معارض إيراني مهاجما خامنئي: الفقراء "برميل بارود" ينتظركم
المعارض الإيراني مهدي كروبي طالب علي خامنئي بتغيير أسلوب إدارته لإيران قبل فوات الأوان.
هاجم زعيم إيراني معارض، الثلاثاء، مرشد إيران علي خامنئي، متهماً إياه باستغلال نفوذه وسلطاته في إدارة البلاد.
- مستشار خامنئي يبرر الوجود الإيراني بسوريا والعراق: ندافع عن الإسلام
- منظمة إيرانية: 60% من الاقتصاد بيد خامنئي
وطالب مهدي كروبي، المتحفظ عليه تحت الإقامة الجبرية منذ 2011، خامنئي بتحمل مسؤولية الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي تواجه إيران بدلا من إلقاء اللوم على آخرين.
كما طالب كروبي، في انتقاد علني نادر لخامنئي، المرشد بتغيير أسلوب إدارته لإيران قبل فوات الأوان.
وقال كروبي في رسالة مفتوحة لخامنئي نشرت الثلاثاء على الموقع الرسمي لحزبه الإصلاحي: "تتولى منصب الزعيم الأعلى للبلاد منذ ثلاثة عقود، لكنك ما زلت تتحدث كمعارض".
ويقصد كروبي بتعبير "معارض" أنه يجب ألا يتمتع خامنئي بسلطات مطلقة في الوقت الذي ينتقد فيه حكومة الرئيس المنتخب حسن روحاني وهو شخص عملي يريد تحرير الاقتصاد الذي يهيمن عليه الحرس الثوري وشركات حكومية.
وأضاف كروبي "خلال آخر ثلاثة عقود قضيت على القوى الثورية الرئيسية بالبلاد لتنفيذ سياساتك، والآن يتعين عليك مواجهة نتائج ذلك".
وكروبي (80 عاما) داعية ديني شيعي مثل خامنئي وخاض مع الإصلاحي مير حسين موسوي انتخابات 2009 وأصبحا رموزا للإيرانيين الذين نظموا احتجاجات حاشدة بعد إعادة الرئيس محمود أحمدي نجاد المتشدد للسلطة في انتخابات زورت.
ووضعت السلطات كروبي وموسوي وزوجته زهرة رهنورد قيد الإقامة الجبرية منذ 2011 دون محاكمة بأمر مباشر من خامنئي.
ومرشد إيران هو رئيس أركان القوات المسلحة وهو الذي يعين رؤساء الهيئة القضائية.. ويتم اختيار الوزراء الرئيسيين بعد موافقته عليهم وهو صاحب القول الفصل في شؤون السياسة الخارجية والبرنامج النووي.
وبالمقارنة بسلطات خامنئي فإن سلطات الرئيس الإيراني محدودة.
كما انتقد كروبي السماح لمليشيا الحرس الثوري بالقيام بدور مهيمن في اقتصاد البلاد من قبل خامنئي، لافتاً إلى أن ذلك " أضر ذلك بسمعة الحرس وأغرقه في فساد كبير".
وقال كروبي إنه في ظل قيادة خامنئي تحولت الهيئات التي تأسست بعد ثورة عام 1979 بغرض القضاء على الفقر إلى شركات ضخمة تملك نصف ثروة إيران دون أي جهة رقابية تراجع تصرفاتها.
وقال كروبي نقلا عن بيانات رسمية إن أكثر من 10 ملايين من بين 80 مليون إيراني يعيشون في فقر مدقع الآن.
وقال "في ظل مثل هذه الظروف من الطبيعي أن تتحول الطبقات الدنيا التي تمثل الظهير الشعبي لإيران إلى برميل بارود".
وكثيرا ما يتذرع خامنئي ويلقي باللوم على حكومة روحاني في عدم تحقيق تقدم للحد من معدلات البطالة المرتفعة والتضخم وعدم المساواة.
وألقى اللوم كذلك على أعضاء في البرلمان والرؤساء السابقين وقوى غربية.
لكن روحاني فاز بسهولة بفترة رئاسة ثانية في انتخابات عام 2017 ما يشير إلى أن العديد من الإيرانيين ما زالوا يرون أنه يمثل أفضل فرصة لتحسين الاقتصاد وتخفيف القيود الدينية والاجتماعية.
وقال كروبي إن الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها البلاد في شهر ديسمبر/ كانون الأول ضد "الفساد والتمييز" كانت جرس إنذار للسلطات من أجل إصلاح النظام السياسي والاقتصادي.
وأضاف أن خامنئي جعل البرلمان "مجلسا خانعا" رهن إشارته وتحت تأثير نفوذ مليشيا الحرس الثوري وذلك من خلال التحري الدقيق عن المرشحين في الانتخابات.
وقال إن 60% من الاقتصاد الإيراني تحت تصرف خامنئي، ويصرف الجزء الأكبر من ميزانية البلاد على مؤسسات لا فائدة اقتصادية أو إنتاجية ترجى منها، بل تدعو إلى الكراهية والعنف وتنشر إيديولوجيات سامة.