خبيران لـ"العين الإخبارية": إيران مطالبة بتعويضات وقد تعاقب دوليا
خبراء أجمعوا على أن إيران ستواجه موجة عقوبات جديدة بعد إعلانها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية
بعد أيام من المراوغة ومحاولة إخفاء الحقائق أقرت إيران، السبت، بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي تحطمت بعد دقائق من مغادرتها مطار طهران، الأربعاء.
وأجمع خبراء وقانونيون أن إيران ستواجه موجة جديدة من العقوبات بعد الإعلان رسميًا عن مسؤولية الحرس الثوري الإيراني عن استهداف الطائرة المنكوبة، التي خلفت 176 قتيلًا.
- كندا: إسقاط طائرة مدنية "أمر فظيع" وإيران تتحمل المسؤولية
- الطائرة الأوكرانية المنكوبة.. كيف أسقطها صاروخ "إس إيه- 15"؟
وقال الدكتور محمد عطا الله أستاذ القانون الدولي، إن اعتراف إيران يضعها أمام مسؤوليتها الدولية عن هذا الحادث المأساوي وعليها أن تقبل كافة طلبات الحكومة الأوكرانية بشأن تعويض الضحايا وإلا ستواجه عقوبات دولية صارمة.
وأوضح "عطا الله" لـ"العين الإخبارية" أن إيران مسؤولة عن تعويض الضحايا من مختلف الجنسيات والرضوخ لمطالب حكومات بلادهم.
وتابع "عطا الله" أنه في حال رفض طهران تعويض الضحايا أو فشلها في التوصل إلى حل مرضٍ مع حكومات دول الضحايا، ستواجه عقوبات دولية ستزيد موقفها توترًا وتعقيدًا.
وأشار إلى أن الأمر يتوقف على مدى إمكانية التوافق بين حكومة طهران وتلك الدول.
وحول طبيعة العقوبات الدولية قال "عطا الله"، إن شركات الطيران قد تعلن وقف رحلاتها نهائيا إلى إيران، باعتبارها دولة غير آمنة، كما يتوقع أن تعلن الدول مقاطعة شركات الطيران الإيرانية واعتبار المجال الجوي الإيراني منطقة غير آمنة.
وألمح "عطا الله" إلى أنه من حق شركة "بيونج" الأمريكية مطالبة الحكومة الإيرانية بتعويضات هائلة بسبب تحطم الطائرة الخاصة بها، وإقرار طهران بمسؤوليتها عن ذلك.
وقال المدعي العام الأوكراني، السبت، إنه يتحرى شبهة قتل عمد وتدمير للطائرة المنكوبة في إيران وذلك في إطار تحقيقاته.
وفي وقت سابق السبت، أعلن التلفزيون الإيراني، أنه تم إسقاط الطائرة الأوكرانية "عن طريق الخطأ"، حسب وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، وذلك في اعتراف بعد أيام من نفي طهران أن تكون الطائرة أصيبت بصاروخ.
وأضاف التلفزيون الإيراني، حسب مصدر عسكري، أن الطائرة الأوكرانية التي تم إسقاطها كانت تحلق بالقرب من موقع عسكري حساس وسيتم محاسبة المسؤولين.
اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يرى أن حالة الاحتقان الدولي تجاه طهران زادت بسبب إنكارها الاعتراف بمسؤوليتها عن الحادث في البداية، مما قد يؤثر على تأجيج الغضب الدولي ضدها.
وقال "الحلبي" لـ"العين الإخبارية" إن اعتراف طهران أنجز المسافة أمام المحققين وأكد مسؤوليتها كاملة عن الحادث دون الحاجة لانتظار التحقيقات.
وأوضح أن ما حدث خطأ جسيم نتج عنه إسقاط الصاروخ الذي أسقط الطائرة المنكوبة.
وأكد "الحلبي" أن إيران ملزمة بدفع تعويضات للركاب وطاقم الطائرة والشركة المالكة للطائرة.
ورجح الخبير العسكري أن تطالب الشركة المصنعة للطائرة إيران أيضا بتعويض لها لأنها أنكرت مسؤوليتها في البداية وحاولت تصدير الأمر على أنه خطأ فني، وهو ما يضر بسمعة الشركة.
ورجح "الحلبي" أن تواجه إيران محاكمة دولية لأنها تأخرت في الإعلان وأنكرت وجود خطأ وهو ما جعل العالم كله محتقن مما قد يؤدى إلى عقوبات أو مواقف متشددة تجاه حكومة طهران.
وفجر الأربعاء الماضي، تحطمت طائرة الركاب المدنية العملاقة من "طراز بوينج 737" تتبع الخطوط الجوية الأوكرانية في إيران، وراح ضحية الحادث 176 شخصا.
إسقاط الطائرة الأوكرانية فوق الأجواء الإيرانية بنظام صواريخ "إس إيه - 15" جاء بعد عدة ساعات من استهداف إيران قاعدتين عراقيتين تضم قوات أمريكية، رداً على مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، المصنف إرهابياً في 3 يناير/كانون الثاني في بغداد.