البصمات التخريبية الإيرانية في كل مكان، وهي تحولات خطيرة أيديولوجية واقتصادية وعقائدية لحق ضررها بدول المنطقة والعالم.
الأمن حق إنساني يعادل حق الحياة، والسلام الدولي هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن وضمان الحريات الإنسانية والعيش في سلام، إلا أن الجشع الإيراني والظلام الذي عاشه نظام طهران لنحو خمسة عقود من الزمن جعله مثل الخفافيش، يخاف الحق والخير ولا ينعم ويشعر بالاستقرار والاستدامة إلا مع مواصلة العبث بحق الآخرين في أوضاع مستقرة، وهذا ما جعل طهران تنسف كل الاتفاقيات الدولية، وتقدم قرابين عبر الحروب بالوكالة أو التلاعب بالوثائق القانونية ضدها وتجاهلها.
لقد دعمت إيران التنظيمات الخارجة عن القوانين والشرعية الدولية، وسعت نحو تدريب الشباب وتحويلهم إلى مقاتلين في الميادين وتغذية الإرهاب الفكري والعداء، ثم تعاونت مع الدول الشاذة والمخالفة للمسار العام في المنطقة بمبدأ عدو صديقي هو صديقي كما هو الشأن مع تركيا وقطر ونظام الحمدين اليوم.
ورغم كل الإدانات الدولية والإقليمية للأعمال التخريبية التي قام ويواصل النظام الإيراني القيام بها، سواء عبر التدخل في سياسات دول المنطقة ودعم التطرف أيديولوجيا وعسكريا، أو عبر التمرد على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لا يزال نظام طهران يتطاول على حق الأمن في المنطقة، حيث اعتبر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في أحدث تصريحات له أمس أن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وتعزيزه مؤخرا "تهديدا للأمن العالمي". ونسي ظريف أو تناسى عن ألا حل للمنطقة إلا بتحرير إيران، شعبا وأرضا من النظام الجاثم على صدرها وصدورنا.
لقد حان الوقت لأخذ الأمور بجدية ومسؤولية لصالح الشعب الإيراني، والتوقف عن التشدق بتهديدات طهران ليست بحجمها، وقد سبق وأن أعلن الأدميرال مايكل غيلداي عن إرسال قوات إضافية إلى المنطقة، كما اتهم الجيش الأمريكي الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة التي تعرضت لها ناقلات النفط بالقرب من السواحل الإماراتية بداية الشهر الجاري، وإذا ما حاولنا رصد كل المشاكل في المنطقة سنجد أن أصلها من إيران، وأن من يحركها طهران.
تحت "قدسية العمامة" تحاك المؤامرات وتدار، أحلام التوسع والسيطرة على العالم بداية بمنطقة الخليج وما جاورها، ثم بقية الدول العربية، ودول أفريقيا وإلى العالم.
البصمات التخريبية الإيرانية في كل مكان طالته أياديها، وهي تحولات خطيرة أيديولوجية واقتصادية وعقائدية لحق ضررها بدول المنطقة حكومات وشعوب وطال دول العالم.
ورغم أن التاريخ يحفظ مادياً فقط الخير والإنجازات، إلا أن هذا لا ولم يمنع من التأكيد بأن الشر والدمار هو التاريخ الذي "يصنعه" الآن النظام الإيراني المتعنت المتمرد على الأعراف والقوانين الدولية، وأخلاقيات الحريات الشخصية التي بنيت عليها الحضارة الإنسانية المعاصرة.
بدأ استعراض عضلات نظام الملالي منذ استحواذه على الحكم في طهران ونهاية فترة حكم الشاه التي كانت واعدة بوحدة دول المنطقة، ولولا "الثورة الإسلامية" نهاية السبعينيات لكان للمنطقة وضع آخر، ولنعمت شعوبها بالتناغم والاستقرار والازدهار المتكافئ.
بدأت "الجمهورية الإسلامية" -التي فصلت نفسها أيديولوجيا وسياسيا عن المنطقة- باستعراض عضلاتها في الحرب التي دارت بينها وبين العراق منذ بداية الثمانينيات واستمرت نحو 8 سنوات.
ولم يوقف الحرب غير التدخل الأممي وقرار الأمم المتحدة رقم 589 والذي اتفق عليه الطرفان؛ لأن إيران وقتها لم تربِ مخالبها بعد إلى مرحلة تجعلها تتمرد على القرارات الأممية كما تفعل الآن.
وبعد هذه المرحلة عزز النظام الإيراني فكر "شيطنة" الآخرين، وكل من خالفه في الخضوع لكبريائه الزائف، وعمل بنظام غسل عقول شعبه بداية من مراحل الطفولة والمراحل التعليمية الأولى، مرورا بوسائل الإعلام والهيمنة عليها محليا، ثم تفرغ نظام الملالي لرصد الاختلافات في المنطقة وتحويلها لخلافات، بنى عليها جسور أحلامه التوسعية.
لقد دعمت إيران التنظيمات الخارجة عن القوانين والشرعية الدولية، وسعت نحو تدريب الشباب وتحويلهم إلى مقاتلين في الميادين وتغذية الإرهاب الفكري والعداء، ثم تعاونت مع الدول الشاذة والمخالفة للمسار العام في المنطقة بمبدأ عدو صديقي هو صديقي كما هو الشأن مع تركيا وقطر ونظام الحمدين اليوم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة