العملة الإيرانية في أدنى مستوياتها التاريخية.. ورجل دين يهاجم البنوك
مرجع إيراني يتهم البنوك بالتسبب في شلل الاقتصاد في الوقت الذي تصل العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها.
شن عبدالله جواد آملي إحدى المرجعيات الدينية الشيعية في إيران هجوماً حاداً على البنوك، معتبراً أنها سبب انهيار اقتصاد البلاد وإصابته بـ"الشلل"، في الوقت الذي يعاني الاقتصاد الإيراني من ارتفاع مؤشر التضخم، وهروب الاستثمارات الأجنبية بسبب سياسات نظام الملالي التخريبية بالمنطقة.
واعتبر آملي خلال كلمة له في مدينة قم شمال البلاد، والتي تعتبر معقل رجال الدين الشيعة، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية، أن "البنوك هي سبب شلل الاقتصاد الإيراني، لأنها تحارب الله بسبب فوائدها الربوية"، وفق قوله.
وأشار موقع ردايو زمانه المعارض، إلى أن حديث المرجع الشيعي بشأن البنوك، لم يتناول تعريفاً واضحاً لهوية "البنك الإسلامي"، أو "غير الربوي"، وعلى أساس يمكن أن يمارس أنشطته الاقتصادية، مشيراً إلى أن اتهاماته هذه للبنوك تتزامن مع تدهور أوضاع الاقتصاد الإيراني، وإفلاس العديد من المصانع، وارتفاع معدلات الفصل التعسفي للعمال.
وأشار الموقع المعارض، إلى أن البنوك في إيران تدير نحو 80% من اقتصاد البلاد، حيث تعتمد في زيادة حجم مدخراتها على رؤوس الأموال المتدفقة من المواطنين والمودعين.
ودفعت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني البنوك في السنوات الاخيرة إلى خفض أسعار الفائدة تحت ضغط ارتفاع مؤشرات التضخم، قبل أن تعاود البنوك قبل نهاية السنة الفارسية المنقضية، رفع هوامش ربحها إلى أكثر من 15%، ورغم ذلك لم يستمر انخفاض الفائدة البنكية، حيث صعدت بعض البنوك أسعار الفائدة إلى نحو 21% مرة أخرى.
وانخفضت قيمة العملة الإيرانية المحلية أمام الدولار في الأيام الأخيرة إلى مستوى غير مسبوق تاريخياً، حيث تجاوز الدولار الواحد حاجز 5000 تومان بعد أن توقف سعره عند 4000 تومان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي الوقت الذي تشهد العملة الإيرانية هبوطاً مطرداً، تحجم متاجر الصرافة في سوق العملات الأجنبية بساحة فردوسي وسط العاصمة طهران، والمعروفة برواج تجارة العملة، عن بيع الدولار أو اليورو، ترقباً لاستقرار السوق.
وفي حديث لوكالة تسنيم الإيرانية، اتهم جبار نجاد، عضو لجنة الموازنة في البرلمان الإيراني الحكومة، بالوقوف وراء رفع سعر الدولار لسد العجز في الموازنة العامة للبلاد.
وفي السياق ذاته، كشفت تصريحات أدلى بها أحمد همتي، النائب البرلماني الإيراني، وممثل كتلة آميد البرلمانية عن انخفاض قيمة التومان إلى نحو 700%، محذراً من تفاقم الأوضاع على هذه الوتيرة.
وشدد همتي في مقابلة مع وكالة أنباء فارس الإيرانية، على أن استمرار تلك السياسات الحكومية سيصعد قيمة الدولار إلى نحو 3 ملايين تومان للبيع والشراء، خلال الأربعة عقود المقبلة، على حد قوله.
ولفت النائب الإيراني إلى تصريحات له نهاية العام الماضي، أشار فيها إلى فقدان العملة الإيرانية 500% من قيمتها، مؤكداً أنه لو أراد تكرار الحديث ذاته مجدداً، سيعلن انخفاضها بنحو 700% من قيمتها.
وتواصل العملة الإيرانية انخفاضها للمرة الثانية خلال شهرين إذ تدنى التومان إلى أقل مستوياته أمام العملة الخضراء في بدايات فبراير/ شباط الماضي، مما استدعى الأجهزة الأمنية للتدخل وشن حملات مداهمة في سوق الصرافة، عبر اعتقال عشرات السماسرة في محاولة للسيطرة على سوق النقد الأجنبي.
aXA6IDEzLjU5LjIuMjQyIA== جزيرة ام اند امز