أزمات الاقتصاد تصيب السياحة الإيرانية بالشلل
الأزمة الاقتصادية العاصفة تلقي بتبعات سلبية على معدل رحلات الإيرانيين، سواء داخل أو خارج البلاد.
ألقت الأزمة الاقتصادية العاصفة بتبعات سلبية على معدل رحلات الإيرانيين سواء داخل أو خارج البلاد، حسبما كشفت أرقام صادرة حديثا عن منظمة التراث الثقافي والسياحة الإيرانية.
وجاء في إحصائية نشرتها المنظمة عبر موقعها الرسمي، أن نسبة الرحلات الخارجية للمسافرين الإيرانيين للخارج تقلصت بنحو 6.52%، بداية من أبريل/ نيسان إلى نهاية يونيو/ حزيران الماضيين، خلافا لنفس الفترة قبل عام واحد.
وأرجعت المنظمة الأسباب وراء انخفاض معدل الرحلات الخارجية إلى زيادة معدل الرسوم الحكومية المفروضة على بطاقات السفر إلى وجهات خارجية، في الوقت الذي زادت أسعار الحجوزات السياحية إثر تدني قيمة الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي.
ومع كل موجة ارتفاع في أسعار العملات الأجنبية داخل إيران، توجه انتقادات إلى هواة السفر إلى وجهات خارجية، حيث يصف بعض المسؤولين الإيرانيين الرحلات إلى الخارج بالرفاهية، رغم توارد تقارير إخبارية مختلفة تتعلق بسفر أسر مسؤولين بارزين إلى بلدان أخرى.
ويشكو العديد من الإيرانيين تأثيرات سلبية على مستوى جوانب حياتية عديدة، إثر تدني نمو الاقتصاد المحلي منذ العام الماضي، في واحدة من أكبر موجات الركود التاريخية.
وتدنى مستوى الإشغالات الفندقية داخل إيران أيضا في الفترة المذكورة، تبعا لأسباب أبرزها ارتفاع أسعار التنقلات سواء النقل البري الجماعي أو القطارات، وغلاء تكلفة الإقامة في الفنادق المحلية وبيوت المسافرين.
ويحجم أغلب الإيرانيين (81 مليون نسمة) إما عن السفر نهائيا بين أقاليم وأخرى في الوقت الراهن، وإما يضطرون إلى البقاء تحت الخيام بأماكن مفتوحة أثناء تنقلاتهم داخل البلاد.
ومع كل هذه القيود، لم تعد وجهات السفر متنوعة بالنسبة للمسافرين الإيرانيين كسابق عهدها، إلى حد تحذير برفانة سلحشوري، برلمانية إيرانية بارزة، من أن غلاء الأسعار سيطيح بحصص السياحة الداخلية، الأمر الذي سيسدد ضربة لهذا القطاع الاقتصادي الذي كانت تعول عليه حكومة بلادها لجلب عملات أجنبية، في خضم أزمة شح مالي غير مسبوقة.
وكشف سكرتير رابطة الخطوط الجوية الإيرانية، مقصود ساماني، أن فترة العطلات السنوية التي تستمر لنحو 13 يوما بداية من 21 مارس/ آذار، شهدت انخفاضا بمقدار 20% في معدل رحلات الطيران الداخلية.
وخلال الأيام الماضية، أوردت وسائل إعلام محلية أنباء عن غلاء أسعار بطاقات السفر، وهو الأمر الذي ينذر بمزيد من المصاعب السياحية بوجه أقاليم إيرانية تأمل في انتعاشة اقتصادية مؤقتة لديها جراء الإقبال السياحي.