مساومات إيران تهدد اتفاقا محتملا لـ "أوبك" على تجميد الإنتاج
محاولات التوصل إلى اتفاق عالمي على تثبيت إنتاج النفط لدعم الأسعار، خلال اجتماع أوبك في الجزائر، ربما تطيح به مساومات إيران على إعفاءات .
محاولات دول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، للتوصل إلى اتفاق عالمي على تثبيت إنتاج النفط لدعم الأسعار، خلال اجتماع على هامش منتدى الطاقة الدولي في الجزائر من 26 إلى 28 سبتمبر/ أيلول، ربما تطيح به مساومات إيران على إعفاءات محتملة من أي حدود للإنتاج.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، حاولت دول منظمة "أوبك" التوصل خلال اجتماعها في فيينا إلى اتفاق بشأن تغيير سياسة المنظمة في مجال إنتاج النفط ولكنها فشلت ولم تتمكن من تحديد سقف جديد لحجم إنتاج النفط.
ورغم تلميحات إيران الثلاثاء إلى أنها مستعدة للعمل مع السعودية وروسيا من أجل رفع أسعار النفط، إلا أن الاجتماعات السابقة تؤكد أنها الحائل الرئيسي دون التوصل إلى اتفاق، إذ تقول طهران إنه يجب استثناؤها من أي اتفاق مثل هذا حتى يتعافى إنتاجها من أثر العقوبات الغربية التي رفعت في يناير/ كانون الثاني هذا العام.
ويعزز التوقعات السلبية حول التوصل لاتفاق، ما ذكرته شركة النفط الوطنية الإيرانية عن الانتهاء من مرفأ لتصدير نوع جديد من الخام يسمى غرب كارون بنهاية العام الجاري ضمن سعيها لزيادة الإنتاج النفطي.
وفي سبتمبر/ أيلول الجاري، قال محسن قمصري مدير قسم الشؤون الدولية في الشركة على هامش مؤتمر في سنغافورة: "ستبلغ الصادرات 2.2 مليون برميل يوميا، ونتوقع المزيد بنهاية العام".
وبلغت حجم الصادرات الإيرانية دون 2.1 مليون برميل يوميا في يوليو/ تموز الماضي، وتعمل على زيادة صادراتها من جديد إلى نحو 2.4 مليون برميل يوميا، وهو المستوى الذي اعتادت بيعه في الأسواق العالمية قبل أن تفرض عليها عقوبات استهدفت برنامجها النووي.
وإلى جانب الموقف الإيراني المتذبذب، فإن موقف روسيا وهي الدولة غير العضو في أوبك، والتي تشارك في الاجتماعات، جاء على لسان وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، والذي أكد أن التوصل إلى اتفاق لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط العالمية بما قد يشمل تثبيت الإنتاج "ليس حيويا" بالنسبة لروسيا.
كما أن الإنتاج الروسي من النفط بلغ أعلى مستوي في التاريخ، الثلاثاء، مسجلً 11.75 مليون برميل يوميا.
وتأتي الزيادة بالإنتاج، بينما تتحدث روسيا مع السعودية عن تعاون من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية، وهو الموقف غير المفهوم من جانب روسيا، خاصة وأن موقف المملكة يبدو داعما لتثبيت الإنتاج وهو ما عكسه انخفاض إنتاجها في أغسطس/ آب الماضي إلى 10.63 مليون برميل لإحياء مبادرة عالمية لتثبيت مستويات الإنتاج.
ويأتي الاجتماع المزمع في إطار مساع رامية للتوصل إلى اتفاق بشأن الإنتاج مع تضرر المنتجين من تخمة المعروض التي تسببت في هبوط أسعار النفط على مدى العامين الأخيرين.
وكانت آخر مرة خفضت فيها أوبك الإنتاج في 2008 حينما تراجع الطلب جراء الأزمة الاقتصادية العالمية.
لكن محاولة لتجميد الإنتاج بالاتفاق بين أوبك وروسيا انهارت في وقت سابق هذا العام بعدما أصرت السعودية على مشاركة إيران في الاتفاق مع تعافي إنتاجها في أعقاب رفع العقوبات الغربية عنها.
وتنتج "أوبك" حاليا نحو 32.5 مليون برميل يوميا، ويسعي الاجتماع إلى خفض الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا.
ويتخوف الخبراء، من عدم التوصل إلى اتفاق، وهو ما قد يصعد الخلافات داخل أوبك لتهوى الأسعار مرة أخرى.
وكانت أسعار النفط قد هبطت 4%، الجمعة، بفعل إشارات على أن السعودية وإيران تحرزان القليل من التقدم بشأن التوصل إلى اتفاق مبدئي قبيل مباحثات الجزائر. وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 1.76 دولار أو ما يعادل 3.7%، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.84 دولار للبرميل ليغلق عند 44.48 دولارا للبرميل.
ورغم تأكيد وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة، والذي تستضيف بلاده الاجتماع، على توافق المنتجين على الحاجة لإحلال الاستقرار في السوق، قائلاً "لن نخرج من الاجتماع صفر اليدين"، يبقي التساؤل حول قدرة المنظمة على كبح جماح المساومات الإيرانية، التي قد تفشل مساعي التوصل إلى اتفاق للمرة الثالثة على التوالي.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز