ماذا يجمع خامنئي ووزير هتلر؟ هجوم غير مسبوق على مرشد إيران
قيادي إيراني يشن هجوما حادا ضد خامنئي؛ بسبب سياساته القمعية، والباسيج يحذر من تفاقم الأوضاع.
"خامنئي يشبه جوزيف جوبلز وزير إعلام نظام هتلر"، هكذا شن أبوالفضل قدياني أحد القيادات المحسوبة على التيار الإصلاحي في إيران هجوما حادا على المرشد القابض على زمام السلطة في إيران منذ أكثر من عقدين، مستنكرا تدهور الأوضاع في إيران، وانتهاك الحريات العامة للمواطنين.
وطالب قدياني -أحد السجناء السياسيين خلال عهد الشاه- في سياق مقال له نشر على موقع "كلمة"، خامنئي بإقامة انتخابات حرة، أو السماح بعقد انتخابات داخل مجلس خبراء القيادة (الموكل بعزل وتنصيب المرشد بحسب الدستور) إذا كان صادقا في ادّعاءاته بعدم التضييق على المعارضين للنظام داخل البلاد.
واعتبر القيادي في منظمة "مجاهدي الثورة" المحسوبة على التيار الإصلاحي، أن إيران أصبحت ساحة للقمع في عهد خامنئي، وتُنتهك فيها حرية التعبير والعقيدة، في الوقت الذي يزعم المرشد أن هناك حرية وعدم التعرض للمعارضين.
واستنكر وجود سجلات طويلة تحوي العديد من السجناء؛ بسبب تهم تتعلق بـ"الدعاية ضد النظام"، لمجرد انتقادهم السياسات والأداء العام للنظام، على حد قوله.
وأوضح قدياني في مقاله غير المسبوق، أن خامنئي الذي وصفه بـ"الطاغية" لن يقوم بتلك الإصلاحات، مؤكدا صعوبة إصلاح نظام الملالي؛ بسبب ما اعتبره "عقم مشروع الإصلاحيين" في إيران.
ولفت القيادي الإصلاحي إلى أنه لم يعد من الممكن استمرار إدارة خامنئي للسلطة كـ"حاكم مطلق"، مثلما كان الأمر في حقبة الأنظمة الديكتاتورية أوائل ومنتصف القرن العشرين، مشددا على أن الأوضاع حاليا تغيرت وبات هذا أمرا مستحيلا في ظل انتشار وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
وأرجع القيادي الإصلاحي والناشط السياسي الذي سُجن لعدة سنوات بعد عام 1979، تدهور الأوضاع داخل إيران وتفاقم الأزمات، إلى فشل خامنئي في الإدارة على مدار 30 عاما من حكمه.
وقال قدياني: "إن ولاية الفقيه التي يصر المرشد على التمسك بها لا تحظى بقبول معظم رجال الدين، إلى جانب فشلها كنظرية بسبب تسليم مصير إيران طوال 40 عاما لشخص واحد، يمتلك كل الصلاحيات والسلطات، وعلى الرغم من هذا لجأ إلى الاستحواذ على الثروة وتكميم أفواه المعارضين له".
وفي السياق ذاته، وصلت حالة التذمر التي تسيطر على قطاعات واسعة من الشعب الإيراني بسبب تردي الأوضاع على المستويين الاقتصادي والاجتماعي إلى الطلاب المنتمين لميلشيا الباسيج (التعبئة العامة) داخل الجامعات، محذرين من تصاعد الغضب الشعبي الذي وصفوه بـ"ناقوس الخطر المخيف".
وفي رسالة بعثها نحو 300 ناشط ومسؤول سابقين في باسيج الطلبة داخل الجامعات الإيرانية، إلى المرشد علي خامنئي، طالبوه بـ"إصلاحات ثورية حقيقية" لإنقاذ النظام.
وأعرب الطلاب خلال الرسالة عن تذمرهم من أوضاع البلاد المتدهورة، كما أبدوا قلقهم إزاء مستقبل البلاد؛ نظرا لاتساع الفجوة بين الشعب والنظام، بحسب النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، معتبرين أن الأمور باتت تحتاج إلى "حل جذري"، على حد قولهم.
ولفت نشطاء الباسيج الطلابي الذين قدّموا أنفسهم كأتباع تيار "حزب الله" المحسوب على المحافظين داخل إيران، السلطة القضائية التي أصبحت "بؤرة ظلم وإجحاف".
وانتقدوا في رسالتهم سيطرة "فئة خاصة" على اقتصاد البلاد، وهو ما أدى إلى تدهوره وكذلك التحكم بالأجهزة الأمنية وتحويلها إلى أجهزة لحمايتهم بدل حماية الشعب والبلاد، بحسب زعمهم.
وفي ظل تصاعد الاحتجاجات المختلفة ضد النظام داخل إيران مؤخرا، منذ اندلاع احتجاجات شعبية حاشدة مطلع يناير/كانون الثاني الماضي في أكثر من 100 مدينة إيرانية، حذر حزب محظور يدعى "نهضت آزادي" (نهضة الحرية) من احتمالية "انهيار النظام"، مطالبا بتلبية مطالب المواطنين بدلا من الاعتماد على القمع والقبضة الأمنية، مرجحا تجدد موجات غضب شعبي جديدة.