العالم ينتفض ضد إرهاب إيران.. احتجاجات شعبية ومؤتمرات دولية
حراك شعبي ورسمي عالمي ضد إرهاب إيران يعمق عزلتها، ويشكل ضغطا على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة وحازمة لردعها
حراك شعبي ورسمي مكثف شهدته المنطقة خلال الشهر الجاري ولا يزال متواصلا، تنديدا بسياسات وممارسات إيران العدوانية وبحثا عن سبل لردعها.
- الحرس الثوري والملاحة الدولية.. إرهاب إيران يتصاعد في "هرمز"
- من وارسو إلى البحرين.. إصرار دولي على مواجهة إرهاب إيران
على الصعيد الشعبي، شهد العراق ولبنان احتجاجات ضد إيران ومليشياتها وأذرعها وما سببته تدخلاتها الطائفية في الدولتين من إفقار للبلاد والعباد ونشر الفساد وتدمير الاقتصاد.
وعلى الصعيد الرسمي، شهدت الساعات القليلة الماضية مؤتمرين مهمين في كل من السعودية والبحرين لمواجهة العبث الإيراني وتهديدها للملاحة الدولية، ففي الرياض أدان رؤساء أركان 18 دولة بينها دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا وبريطانيا ومصر الممارسات الإيرانية العدوانية في المنطقة.
وبالتزامن مع مؤتمر الرياض، تصاعدت الدعوات لحماية الملاحة العالمية من تهديدات إيران خلال اجتماع مجموعة العمل الوزارية حول أمن الملاحة البحرية والجوية التابعة لعملية وارسو التي استضافته العاصمة البحرينية المنامة بالتعاون مع أمريكا وبولندا وبمشاركة 60 دولة.
هذا الحراك الشعبي والرسمي يعمق عزلة طهران من جانب، ومن جانب آخر يشكل ضغطا على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة وحازمة لردع إيران.
العراق ولبنان.. ثورة شعبية ضد طائفية إيران
واندلعت احتجاجات واسعة مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري في مختلف المحافظات والمدن العراقية، للمطالبة بالإصلاح وخروج إيران ومليشياتها من العراق، وتغيير النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية لحين إجراء الانتخابات التشريعية.
ولم يوقف العنف والاعتقالات والاغتيالات التي تنفذها مليشيات إيران العراقيين عن الدعوة إلى تنظيم مظاهرات مليونية في 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لإنهاء نفوذ طهران وحل الحكومة والبرلمان.
وفي لبنان، تتواصل لليوم السادس على التوالي الاحتجاجات، التي بدأت الخميس برفض السياسات الاقتصادية وفرض ضريبة على الاتصالات المجانية "واتساب" ورفض الفساد والمحسوبية، وانتهت بالمطالبة برحيل الحكومة التي يشكل حزب الله الإرهابي الموالي لإيران وحلفاؤه الأغلبية المطلقة فيها.
وأجهض المتظاهرون آمال حزب الله في اللعب على حبال انتفاضة الجماهير التي تعم الشارع اللبناني منذ أيام، وأخبرته أن مليشيات إيران هي الأخرى في مرمى الغضب الشعبي الذي أشعلت شرارته وطأة الأعباء المعيشية واستشراء الفساد والمحاصصة الطائفية.
ورد المتظاهرون اللبنانيون على كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله التي ألقاها السبت تعليقا على الاحتجاجات، مرددين هتافات: "كلن يعني كلن (جميعهم).. نصرالله واحد منن (منهم)" في إشارة إلى الدعوات التي أطلقها المحتجون بضرورة رحيل الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد بشكل كامل.
واتهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الجمعة، شركاءه في الحكومة التي يشكل حزب الله وحلفاؤه الأغلبية المطلقة فيها بعرقلة الإصلاحات الاقتصادية منذ سنوات.
وبقدر ما تعبر احتجاجات العراق ولبنان عن حجم النقمة الشعبية المتزايدة ضد إيران وأذرعها، فإنها تعكس ارتفاع وعي الشعوب ورفضها للنظام الطائفي التي تسعى طهران لتكريسها عبر أذرعها ومليشياتها في بلدانهم.
ودأبت إيران على استغلال الطائفية في كل من العراق ولبنان، وتغليب الطائفية على العمل المجتمعي والديمقراطية في تلك الدول، الأمر الذي أسهم في إضعاف البنية السياسية والتحتية في تلك الدول.
وتعد الفساد والمحسوبية هما أداتا إيران التي تصدرها للدول التي تريد السيطرة عليها، حيث تعمل على تمكين طائفة معينة من السلطة والنفوذ دون باقي طوائف المجتمع، ما يؤثر ذلك بشكل سلبي ومباشر على المجتمع، وهو ما يتجلى في 4 مشاهد رئيسية هي: منع المجتمع من التمثيل الحقيقي في البرلمان، وإعاقة محاسبة المسؤولين، وتشكيل الأحزاب بشكل طائفي، إضافة إلى خلق بيئة سياسية على أساس طائفي وليس مجتمعي.
وتجسد ذلك بشكل واضح في كل من "الحشد الشعبي" في العراق و"حزب الله" في لبنان، الموالين لإيران.
رسالة دولية قوية من الرياض والمنامة
على الصعيد الرسمي، وجه العالم من الرياض رسالة قوية لإيران، خلال مؤتمر الأمن والدفاع الذي شارك فيه رؤساء أركان 18 دولة هي (دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر، والأردن، وباكستان، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، ونيوزيلندا، واليونان)، واختتم، الإثنين، بإدانة ممارسات إيران.
وأوضح رئيس هيئة الأركان العامة بالسعودية الفريق أول ركن فياض بن حامد الرويلي أن انعقاد المؤتمر يأتي لمناقشة التحديات والتهديدات والقضايا الأمنية والدفاعية التي تحيط بدول المنطقة التي تحتوي على نحو (%30) من إمدادات الطاقة في العالم، وتشكل الممرات الملاحية ما نسبته (%20) من الممرات التجارية العالمية، وهو ما يعادل (%4) من الناتج القومي العالمي.
وأضاف أن "الاجتماع جاء للتوصل إلى أنسب الطرق لتوفير القدرات العسكرية المشتركة التي تحقق تأمين الحماية للمنشآت الحيوية والحساسة".
وأشار إلى أن "المنطقة لا تزال تعاني من أزمات متواصلة منذ وصول نظام ولاية الفقيه في إيران إلى الحكم الذي يعمل على مبدأ تصدير الثورة للدول الأخرى والخروج عن الأعراف والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ونشر الفوضى بتوظيف المذهبية الدينية لخدمة السياسة وبتبني ودعم جماعات وأذرع وعناصر موالية لها، وتشكيل (أحزاب ومليشيات) تدين لها بالولاء المطلق لزعزعة الأمن والاستقرار في عدد من دول المنطقة".
وأكد الرويلي أن "القوات المسلحة السعودية تتصدى بكل فخر واعتزاز لكل التهديدات التي مصدرها إيران وأذرعها، متطلعاً إلى الخروج بموقف يؤكد المشاركة في دعم الجهود في حماية هذه المنشآت المهمة، وضمان عدم تكرار مثل تلك الهجمات، داعياً الجميع للمشاركة بفعالية في تعزيز القدرات والإمكانات للتصدي لكل التهديدات الإيرانية وأذرعها بالمنطقة.
وفي الختام، أكد المشاركون، في المؤتمر عبر البيان الختامي، موقفهم الموحد ضد الهجوم والاعتداء على السعودية وعزمهم على ردع مثل هذا العدوان الذي استهدف المنشآت الحيوية بالمملكة العربية السعودية.
وأدان المشاركون بشدة الاستهدافات السابقة على البنى التحتية للاقتصاد والطاقة للمملكة العربية السعودية التي تعد تحديا مباشرا للاقتصاد العالمي بل يتعدى ذلك إلى المجتمع الدولي.
وعبرت كذلك الدول المجتمعة عن دعمها الكامل لجهود المملكة التي بذلتها للتعامل مع هذه الهجمات، وأكدت حق المملكة وشركائها للدفاع عن نفسها وردع أي اعتداءات أخرى بما يتوافق مع القانون الدولي.
وأكد الجميع كفريق واحد الحرص على تحديد أفضل الطرق والوسائل لمشاركة ودعم السعودية والتركيز على الوسائل والعمليات الضرورية للدفاع وردع التهديدات ضد البنى التحتية الحيوية في المملكة العربية السعودية وأراضيها ومياهها الإقليمية.
ومن المقرر أن تتم مناقشة المشاركة التفصيلية من قبل الدول في مؤتمر "بناء القوة" المزمع عقده في 4 نوفمبر 2019م.
وليس بعيدا عن السعودية، فقد استضافت العاصمة البحرينية المنامة، الإثنين والثلاثاء، اجتماع مجموعة العمل الوزارية حول أمن الملاحة البحرية والجوية التابعة لعملية وارسو، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وبولندا ومشاركة أكثر من 60 دولة.
وكشفت الكلمات الافتتاحية للشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني وإليوت كانج القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة النووية وكرزيسزتوف كوزلويسكي وزير الدولة بوزارة الداخلية البولندية، توافقا عالميا على أهمية وضع خارطة طريق لحماية أمن الملاحة البحرية والجوية بالمنطقة.
ويُعد اجتماع المنامة إحدى نتائج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط الذي عقد بمدينة وارسو في فبراير/شباط الماضي الذي ركزت أجندته على مواجهة إيران، ليعبر كلا المؤتمرين (في وارسو والمنامة) عن إصرار دولي على مواجهة إرهاب طهران وتهديدها للملاحة في المنطقة.
وأكدت البحرين "أن هذا الاجتماع يشكل فرصة للتشاور وتبادل الرؤى بين العديد من دول العالم، للوصول إلى السبل الكفيلة لردع الخطر الإيراني وضمان حرية الملاحة في هذه المنطقة الاستراتيجية للعالم أجمع".
ويكتسب اجتماع البحرين أهمية خاصة في ضوء المتغيرات التي حدثت بعد قمة وارسو في فبراير/شباط الماضي، وكان أبرزها تعدد اعتداءات إيران على السفن التجارية بمنطقة الخليج العربي وتهديدها للملاحة الدولية ودعوة الولايات المتحدة في يوليو/تموز الماضي لتشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة وانضمام عدد من الدول بالفعل لهذا التحالف أبرزها السعودية والإمارات والبحرين وأستراليا وبريطانيا.
وتغطي منطقة عمليات التحالف البحري الدولي مضيق هرمز الممر المائي الأكثر أهمية في العالم لإمدادات النفط وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت أكثر من 60 دولة للمشاركة في تشكيل قوة بحرية دولية تؤمن الملاحة العالمية في الخليج، على خلفية الحوادث المتكررة التي طالت في الأشهر الماضية ناقلات نفط في مياه المنطقة لا سيما احتجاز طهران ناقلة نفط بريطانية.
ويمر نحو 40% من النفط المنقول بحرا في العالم عبر مضيق هرمز، وطالما هددت إيران بإغلاق المضيق الاستراتيجي.
كما دأبت إيران وأذرعها المنتشرة بالمنطقة على استهداف السفن التجارية لا سيما ناقلات النفط في مضيق هرمز، الأمر الذي تكرر خلال الأشهر الماضية.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjYwIA== جزيرة ام اند امز