بالفيديو.. "مافيا" جديدة في الرقة السورية بنكهة إيرانية
الإعلان عن مليشيا باسم "المقاومة الشعبية" في الرقة ترفع شعارات مليشيات إيران واتهامات تطاردها بأنها تتبع أساليب المافيا.
أعلنت جماعة أطلقت على نفسها اسم "المقاومة الشعبية في الرقة" عن نفسها، قائلة إن هدفها محاربة "المحتل" الأمريكي في محافظة الرقة الواقعة شمال سوريا.
- بالصور.. "القبضة الملعونة".. شعار سوفيتي أمسكت به إيران لخنق المنطقة
- بالصور.. إيران تبني قاعدة عسكرية جديدة في سوريا
ونشرت الجماعة المذكورة مقطع فيديو، يظهر فيه أشخاص ملثمون، يشهرون الأسلحة، وأحدهم يمسك ورقة يعلن فيه بيان عن أهداف التنظيم الجديد.
واتخذ الفيديو والبيان وشعار التنظيم ملامح المليشيات الإيرانية، سواء فيما يتعلق بالشعار الذي يضم القبضة المضمومة وهي تمسك السلاح، وهي القبضة الشهيرة في شعارات المليشيات الإيرانية بداية من الحرس الثوري في إيراني، أو ما تفرع عنه مثل الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، والصابرين في غزة، وغيرهم.
كما اختتم البيان بهتاف "الموت لأمريكا" الشهير أيضا في ختام بيانات مليشيات إيران.
واتضح من حديث المليشيا الجديدة ولاؤها للرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران.
ومما جاء في البيان: "إلى مواطني الجمهورية العربية السورية، إلى أهالي محافظة الرقة الأبية، من هنا من درة الفرات وعاصمة الرشيد وحاضرة القائد الأسد، من هنا معقل الرجولة والشهامة والإباء وموطن الرقة الصادمة الصابرة، نزف لكم خبر تشكيل المقاومة الشعبية بالرقة والمؤلفة من أبناء الرقة الشرفاء الذين لم يسمحوا للعدو الأمريكي الغاشم بالسيطرة على ذرة تراب من سوريا الحبيبة بعد أن جمعوا الإرهابيين من كل بقاع الأرض؛ ليكونوا أداتهم القذرة للعبث في بلادنا، والذي دمر مدينة الرقة وقتل أبناءها الأبرياء".
وتابع: "إن المقاومة الشعبية في الرقة تدعوكم للمساندة في محاربة المحتل الأمريكي وبكل الوسائل من خلال عدم التعامل معه ومع أعوانه نهائيا، والوقوف بوجهه من خلال التظاهر والإضراب والوقوف في كل أشكال التقسيم".
واختتم المتحدث بقوله إن "المقاومة الشعبية بينكم ومعكم وعلى كامل أرض الوطن، عاشت الجمهورية العربية السورية دولة موحدة بشعبها وأرضها وقيادتها.. الموت لأمريكا، الموت لأمريكا، الموت لأمريكا ومن يتعاون معها".
ووفق مواقع محسوبة على المعارضة السورية، ومنها "بلدي نيوز" فإن التشكيل الجديد هو إحدى المليشيات الموالية للنظام والممولة منه، وجزء من مليشيا "القوات الشعبية"، التي يقودها النائب في مجلس الشعب السوري حسام قاطرجي.
وقاطرجي متهم بأنه "يلعب على كل الحبال"، ومع كل التنظيمات بمختلف انتماءاتها، على طريقة تنظيمات "المافيا"، ويقود في سبيل ذلك مليشيات مرتزقة تخدم من يدفع.
فسبق أن تحدث موقع "أورينت" المحسوب على المعارضة كذلك في 2016 عن أنه يلعب دور الوسيط بين النظام السوري وتنظيم داعش الإرهابي؛ إذ تولى شراء شحنات يومية من النفط من آبار حقل العمر في محافظة دير الزور لصالح نظام الأسد.
وقال عنه موقع "بلدي نيوز" إنه وجه مليشياته للقتال في ريف حلب ودير الزور، وتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، على الرغم من أنه في بيانه الجديد بشأن محافظة الرقة يدعو لمحاربته بصفته من المتعاونين مع الأمريكان، كما أنه يسعى إلى دور فيما يجري في محافظة عفرين التي تتعرض لاعتداءات تركية.
ويلعب قاطرجي في كل ذلك على وتر "مقاومة المحتل"، وهو الوتر الذي تلعب عليه جميع المليشيات سواء تلك التابعة لإيران التي تعتبر أن الأمريكان والأتراك محتلون، أو تلك التابعة للأتراك والأمريكان وتنظيم القاعدة وداعش وتعتبر أن الإيرانيين وقوات الأسد محتلون.
ويأتي تشكيل مليشيا "المقاومة الشعبية بالرقة" بشعاراتها ونكهتها الإيرانية تأكيدا للدور الإيراني في إزكاء الصراع في سوريا بين مختلف المتحاربين، والاستفادة من وجود الجميع، وإعادة تجديد الصراع في مناطق صارت هادئة مثل محافظة الرقة، لترسيخ وجود طهران طويل الأمد تحت حجة مكافحة الإرهاب.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز