أوكرانيا تعيد السؤال القديم الجديد على طهران.. من أسقط الطائرة؟
حذرت أوكرانيا سابقا من أنها سترفع دعوى أمام المحكمة الدولية إذا فشلت المحادثات مع إيران بشأن التوصل لحقيقة إسقاط الطائرة.
طالب وفد أوكراني يزور إيران حاليا الأخيرة بكشف حقيقة حادث إسقاط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، مطلع العام الجاري، في طهران.
وبدأت كييف ثاني جولة محادثات مع مسؤولين إيرانيين بشأن دفع تعويضات لعائلات ضحايا الطائرة المنكوبة، أمس الإثنين، حيث اقتصرت الجولة الأولى على طرح الأسئلة والتعبير عن مواقف الجانبين.
وذكرت إذاعة فردا الناطقة بالفارسية ومقرها العاصمة التشيكية براغ، الثلاثاء، أن الوفد الأوكراني هذه المرة يريد الحصول من طهران على إجابة تتعلق بسؤال رئيسي هو "من أسقط الطائرة الأوكرانية؟".
لا يرى الخبراء الأوكرانيون أن التفسيرات التي قدمتها السلطات الإيرانية مقنعة لهم، ويعتقدون أن الطائرة استهدفت عمدا، وفق فردا.
وتريد كييف معرفة ما حدث وأدى إلى إسقاط الطائرة الأوكرانية، واستنادا إلى الإجابة على هذا السؤال سيتم احتساب مبلغ التعويض الواجب دفعه لأقارب الضحايا وشركة الطيران، وحكومة أوكرانيا.
هذا هو الموقف المشترك لجميع الدول المتضررة من حادث إسقاط (الرحلة 752)، حيث أكد سفراء كندا والسويد وبريطانيا وأفغانستان موقفهم خلال اجتماع مع نائب وزير الخارجية الأوكراني يفغيني ينين في كييف، يوم الجمعة الماضي.
وشدد رئيس الوفد الأوكراني يفغيني ينين على أن بلاده تسعى لكشف كل حقائق ما وصفها بالمأساة، قائلا إن "طلب أوكرانيا من إيران واضح وغير قابل للتغيير: التعويض بعد الحقيقة".
وأكد ينين أن أوكرانيا ستواصل جهودها لدفع المفاوضات مع إيران قدما، حيث طرح وفد بلاده خلال الجولة الأولى أسئلة لا يزال يعتقد أنها لم تتم الإجابة عليها ويتوقع سماع إجابات خلال الجولة الثانية، وفق قوله.
وأعرب رئيس الوفد الأوكراني عن أسفه لأن المفاوضات تسير بشكل سيئ ووعود الجانب الإيراني لا يتم الوفاء بها دائما.
وأشار إلى أن الجانب الإيراني أكد بالفعل إطلاق الصاروخ صوب الطائرة وقع في طهران ويتبقى الكشف عن إجابة سؤال هل كان خطأ بشريا أم نتيجة سوء تقدير في نظام الطيران بالمجال الجوي الإيراني؟.
واستطرد أن أوكرانيا تريد معرفة حقيقة حادث إسقاط الطائرة التي كان على متنها 176 راكبا في طهران مهما كانت مريرة ومروعة.
الجدير بالذكر أن استئناف المحادثات بين إيران وأوكرانيا يأتي بعد أشهر من الخلافات الدبلوماسية حول التعويضات وأبعاد هذه القضية.
وسيشارك خبراء طيران ومفتشون جنائيون وخبراء عسكريون في هذه الجولة من المحادثات التي ستستمر ليومين بالعاصمة الإيرانية طهران.
وتحطمت الطائرة الأوكرانية التي كان على متنها 176 راكبا من جنسيات مختلفة، في 8 يناير/ كانون الثاني 2020، جراء استهدافها بصاروخين من الدفاعات الجوية لمليشيا الحرس الثوري الإيراني بعد دقائق من مغادرتها مطار الخميني الدولي.
لم تقدم إيران بعد تقريرا رسميا نهائيا بشأن الحادث، لكن مسؤوليها قالوا مرارا إن شيئا ما قد حدث خطأ وأن الحكومة مستعدة لدفع تعويضات.
ورفضتا سلطات كندا وأوكرانيا المزاعم الإيرانية حول أن الطائرة الأوكرانية استهدفت نتيجة خطأ بشري إثر نقص التنسيق عسكريا.
واعتبرت رابطة عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية، ومقرها في كندا، أن العدالة هي الخطوة الأولى، وشددت دائما على أنه بدون تحقيق مستقل لن يقبلوا اتفاقا مع إيران بشأن التعويضات.
حذرت أوكرانيا سابقا من أنها سترفع دعوى أمام المحكمة الدولية إذا فشلت المحادثات مع إيران بشأن التوصل لحقيقة إسقاط الطائرة.