تسريب صوتي ومزاعم.. من هم عملاء "جاسوس" سليماني؟
أشخاص وردت أسماءهم في اعترافات إجبارية متلفزة أدلى بها محمود موسوي مجد الذي أعدمته إيران مؤخرا
تساءلت شبكة إخبارية ناطقة بالفارسية حول هويات "الجواسيس" الذين وردت أسماؤهم خلال اعترافات إجبارية متلفزة أدلى بها محمود موسوي مجد، الذي نفذت طهران حكما بإعدامه، الشهر الجاري، بزعم التجسس على مواقع قادة عسكريين.
ونقلت شبكة إيران واير المعارضة، في تقرير لها، جانبا من تسريب صوتي لموسوي مجد بث عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل فترة وجيزة من إعدامه في 20 يوليو/ تموز الجاري، حيث نفى فيه الأخير تورطه بالتجسس لحساب أجهزة استخبارات أجنبية.
- مفاجأة.. "جاسوس" سليماني اختطفه حزب الله وسلمه لإيران
- إيران تعدم متهما بزعم تجسسه لصالح أمريكا وإسرائيل
وأشار موسوي مجد إلى تعرضه لأشد صنوف المعاناة والافتراءات من جانب الناطق باسم القضاء الإيراني خلال فترة احتجازه بواسطة استخبارات الحرس الثوري.
واعتبر محمود موسوي مجد أن الاتهامات والمزاعم التي أعلنها غلام حسين إسماعيلي الناطق باسم السلطة القضائية الإيرانية استهدفت تشويه الحقيقة وصرف انتباه الرأي العام قبل أن يصفها بالسم الذي يحقن في كبد عائلته، على حد تعبيره.
وزعم المتحدث باسم القضاء الإيراني أن موسوي مجد كانت لديه علاقات بوكالة الاستخبارات الأمريكية والموساد، وكشف عن مكان وجود قادة الحرس الثوري بمن فيهم قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق. (قتل في ضربة أمريكية بالعراق مطلع العام الجاري).
وأوضح موسوي مجد أنه تم اعتقاله في العراق قبل مقتل سليماني وليس له دور في تحديد موقعه، مؤكدا عدم مثوله أمام محاكمة عادلة وسط توجيه مزاعمه كاذبة له في حين أن القضية برمتها مزيفة وبها العديد من العيوب.
وكانت السلطة القضائية في طهران قالت الشهر الماضي إن مجد تجسس على قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني، ولكنها أضافت أن هذه القضية ليس لها صلة بقتله في وقت سابق من هذا العام، وذلك بالتزامن مع ظهور التسريب الصوتي.
ويعتقد أصدقاء وعائلة موسوي مجد أنه وقع ضحية مجموعة داخل مليشيا الحرس الثوري الإيراني تتنازع على تقاسم الثروة، حسب إيران واير.
ونشر كاظم موسوي مجد، والد محمود موسوي مجد، رسالة قال فيها إن "ابنه اتهم بالتجسس بهدف تصفية حسابات خاصة لصالح مجموعة نافذة في سوريا"، وفق التقرير.
وأضاف أن موسوي مجد الابن - ذا الأصول اللبنانية - قبل عودته إلى مسقط رأسه وتصفية حساباته مع الحرس الثوري الإيراني، أبلغ عن وجود مجموعة فاسدة مدعومة من طهران ولديها مخالفات مالية وأخلاقية ونشاط تهريب مخدرات تضم أبناء لمسؤولين إيرانيين من المعروفين إعلاميا في إيران باسم "أبناء الذوات".
وتعمدت وسائل إعلام إيرانية تابعة للحرس الثوري بث فيلم قصير تناول حياة واعترافات موسوي مجد استهدفت من خلاله تشويه سمعة الأخير قبل عدة ساعات من تنفيذ حكم إعدامه.
الفيلم القصير الذي أصدرته أجهزة أمنية إيرانية للإعلام المحلي، لم ينهِ عقدة الغموض في قضية موسوي مجد لكنه أضاف أيضا بعض الغموض مجددا، حسب التقرير.
وعرض الفيلم القصير مقتطفات من محادثة هاتفية نُسبت إلى موسوي مجد مع من زعم أنه ضابط بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في غرب آسيا، بينما يروي قصة موعد ودائرة هاتفية لإجراء محادثة بين الطرفين، ولكن موضوعها غير معروف.
ويقال إن الشخص، الذي تحدث إلى موسوي مجد عبر الهاتف في الفيلم هي "ريا مريم توماس" والتي عملت بتخصص الأمن الرقمي لدى الحكومة الأمريكية لعدة سنوات، وفق إيران واير
وأوضح تقرير "إيران واير" أن الفيديو، المعروض بفيلم الاعترافات الإجبارية لموسوي مجد، كان جزءا من مقابلة لمريم توماس تعرف فيها نفسها كمتخصصة بالأمن الرقمي أمام مسابقة ريادة الأعمال في برلين، وبث عبر موقع "يوتيوب" للفيديوهات العام الماضي.
ولفت التقرير إلى أن فيلم اعترافات موسوي مجد القسرية التي بثها الإعلام الإيراني مؤخرا حاول تقديم "ريا مريم توماس" كجاسوسة أمريكية خلافا للحقيقة.
وزعم الفيلم أيضا أن محمود موسوي مجد تواصل وقدم معلومات للعديد من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية، حيث ذكرت أسماء لهؤلاء الأشخاص وظهرت صور منسوبة لهم يبدو أنها قد تم التقاطها من الشبكات الاجتماعية.
ولكن البحث عبر محركات البحث عن الأسماء والصور المنشورة لا يؤدي إلى نتائج بصددها نهائيا، وليس من الواضح من هم هؤلاء الأشخاص المزعومين، وفق التقرير.
ولم يقدم فيلم الاعترافات القسرية تفسيرا لكيفية تواصلهم مع موسوي مجد وكذلك الوصول إليهم من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية التي تدعي أنها كانت تراقبهم عن كثب.
وكشف نزار زكا، خبير لبناني اعتقل خلال رحلة إلى إيران وقضى أربع سنوات في السجن، وكان نزيلا سابقا مع محمود موسوي مجد أن الأخير أُجبر على الإدلاء باعترافات متلفزة تحت الضغط والتعذيب.
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إيرنا) في 21 يوليو/ تموز الجاري، إعدام محمود موسوي مجد الذي اعتقل في عام 2018.
يذكر أن استخدام السلطات الإيرانية لعقوبة الإعدام كأقصى درجات القمع بات أمرا معتادا في البلاد بحق المعارضين.