنحت الفرصة في الآونة الأخيرة.
وتابع "في اليوم الأول من إطلاق سراحي وعودتي إلى لبنان، أخبرت القصة في أول لقاء مع رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، لكن حكومة بيروت لم تفعل شيئا حيال ذلك".
وذهب والد موسوي مجد إلى السفارة الإيرانية في لبنان لمتابعة الواقعة، حيث زعمت السفارة منذ فترة طويلة أن موسوي مجد في مهمة إلى إيران وسيعود مجددا، يقول زكا.
ولم يعلق المسؤولون الحكوميون الإسرائيليون والأمريكيون على التصريحات التي أدلى بها الناطق باسم القضاء الإيراني.
وقتل سليماني المصنف على قوائم الإرهاب الأمريكية في غارة من طائرة أمريكية مسيرة بمحيط مطار بغداد، في 3 يناير/كانون الثاني الماضي.
واتهمت الولايات المتحدة سليماني بتدبير هجمات لفصائل مسلحة متحالفة مع إيران على القوات الأمريكية في المنطقة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg
جزيرة ام اند امز