معارض إيراني: ملالي طهران يجلبون الكراهية وفشلوا بالبحرين واليمن (2-2)
مهدي أبریشمچي، مسؤول لجنة السلام في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في الحلقة الثانية من حواره لبوابة "العين" الإخبارية.
قال مهدي أبریشمچي، مسؤول لجنة السلام في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن النظام الإيراني مٌني بالهزيمة في البحرين واليمن وهو مكروه، فالنظام حاول جاهداً أن يؤسس موطئ قدم لنفسه في دول المنطقة وفي الدول التي يتواجد فيها الشيعة، وأن يحرض الموالين العملاء له ضد الحكومة الشرعية في تلك البلدان، ولكن الواقع أن النظام لم يكتب له النجاح في هذا المجال.
وأضاف أبریشمچي، في الحلفة الثانية من حواره لبوابة "العين" الإخبارية، أن قاسم سليماني ليس رجلاً قوياً في النظام، فممارسته خارج الحدود الإيرانية أعمالاً إرهابية فهذا لا يدل على قوته، والانقلاب العسكري يتطلب الكفاءة القيادية والتخطيط في مفهومه التقليدي.
ماذا عن حقوق المرأة في إيران؟
هناك سمتان بارزتان لنظام الملالي، فالسمة الأولى ارتباط النظام بالقرون الوسطى وعدم انسجامه مع هذا القرن، والسمة الثانية التي هي نتيجة مباشرة للسمة الأولى هي مقارعة المرأة، وعندما نصف النظام بنظام قرون وسطي فمعناه واضح جداً، لأن تلك البرهة الزمنية هي أظلم فترة حياة الإنسان لذلك يمكن الإدراك ماذا يفعل هذا النظام في القرن الحاضر وبأية آلية يتعامل مع النظام الإيراني المضطهد مع الشعب الإيراني رجالاً ونساء.
الواقع أن نظام الملالي في الأساس لا يعترف بالمرأة كإنسانة من الدرجة الأولى، من وجهة نظر الملالي هناك درجتان للإنسان، فالإنسان من النوع الأول وهو الرجال والإنسان من الدرجة الثانية المتمثل في المرأة، وبشواخص وصفها الملالي وصاغوها، لذلك لا تمتلك المرأة في إيران أية حقوق سوى أن تكون مملوكة للرجل، المرأة هي ملك طلق للزوج، كل حقوقها يتم تحديدها من قبل الزوج.
المرأة الإيرانية حتى وإن كانت حاصلة على شهادات الدراسات العليا في علم القانون والحقوق فلا يحق لها أن تكون قاضية، المرأة لا يحق لها أن تكون رئيساً للجمهورية، وحتى بتصريح الدستور للنظام وتفسير مجلس صيانة الدستور للنظام الذي يفسر الدستور فهذا الحق خاص للرجال فقط.
وهناك الكثير من المهن الأخرى لا يحق للنساء أن يشتغلن فيها وهي من وجهة نظر الملالي تتعارض مع مقتضيات المرأة، ومن وجهة نظر الملالي يجب على المرأة أن تبقى في المنزل وتكون ربة البيت وتنجب وتربي الأطفال، الملالي وبدجلهم الخاص سموا هذه الوظيفة بـ "وظيفة ربة البيت المقدسة".
وما ذرائع النظام في حرمان المرأة حقوقها؟
في نظام الملالي المرأة يحق لها حق مسلم لا يقبل النقاش وهو حق أن تُقمع بلا حدود، المرأة ولمجرد خروج شعرات منها من تحت حجابها فهي مدانة بسبب سوء التحجب وخدش الأخلاق والعفة العامة ولابد من جلدها طبقاً لشريعة الملالي، ويجب أن تعزل من العمل الذي تقوم به، المرأة لا يجوز لها أن تلبس ما تحلو لها، لا تسمح للمرأة أن تسافر دون موافقة كتابية ورسمية من زوجها، وهناك دوريات مختلفة للقمع في إيران المهمة المحورية لكثير منها هي قمع النساء بذرائع مختلفة تعترض النساء وتضايقهن وتعتقلهن وتقتادهن إلى السجن.
وفي نظام الملالي يتم طمس حتى أبسط حقوق النساء بذرائع مختلفة، بالطبع أنكم سمعتم موضوع إعدام السيدة ريحانة جباري، حيث كانت شابة تعرضت للتحرش من قبل رجل مخابرات وهي دافعت عن نفسها وعن شرفها ولكن في المحكمة التي أقيمت لهذا الغرض صدرت حكم الإعدام بحقها بعد تحمل 7 سنوات من القسوة الخاصة للملالي ونفذ الإعدام بحقها، الدفاع المشروع هو حق تعترف به كل القوانين الجزائية في كل الدول أمام الاغتصاب والتعرض، وهي حق اعترف به للدفاع عن النفس مقابل التحرش.
أما رجم النساء فإنه عمل لا إنساني وعائد الى قرون الظلام ينفذه نظام الملالي تحت عنوان معاقبة النساء يتم تنظيره من قبل أحد العناصر المكشوفة حاله باسم محمد جواد لاريجاني الشقيق الأكبر لصادق لاريجاني بصفته سكرتير لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية للنظام والذي يبرر أعمال التعذيب القاسية في النظام.
وأما رش الأسيد (الحامض) فهو من الجرائم المنظمة التي تنفذها العصابات الحكومية، فهذا العمل يتم بواسطة مجاميع منظمة من الرعاع بتهمة سوء التحجب ضد النساء، ولحد الآن سجلت مئات الحالات من هذه الجريمة ضد النساء في إيران، الكثير من النساء فقدن بصرهن وتعرضن للإعاقة أو فقدت على الأقل من النساء أرواحهن من شدة الحروق.
ماذا عن تدخل طهران في شؤون الدول المجاور؟ هل نجحت؟
لا مجال للشك أن النظام قد مني بالهزيمة في البحرين واليمن وهو مكروه، فالنظام حاول جاهداً أن يؤسس موطئ قدم لنفسه في دول المنطقة وفي الدول التي يتواجد فيها الشيعة وأن يحرض الموالين العملاء له ضد الحكومة الشرعية في تلك البلدان، ولكن الواقع أن النظام لم يكتب له النجاح في هذا المجال.
انظروا إلى إطلاق صاروخ من قاعدة حوثية باتجاه مكة المكرمة قبلة مليار مسلم في العالم، فما هو مكسب الملالي من هذه الفعلة النكراء؟ إنها جلبت لهم الكراهية ضدهم على صعيد المنطقة والدول العربية والإسلامية وفي العالم، وهذه الأعمال من قبل النظام لا تعتبر قوة للنظام، وإنما هي محاولات يائسة لغريق يتشبث بكل حشيش، النظام الإيراني غارق في مستنقع سوريا وللخروج منه أطلق صاروخاً نحو مكة على يد مرتزقته الحوثيين لكي يحرف الأذهان، ولكنه لاقى وحدة عمل من قبل المجتمع الدولي والموقف العالمي لإدانة العمل في وقته.
النظام يعرف أن هكذا أعمال يترتب عليها دفع الثمن ولكن من أجل البقاء ولو لمدة قصيرة يضطر أن يدفع الثمن ويختار بين السيء والأسوأ، النظام يريد أن يتدخل في شؤون البحرين واليمن ويكشر الأنياب أمام مملكة العربية السعودية، لأنه ومن أجل بقاء كيانه يحتاج إلى إشعال الحروب وتصدير الإرهاب ولكونه بدون ذلك يفقد القدرة على القمع، وبالتالي يتم إسقاطه على يد الشعب ومقاومته المنظمة.
كم عدد المعتقلين السياسيين داخل السجون الإيرانية؟
العدد الحقيقي للسجناء السياسيين المعتقلين في إيران لا يمكن احصائه بالضبط، والسبب أن النظام ينكر في الأساس الجرم السياسي في إيران، لأنه وطبقاً لطبيعته يربط كل الجرائم بإسقاط النظام والمعارضة مع أصل النظام، وبالتالي يسمي الجرائم الإخلال بالأمن الوطني وإسقاط النظام والمؤامرة.
وبشأن أنصار مجاهدي خلق يصفهم بمفسدين في الأرض ومحاربين النظام الإيراني حتى يعدم الكثير من السجناء السياسيين تحت عنوان مهربي المخدرات، ولا يعلن الجريمة الحقيقية لهؤلاء، وأحد طلبات المقاومة الإيرانية من الجهات المدافعة عن حقوق الإنسان وبشكل خاص الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي كان دوماً أن يشكلوا لجنة دولية لتقصي الحقائق يكون ممثلاً من المقاومة الإيرانية فيها وتزور السجون ومعتقلات التعذيب للنظام العائد إلى القرون الوسطى.
كما أن الدكتور أحمد شهيد الذي كان المقرر الرسمي للأمم المتحدة في ملف انتهاك حقوق الإنسان في إيران لم يمنح له الفيزا لزيارة إيران مطلقاً، لذلك لا يمكن تقديم عدد ورقم واقعي عن إحصائية للسجناء السياسيين، وأحد الأسباب الذي لا يكشف النظام عن الأعداد والأرقام يعود إلى أن يكون لديه إمكانية للتصفية الجسدية للمعارضين السياسيين، لأنه إذا اعتقل هؤلاء الأفراد رسمياً فهذا يكلفه سياسياً ويجب أن يجيب عنه حقوقياً وقانونياً كيف كان مصير ذلك المعتقل، ونظام الملالي فهو "فاشستي" من النوع الديني.
هل توجد احتمالية لقيام قاسم سليماني بانقلاب عسكري في طهران؟
قاسم سليماني ليس رجلاً قوياً في النظام، فممارسته خارج الحدود الإيرانية أعمالاً إرهابية فهذا لا يدل على قوته، الانقلاب العسكري يتطلب الكفاءة القيادية والتخطيط في مفهومه التقليدي، كما أن الانقلابي يجب أن يكون ذا مصداقية واعتبار واحترام إلى حد ما بين القوات العسكرية، بينما في النظام وبشكل خاص في قوات الحرس لا يوجد مثل هذا المكون.
قاسم سليماني هو مجرم وقائد لفيلق القدس الإرهابي أي فرع للنظام يعمل خارج الحدود الإيرانية، أن يسفك الدماء في العراق وسوريا ولبنان ليس هذا دليل على قدرته، إنه مجرم قسي القلب بما تعنيه الكلمة وتنفذ مهماته بسفك الدماء بدم بارد، وإذا كنتم على صورة بشأن هيكلية الحكم في ولاية الفقيه فتستطيعون أن تحللوا الإجابة على السؤال بطريقة أفضل.
في نظام ولاية الفقيه المطلقة كل الصلاحيات بيد شخص الولي الفقيه، الدستور قد خصص صلاحيات استثنائية للولي الفقيه منها تعيين جميع المناصب القيادية العسكرية والبسيج وقوات الحرس، لذلك طالما الولي الفقيه لا يثق بشخص مائة بالمائة فإنه لا ينصبه في مناصب قيادية وحكومية مهمة إطلاقاً، الاحتمال أن يقوم عنصر في هذه الجهات بالانقلاب العسكري لإسقاط النظام هو احتمال يعادل الصفر، كما أن في جميع أجهزة نظام الملالي هناك ممثلية للولي الفقيه حيث تراقب على الأمور في تلك الجهة كافة وترفع التقارير إلى الولي الفقيه عن كل عمل، فنظام ولاية الفقيه يتم إسقاطه فقط من خلال عمل جماهيري منظم وهو يتحقق على يد المقاومة المنظمة للشعب الإيراني بمساعدة جيش التحرير الوطني والانتفاضة العامة، فهذا النظام لا يسقط من داخله إطلاقاً.
ما دور المعارضة الإيرانية خلال الفترة الحالية؟
دور المعارضة الإيرانية في الفترة الحالية واضح جداً، فهذه المعارضة لديها تجربة نضالية دؤوبة على مدى 35 عاماً ضد هذا النظام المعادي للحرية، فمنذ 20 يونيو 1981 حيث أطلق الحرس بأمر من شخص خميني النار على التظاهرة السلمية التي شارك فيها نصف مليون من أهالي طهران وصبغها بالدم وحتى اليوم، فهذه المقاومة تشتبك مع هذا النظام، فهذه المعارضة منظمة للغاية وتحظى بقاعدة شعبية واسعة، لها قيادتها في جيش التحرير وهيكيلة سياسية متمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي له أكثر من 550 عضواً ويعمل بمثابة برلمان في المنفى، وقد أعد كل الترتيبات اللازمة لحكومة مؤقتة وأكثر من نصف أعضاء المجلس تشكلهم النساء.
هناك برنامج لمدة 6 أشهر بعد إسقاط النظام وهذا البرنامج معد مسبقاً، السيدة مريم رجوي هي رئيسة جمهورية منتخبة من قبل المقاومة تمسك بكل الآليات السياسية اللازمة لإدارة البلاد بعد إسقاط الملالي، فأعضاء المجلس الوطني للمقاومة متمرسون ولديهم خبرات سياسية وتقنية كافية وكل عضو خرج محنكاً من بوتقة نضال مستمر، فهذه المقاومة قائمة على الشعب والنضال في داخل البلاد.
كما أن المقاومة الإيرانية معروفة على الصعيدين الدولي والاقليمي ويحظى بدعم الكثير من البرلمانيين والسياسيين في طرفي الأطلسي، فهذا الموضوع ثبت جلياً في التجمعات السنوية للمقاومة، منها في تجمع 9 يوليو عام 2016 في باريس حيث شارك أكثر من 600 شخصية سياسية وبرلمانية وسط حضور أكثر من 100 ألف من الإيرانيين من حماة المقاومة الإيرانية القادمين من عموم العالم إلى التجمع الذي اقيم في ضواحي باريس وأعلنوا عن دعمهم للمجلس الوطني للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ولقاء السيدة مريم رجوي بالرئيس محمود عباس الرئيس الفلسطيني كان مؤشراً بارزاً لشعبية هذه المقاومة بين القوى المناضلة في المنطقة، كما أن الأمير تركي الفيصل قد شارك شخصياً في تجمع باريس وألقى كلمة وأعلن دعمه لمطالب المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني لإسقاط نظام الملالي.
وإن لم يكن القمع المنفلت والإعدام اليومي، ويرى المواطنون أجواء للتنفس ويتخلى النظام عن الإعدام فسرعان ما يسقط بعد فترة قصيرة، أن الأجواء السائدة في المجتمع الإيراني ملتهبة جداً ومستعدة للانتفاضة، إنها تشبه برميل بارود بحاجة إلى شرارة، المجاهدون على ارتباط بعناصرها والخلايا الناشطة داخل البلاد وهذه المعارضة تتحين الفرص لاغتنام اللحظات، خاصة وأن المقاومة الإيرانية لها تجربة النضال ضد الشاه ومجيء خميني إلى السلطة، في تلك الأيام التي سقط الشاه.
وأخذ خميني مقاليد السلطة فكانت العناصر الرئيسية لمعارضي الشاه في السجون أو أطلق سراحهم تواً من سجن الشاه، ولم يكن لديهم تنظيمات منسجمة لإدارة البلاد، وخميني قد ركب الموجة مستغلاً هذا الفراغ وغصب السلطة الشعبية، ولكن في الظرف الحالي من المستحيل أن يحصل هكذا حادث؛ لأن داخل سجون الملالي هناك سجناء أنصار مجاهدي خلق يوجهون رسائل إلى الشعب ويبشرونهم بوجود معارضة منظمة وأن المستقبل لهم.
إنهم يوجهون هذه الرسائل إلى خارج السجن في وقت يعيشون تحت الإعدام والتعذيب، المقاومة الإيرانية قد دفعت ثمناً باهظاً للوصول إلى هذه النقطة؛ لأن الحرية لا تقدم إلى أحد بطبق ذهبي، نحن نلم بالأمر ونحن ناضلنا بإيماننا بهذا المبدأ ونواصل النضال إلى إسقاط الملالي واستعادة الحكم الذي غصبه خميني إلى الشعب.
النظام نفسه يعلم جيداً أن الند الوحيد له هو مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كلما يتحدث النظام عن النفوذ والمنافقين قصده مجاهدي خلق، النظام حتى يخاف من ذكر اسم مجاهدي خلق، وهذا أصبح تابو (خطاً أحمر) له لأنه يعرف المجاهدين خير معرفة ويثقون بقدراتهم، ولهذا السبب يعدم حتى نصير لهم ويدرج في قانون العقوبات مادة طالما مركزية المنظمة قائمة فهم محاربون ويجب إعدامهم.