خبراء: استهداف الطائرة الأوكرانية المنكوبة بإيران غير مستبعد
الخبراء يؤكدون أنه في حال ثبت تورط إيران يمكن مقاضاتها أمام محكمة العدل الدولية ومطالبتها بتعويضات مالية طائلة
رجح خبراء فرضية سقوط الطائرة الأوكرانية المنكوبة في إيران عبر استهدافها، وسط ترجيحات عدد من زعماء العالم، وتقارير استخباراتية بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني.
واستيقظ العالم، صباح الأربعاء الماضي، على كارثة مأساوية جراء تحطم طائرة ركاب مدنية عملاقة من "طراز بوينج 737" تتبع الخطوط الجوية الأوكرانية في إيران، أودت بحياة 176 شخصا، وسط عاصفة من التساؤلات جراء تزامن سقوطها مع توترات تضرب المنطقة.
- أوكرانيا تتسلم من أمريكا "معلومات مهمة" بشأن الطائرة المنكوبة
- إيران تطلب من أمريكا المشاركة في تحقيق الطائرة الأوكرانية المنكوبة
وقال الطيار جاد الكريم نصر، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات سابقًا: "هناك 4 أسباب لحوادث الطائرات في العالم، الأول يتعلق بالعنصر البشري، والثاني بسبب الظواهر الطبيعة غير المتوقعة، والثالث الأعطال الفنية، والرابع الأعمال غير المشروعة بداية من التظاهر أو التجمهر على متن الطائرة مرورًا بأعمال الخطف والتفخيخ أو الاستهداف".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "من المستحيل الجزم بأسباب سقوط الطائرة الأوكرانية بعد ساعات من الحادث، لكن من المؤكد أن السبب خارج العاملين المتعلقين بالعنصر البشري أو الظواهر الطبيعة".
واستدل نصر على ذلك، بأن الطائرة سقطت من ارتفاع 1000 إلى 1500 قدم وهو ما ينفي تمامًا وجود الخطأ البشري، كما أنه لوحظ وجود اشتعال قبيل سقوطها وهو ما يرجح احتمالية انفجارها قبل السقوط.
وتابع: "ربما تم استهداف الطائرة أو تفجيرها من الداخل لكن تأكيد هذا الأمر يتطلب تحليلا دقيقا جدا لجثث الضحايا، وبقايا الطائرة وفحص الصندوق الأسود وتسجيلات الصيانة وأبراج المراقبة".
وأكد نصر أنه في حال تعرض الطائرة لعيب فني كانت ستسقط كتلة واحدة، ولن تتناثر حطامًا كما هو موضح بالصور.
أسباب الحادث
وأوضح اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن معرفة أسباب حوادث الطائرات يتطلب تحليلا دقيقا لمجموعة من العناصر في مقدمتها فحص الصندوق الأسود، وتجميع حطام الطائرة وتحليله معمليًا وفنيًا، وتحليل سجلات الصيانة، ومراجعة سجلات الركاب وإجراءات التفتيش، وكافة التسجيلات الخاصة بالمراقبة الجوية واتصالات أبراج المراقبة.
وقال الحلبي لـ"العين الإخبارية": إن تحديد السبب المؤكد لسقوط الطائرة يستوجب استيفاء كل تلك الشواهد ومطابقتها لبعضها البعض"، مشيرًا إلى أن عملية تحليل المكونات الخاصة بالطائرة قد يستغرق عدة سنوات من للتأكد من الأسباب.
وأكد أن التصريحات حول أسباب الحادث غير مثبتة أو مبنية على الأدلة القاطعة، ولكنها مجرد آراء صادرة تعبر عن أطراف مختلفة، مشيرًا إلى أن اللجنة الفنية المختصة بالتحقيق في الحادث لها وحدها الحق في امتلاك البيانات، والسلطة في تجميعها وتحليلها وإصدار تقرير نهائي بشأنها.
وأشار الحلبي إلى أنه وفقًا لقانون الطيران يتم تشكيل لجنة من سلطة الطيران المدني الذي وقع به الحادث وهو إيران، وسلطة الطيران التي تتبعها الطائرة وهي أوكرانيا والشركة المصنعة للطائرة "بيونج"، وخبراء وفنيين يتم انتدابهم من عدة دول، ويتولوا مهمة الفحص وإعداد التقرير النهائي بشأن الحادث.
وأوضح أن تلك العملية ليست سهلة وقد تستغرق عدة سنوات للتوصل إلى نتائج قاطعة، مؤكدًا ضرورة فصل الأسباب الفنية عن التداعيات السياسية في المنطقة حتى لا تتأثر بها.
فرض عقوبات على إيران
وتحدثت تقارير إعلامية حول فرضية إصابة الطائرة المنكوبة بصاروخ جراء تزامن السقوط مع استهداف إيران قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق بصواريخ باليستية.
وفي وقت سابق أيد ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي فرضية إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ إيراني؛ ما أدى إلى مقتل 176 شخصا.
وأوضح ينس ستولتنبرج أن ليس لديه أي سبب للتشكيك في تقارير صادرة عن عواصم غربية ترجح فرضية تحطم الطائرة الأوكرانية نتيجة صاروخ.
وقال ينس ستولتنبرج: "لن أخوض في تفاصيل معلوماتنا الاستخباراتية لكن ما يمكن أن أقوله هو أنه ليس لدينا أي سبب يدعو لعدم تصديق التقارير التي شاهدناها من مختلف عواصم دول حلف شمال الأطلسي".
مطالب بإجراء تحقيق
ورجح أيضا وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، الجمعة، أن يكون صاروخ إيراني وراء سقوط الطائرة الأوكرانية، مشيرا إلى أن الخطوات التالية للاتحاد الأوروبي ستعتمد على استجابة طهران لنتائج التحقيق.
وقال بلوك، في تصريحات صحفية قبل اجتماع لوزراء خارجية التكتل في بروكسل، إنه "من المرجح فعلا أن تكون الطائرة سقطت بصواريخ إيرانية".
وردا على سؤال عما إذا كان يجب فرض عقوبات على إيران، أكد بلوك أن "الخطوات التالية تتوقف على رد الفعل الإيراني على نتائج تحليل مستقل"، مطالبا الاتحاد بتحقيق "مستقل وذي مصداقية" بشأن حادثة تحطم الطائرة الأوكرانية.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنه من المحتمل أن صاروخا إيرانيا هو سبب إسقاط الطائرة الأوكرانية، لكن بلاده ستنتظر انتهاء التحقيقات.
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قال، الخميس، أيضا إن مصادر استخباراتية عدة، بما في ذلك كندية، تشير إلى أن طائرة البوينج 737 التي تحطمت قرب طهران "أُسقِطت بصاروخ أرض-جو إيراني".
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر استخباراتية قولها إن الطائرة الأوكرانية المنكوبة تم إسقاطها بواسطة نظام صواريخ مضاد للطائرات.
كذلك رجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضية إسقاط الطائر الأوكرانية جراء "خطأ بشري"، وقال في تصريحات صحفية، مساء الخميس: "لديّ شكوك بأن الطائرة الأوكرانية المنكوبة في إيران سقطت نتيجة خطأ بشري".
وسقطت الطائرة الأوكرانية خلال مهاجمة طهران بصواريخ باليستية، قاعدتين عسكريتين يتمركز فيهما جنود أمريكيون؛ ردا على مقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا.
وكان الحرس الثوري الإيراني قال، في بيان، إنه أطلق "عشرات الصواريخ أرض–أرض" على قاعدة "عين الأسد" الجوية غربي العراق.