ستارمر يدخل على خط «الرد» الإيراني.. اتصال هاتفي نادر مع بزشكيان
ضغوط دبلوماسية وأخرى تسبر أمواج المحيطات والبحار، لمنع حرب شاملة يحذر مراقبون من خطورتها على منطقة الشرق الأوسط.
ففي حين تتكثف الجهود الدولية لتجنب هجوم إيراني على إسرائيل، دخل رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، على خط الحراك، باتصال نادر بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لحثه على عدم الهجوم على إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء البريطاني للرئيس الإيراني، إن هناك "خطرًا جديًا من سوء التقدير"، وحث إيران على "الامتناع عن مهاجمة إسرائيل" ، وفقًا لبيان بريطاني للمحادثة، نقلته صحيفة "تليغراف" البريطانية.
الاتصال بين ستارمر وبزشكيان هو الأول منذ مارس/آذار 2021 حين أجرى بوريس جونسون رئيس الوزراء الأسبق اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني لحثه على إطلاق سراح الرهينة البريطانية الإيرانية نازانين زاغاري راتكليف.
وجاء اتصال ستارمر وبزشكيان فيما أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى الليلة الماضية، وسط تقارير تفيد بأن إيران كثفت استعداداتها لهجوم واسع النطاق .
كما قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتوقعان أن تشن إيران ووكلاؤها في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله في لبنان، هجوما هذا الأسبوع ردا على اغتيال إسماعيل هنية ، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران الشهر الماضي.
وقالت متحدثة باسم داونينغ ستريت تعليقا على اتصال السير كير: "قال رئيس الوزراء إنه يشعر بقلق عميق إزاء الوضع في المنطقة ودعا جميع الأطراف إلى خفض التصعيد وتجنب المزيد من المواجهة الإقليمية".
ستارمر أكد "وجود خطر جدي من سوء التقدير والآن هو الوقت المناسب للهدوء والتفكير المتأني".
ودعا إيران إلى الامتناع عن مهاجمة إسرائيل، مضيفا أن الحرب ليست في مصلحة أحد.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني التزامه بوقف إطلاق النار الفوري وإطلاق سراح جميع الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرا إلى أن التركيز يجب أن ينصب على المفاوضات الدبلوماسية لتحقيق هذه النتائج.
وقال حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، إنهم سيساعدون في الدفاع عنها من أي ضربة، بما في ذلك استخدام غواصة صواريخ موجهة أمريكية تم نشرها في الشرق الأوسط يوم أمس الإثنين.
ويعتقد مسؤولون استخباراتيون أن الضربة قد تأتي خلال أيام، وقد تتم قبل عقد محادثات وقف إطلاق النار المتجددة إما في الدوحة أو القاهرة يوم بعد غد الخميس.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، للصحفيين: "يتعين علينا أن نكون مستعدين لمجموعة كبيرة من الهجمات".
وأضاف "إننا نتشاطر نفس المخاوف والتوقعات التي يشعر بها نظراؤنا الإسرائيليون فيما يتعلق بالتوقيت المحتمل هنا. [قد] يكون ذلك هذا الأسبوع".
ويأتي هذا التقييم ليقلب وجهة النظر التي اتخذت الأسبوع الماضي والتي كانت تقول إن إيران تتراجع عن العمل المباشر ضد إسرائيل وأن شن حزب الله، وكيلها الإرهابي في لبنان، هجوماً هو الأكثر احتمالاً.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "تليغراف": "نتوقع وقوع هجوم في الأيام المقبلة. وإيران هي الخاسر الأكبر في هذا".
إسرائيل تستعد
وفي إسرائيل، وافق رئيس الأركان هيرتسي هاليفي على الخطط أمس الإثنين وقال إن الاستعدادات الهجومية والدفاعية جارية، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: "نحن في أيام اليقظة والاستعداد".
وأضاف أن "التهديدات القادمة من طهران وبيروت قد تتحقق ومن المهم أن نشرح للجميع أن الاستعداد والجاهزية واليقظة ليست مرادفات للخوف والذعر".
وقال مسؤولون إسرائيليون إن التحالف الجاهز لدعم إسرائيل قوي كما كان في أبريل/نيسان الماضي، عندما دعمت الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن ودول أخرى جهود مكافحة الصواريخ والطائرات بدون طيار في سماء البلاد.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستستخدم كل الوسائل المتاحة لها لحماية إسرائيل ضد أي هجوم إيراني محتمل على إسرائيل.
وأرسلت الولايات المتحدة سفينة حربية منفصلة إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، وهي حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" ، في أعقاب اغتيال هنية وفؤاد شكر القيادي البارز بحزب الله.
وفي بيان مشترك أمس، دعت ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا إيران وحلفائها إلى "الامتناع عن الهجمات التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية" وتعريض اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس للخطر.
وقال زعماء الدول الثلاث إن إيران وحلفاءها "سيتحملون مسؤولية الأفعال التي تعرض هذه الفرصة للسلام والاستقرار للخطر".
وتلقت مفاوضات وقف إطلاق النار الهشة ضربة أخرى يوم الأحد عندما أعلنت حماس أنها لن تشارك في المحادثات المقررة يوم الخميس، ودعت بدلا من ذلك مصر وقطر والولايات المتحدة إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي قدمه الرئيس الأمريكي في أواخر مايو/أيار الماضي.
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز