وثائق أمريكية تفضح علاقة الإخوان بإيران وتحذر من القرضاوي وقطر
الوثائق قالت إن لجماعة الإخوان أهدافاً استراتيجية بعيدة المدى، وأخرى تكتيكية آنية تتمثل في إقامة مجتمع أصولي وإبعاد التأثير الغربي.
كشفت وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية "سي آي إيه"، الإثنين، عن عدة وثائق سرية عن جماعة الإخوان المحظورة في مصر.
ونشرت الوكالة الوثائق على موقعها على الإنترنت، حيث تكشف أسراراً جديدة حول تنظيم الإخوان، وتستعرض أحوال وتقلبات الجماعة في مصر، وتفاصيل حول انتشارها في الوطن العربي خاصة في دول سوريا، اليمن الشمالي، الكويت، الأردن، غزة والضفة الغربية.
وأعدت المخابرات المركزية الأمريكية الوثائق، التي رفعت عنها صفة السرية خلال اليومين الماضيين، وتحذر فيها من التأثير المتنامي للإرهابيين من الإخوان الذين قدر عددهم من قِبل وكالة المخابرات المركزية بحوالي 30 ألف عنصر داخل حوالي 24 منظمة منبثقة من الإخوان، ومن خلفيات أيديولوجية مختلفة.
كما أظهرت الوثائق التي أعدها خبراء استخباراتيون العلاقة المشبوهة بين تنظيم الإخوان وإيران، مع إلقاء الضوء علي مصادر تمويل الجماعة في مصر وتنامي نشاطها التجاري.
وتحت عنوان "بناء قواعد الدعم" جاءت أهم الوثائق، التي نشرتها «CIA»، وكانت في الأساس دراسة صنفت على أنها «مهمة وسرية» تم إعدادها عام 1986، وتحذر من تنامي نفوذ الإرهابيين في مصر، الذين يستلهمون نموذج ما يسمى"الثورة الإسلامية" في إيران، ويعدونه ضرورة لحل مشاكل المجتمع المصري الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية.
وتقول الوثيقة نصاً "انخرط من 20 إلى 30 ألف متطرف بين عدة جماعات مختلفة الدوافع والأهداف، وإن كان أهمها حركات الجهاد، وجيش تحرير الإسلام، وجماعة التكفير والهجرة، وتورطت أغلبها في عمليات إرهابية عنيفة توجت باغتيال الرئيس السادات".
وعلى الرغم من إشارة الوثيقة إلى الاختلافات المرجعية والفكرية للجماعات التكفيرية؛ لكنها أشارت صراحة باتفاقها جميعاً على "النهل من معين كتابات سيد قطب".
وقالت نصاً "اشتقت الحركات الراديكالية العنيفة والمتطرفة أفكارها ضد المجتمع من كتابات سيد قطب الإخواني".
وأضافت" اختلف الراديكاليون حيال تفسير "إيديولوجية قطب" البعض استقى منها مفاهيم تعود إلى القرن السادس الميلادي".
وأشارت الوثيقة إلى أن لجماعة «الإخوان» أهدافها الاستراتيجية بعيدة المدى، وأخرى تكتيكية آنية، موضحة أن البعيدة تتمثل في إقامة مجتمع أصولي، وإبعاد التأثير الغربي؛ تمهيداً لتطبيق قوانين ما يسمى "الشريعة الإسلامية" كما يراها الإخونجية.
وقالت الوثائق إنهم: "يريدون تطبيق الشريعة في دولة تفصل بين الرجال والنساء وتمول مؤسساتها من الزكاة، بما يمكنها من ترسيخ تفوقها على الجماعات الأصولية المتطرفة المنافسة".
أما الهدف الآني، بحسب الوثائق، فجماعة الإخوان عملت في منتصف الثمانينيات على استعادة شرعيتها بإزالة الحظر القانوني عنها؛ ولتحقيق الهدف المرحلي المؤدى للهدف الأبعد، بدأت التنظيم الإرهابي - وقت كتابة التقرير - في إظهار نوع من التعاون مع الحكومة المصرية ضد الجماعات الدينية الأكثر تشدداً، بالتوازي مع استمرار التركيز على اختراق مؤسسات التربية والتعليم والنقابات المهنية والاتحادات الطلابية، عبر استغلال انشغال الدولة في الحرب مع التنظيمات المتطرفة.
وحذرت الوثيقة من الدور الذي يلعبه يوسف القرضاوي ضمن صفوف التنظيم، وأشارت إلى أن "تأثيره الكبير فيها على الرغم من مغادرته مصر واستقراره بالدوحة لعقود طويلة".
وقالت: "إن القرضاوي متعدد الأدوار فإلى جانب التدريس يعمل مستشاراً لبنك فيصل الإسلامي، إضافة إلى إدارته معهداً إسلامياً في قطر".
وحددت الوثيقة "سن القرضاوي وقت كتابتها بـ55 عاماً، مطالبة بالالتفات إلى أنشطته المستقبلية والحذر منها".
وتحدثت الوثائق الأمريكية عن مصادر تمويل تنظيم الإخوان الإرهابي، وأكدت أنها تأتي من أنشطتها التجارية والخدمية، إضافة إلى تمويلات أخرى من المتعاطفين من الخليج، وأوروبا الغربية، وأمريكا الشمالية.
وأضافت أن المشروعات الصغيرة للأفراد ضمن جماعة الإخوان كانت أحد روافد التمويل، مشيرة إلى أن أعضاء الجماعة من رجال الأعمال يدفعون اشتراكات شهرية تصل إلى 10% من دخلهم، يأتي على رأس المشروعات التجارية التي ينشط فيها الإخوان، المستشفيات والعيادات الطبية والمصانع وشركات الاستيراد والتصدير.