الجيش الإيراني والحرس الثوري.. 6 فروقات تفضح تهميش الـ" ارتش"
الفروق تتعلق بالمهام والميزانية والعدد والعقيدة القتالية والنشأة والتكوين، وظهرت فور اندلاع الثورة الخومينية 1979
تحتفل إيران اليوم الأربعاء بيوم الجيش، مخصصة استعراضا عسكريا واسعا لأسلحته المختلفة، ولكنه استعراض لا يخفي حقيقة أن الجيش الحقيقي بإيران هو مليشيا الحرس الثوري، ذات نصيب الأسد في التسليح والميزانية والمهام والصلاحيات.
وتفنن النظام الإيراني في تقليم أظافر المؤسسة العسكرية المعروفة بـ"ارتش" باللغة الفارسية، منذ ثورة الخميني 1979 للتخلص من أي انتماءات بداخله لنظام الحكم في إيران قبل تلك الثورة، ومحاولة أدلجته ليكون ولاؤه التام لفكرها الطائفي والمليشياوي على حساب مصالح الشعب.
وتتجلى محاولات تصفية الجيش الإيراني في سلسلة من المذابح والاعتقالات التي نفذها الخميني بحق قادة الجيش بعد الثورة بتهمة محاولات الانقلاب وإعادة النظام القديم، ومسارعته في ذات الوقت لإنشاء مليشيا الحرس الثوري لتكون ذراعه العسكرية التي يقمع بها أي تمرد.
ويشكو الجيش الإيراني حتى الآن من التهميش الذي يضعه فيه النظام الإيراني مقارنة بتعظيم دور مليشيا الحرس الثوري في الداخل والخارج، وهو ما يشير إلى أن مهمة أدلجة الجيش الإيراني لم تكتمل نهائيا بعد؛ ما دفع طهران للاستمرار في الارتكان بشكل أساسي على تلك المليشيا.
ووفق القانون الإيراني فإن مصطلح القوات المسلحة بإيران يعني الجيش والحرس الثوري معا، والقيادة العليا لها لمرشد إيران.
وبمناسبة يوم الجيش الإيراني الذي يوافق 18 من أبريل/نيسان من كل عام، نستعرض أبرز مظاهر الاختلاف بينه وبين مليشيا الحرس الثوري.
النشأة:
الجيش الحالي هو امتداد للجيش الذي كان في عصر الشاه، ولكن مع تغيير نوعي في أفكار وقواعد اختيار القيادات .
الحرس الثوري.. نشأ فور اندلاع ثورة الخميني 1979 ليكون الجيش الحقيقي له وسط شكوكه في نوايا الجيش حينها، ولتحقيق أهداف أخرى تخص تكوين ونشر المليشيات في الداخل والخارج، وهو دور لا يليق بالجيوش النظامية
التكوين:
الجيش: يتكون من 4 أفرع هي القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي"مقر خاتم الأنبياء".
الحرس الثوري: يتكون من فيلق القدس ومهمته تصدير الثورة وصناعة المليشيات في الدول المستهدفة- الباسيج ومهمته قمع الاحتجاجات الداخلية .
المهام:
الجيش: حماية الحدود والأمن الداخلي، حماية مصالح إيران في الخارج.
الحرس الثوري: حماية النظام "الثورة الإيرانية وأهدافها وقادتها" – تصدير الثورة للخارج- صناعة المليشيات التي تجسد هذه الثورة في الدول المستهدفة- دعم الجيش في صد الهجمات الأجنبية – دعم الشرطة في حفظ الأمن الداخلي
العقيدة القتالية
الجيش: لا يشترك في الأنشطة السياسية الداخلية والخارجية.
الحرس الثوري: أيديولوجي مهمته حفظ ونشر فكر الخميني الطائفي في كافة عروق الدولة في الداخل وفي الدول المستهدفة بالخارج.
العدد:
الجيش: نحو 900 ألف شخص
الحرس الثوري: تختلف التقديرات ما بين 125 ألفا- 300 ألف
الميزانية
الحرس الثوري 4:100 مليار دولار
الجيش: 1:750 مليار دولار بحسب إحصاء نشرته مجلة الدراسات الإيرانية في العام 2016.
كما أن للحرس الثوري إمبراطوريته الاقتصادية والإعلامية في الداخل والخارج، ويعتمد جزء كبير منها على غسيل الأمول وتجارة المخدرات وسرقة ثروات الدول التي تعبث بها مليشياته، ما يجعل ميزانيته الحقيقية أضعاف ميزانية الجيش.
وضمن مظاهر السعي لإتمام أدلجة الجيش الإيراني، يقوم قادته في يوم الجيش بزيارة مرقد الخميني ليجددوا أمامه الولاء لثورته وللدستور الذي من ضمن نصوصه وصف الجيش بأنه "الجيش العقائدي".
يشار إلى أن إيران سعت لتكرار نموذج مليشيا الحرس الثوري وتفريغ الجيش من مهامه الحقيقية في مصر عبر التعاون مع تنظيم الإخوان الدولي خلال حكمه لمصر في الفترة من 2012- 2013 بحسب ما ذكره العميد تامر الشهاوي، والذي كان ضابطا بالمخابرات الحربية المصرية حينها.
وتجلى ذلك في إدخال عناصر مليشيا الحرس الثوري خلال حكم الإخوان باسم سائحين لتدريب الكوادر الإخوانية لتشكل مليشيا مماثلة له، وإعادة تطبيع العلاقات بين مصر وإيران عبر زيارة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد لمصر في عهد الرئيس الإخواني محمد مرسي، وهي الخطة التي سقطت بسقوط مرسي في ثورة 30 يونيو 2013.
كما تنفذ إيران تلك الخطة على قدم وساق في العراق عبر مليشيا الحشد الشعبي التي كونها فيلق القدس الإيراني بحجة محاربة الإرهاب، وقويت شكوتها حتى أن الحكومة أصدرت هذا العام قانونا يساوي أعضائها بأعضاء الجيش النظامي، فيما تقدم تلك المليشيا نفسها للعراقيين والعالم أنها الحامي الأول للعراق وليس الجيش.