إيران ترهب أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية بـ"القتل والاغتصاب"
كشف مقربون لعائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها إيران عن أنهم تعرضوا لتهديدات بالقتل والاغتصاب من قبل ضباط بالحرس الثوري.
وذكرت مصادر رفضت الإفصاح عن هويتها لمحطة إيران إنترناشيونال الناطقة بالفارسية ومقرها بريطانيا، الخميس، أن بعض عائلات الضحايا المقيمين في الخارج تلقوا تهديدات بالتصفية الجسدية ورسائل كراهية من إيران لإجبارهم على الصمت إعلاميا.
وأفادت "إيران إنترناشيونال"، في تقرير لها، بأن أقارب ضحايا كانوا على متن الطائرة المنكوبة يعيشون في إيران خضعوا لترهيب أمني متواصل في الأشهر التسعة الماضية، وتعرض البعض منهم للتعذيب جسديا والتهديد بالاعتداء جنسيا من جانب ضباط بمليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وأوضح التقرير أن هذه التهديدات الأمنية المتكررة منذ وقوع حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا من جنسيات مختلفة، تهدف لإجبار أقارب الضحايا على التزام الصمت والتعاطي مع البيانات الرسمية والتنازل عن الدعاوى القضائية في هذا الصدد.
وأشارت المصادر إلى أن عائلات الضحايا الإيرانيين تعرضوا لتهديدات بالقتل أثناء استجوابهم داخل مراكز أمنية تابعة للحرس الثوري في البلاد، حيث قال أحد المحققين لأحد أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية: "إما أن تتعاونوا أو سنرسلكم للعالم الآخر مثل قتلى الطائرة".
يذكر أن وفدا دبلوماسيا أوكرانيا زار طهران، الأسبوع الماضي، للتحقيق عن كثب في القضية، قبل أن يحتج عدد من أقارب الضحايا أمام مبنى وزارة الخارجية الإيرانية للمطالبة بمقابلة الوفد.
ولم تتحرك إيران بشكل جدي حتى الآن في تحقيقات حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية قرب العاصمة طهران، في يناير/ كانون الثاني الماضي، جراء إصابتها بصاروخين من الدفاعات الجوية للحرس الثوري.
وتنوعت أساليب الحرس الثوري للضغط على أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية بين الضرب، والتهديد بالقتل، والحقن بعقاقير هلوسة، والإعتداء الجنسي على السيدات والبنات، والفصل من الوظائف، وفق التقرير.
وخضعت عائلات ضحايا الطائرة المنكوبة المقيمين في إيران لمراقبة أمنية مستمرة للتأكد من الامتناع عن إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية حول الحادث، حسب المصادر.
وحظرت السلطات الإيرانية سفر بعض أقارب الضحايا من السفر إلى خارج البلاد وحتى الخروج من نطاق العاصمة طهران دون إذن مسبق، خشية الكشف عن تفاصيل الضغوط التي يتعرضون لها.
واضطر بعض أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة إلى مغادرة إيران بشكل غير قانوني، بسبب حظر سفرهم وكذلك هربا من الضغوط الأمنية التي تمارس ضدهم لمحاولتهم التوصل إلى العدالة.
ولفت مصدر مطلع إلى أن محققين بالحرس الثوري الإيراني طلبوا من بعض الأقارب التجسس لحسابهم لمعرفة آخر المستجدات المتعلقة بتقديم الدعاوى القضائية داخل وخارج البلاد.
وحذرت أوكرانيا سابقا من أنها سترفع دعوى أمام المحكمة الدولية إذا فشلت المحادثات مع إيران بشأن التوصل لحقيقة إسقاط الطائرة.
ولا يرى الخبراء الأوكرانيون أن التفسيرات التي قدمتها السلطات الإيرانية مقنعة لهم، ويعتقدون أن الطائرة استهدفت عمدا.
وتحطمت الطائرة الأوكرانية التي كان على متنها 176 راكبا من جنسيات مختلفة، في 8 يناير/ كانون الثاني 2020، جراء استهدافها بصاروخين من الدفاعات الجوية لمليشيا الحرس الثوري الإيراني بعد دقائق من مغادرتها مطار الخميني الدولي.
ولم تقدم إيران بعد تقريرا رسميا نهائيا بشأن الحادث، لكن مسؤوليها قالوا مرارا إن شيئا ما قد حدث خطأ وأن الحكومة مستعدة لدفع تعويضات.
ورفضتا سلطات كندا وأوكرانيا المزاعم الإيرانية حول أن الطائرة الأوكرانية استهدفت نتيجة خطأ بشري إثر نقص التنسيق عسكريا.