اعتقال صحفي معارض يثير صراعات سياسية في إيران
مسؤولون إيرانيون يدعون لكشف جواسيس محتملين داخل وسائل الإعلام الحكومية بعد أسبوع من اعتقال صحفي معارض
بعد أسبوع من اعتقال الصحفي الإيراني المعارض روح الله زم على أيدي عناصر من استخبارات مليشيا الحرس الثوري، دعا مسؤولون سياسيون، بينهم برلمانيون، إلى الكشف عمن اعتبروهم جواسيس محتملين داخل وسائل الإعلام الحكومية.
وذكرت صحيفة كيهان اللندنية في تقرير لها، الثلاثاء، أن واقعة اعتقال مدير موقع آمد نيوز المعروف بتسريب فضائح فساد تتعلق بالنخبة في تركيبة نظام ولاية الفقيه، أثارت صراعا داخليا بين مسؤولين إيرانيين وتراشقا بالاتهامات مثل التجسس لحساب أجهزة استخبارات أجنبية.
واتهم حشمت الله فلاحت بيشه، عضو لجنة الأمن القومي ببرلمان طهران في مقابلة مع وكالة أنباء خانه ملت المحلية، أطرافا داخلية في إيران "لم يفصح عن هويتها" بالتعاون مع روح الله زم الذي زعم أنه كان يعمل لصالح استخبارات غربية، على حد قوله.
وعلى هذا المنوال، نشرت منصة "نو انديش" المحلية المقربة من التيار الأصولي خبرا حول اعتقال السلطات الإيرانية الصحفي محمد حسين حيدري المسؤول عن موقع تابع للرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد بدعوى ارتباطه بالصحفي المعارض روح الله زم المقيم في فرنسا كلاجئ سياسي منذ 2009.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية متشددة أيضا عن اعتقال عدد من موظفي مكتب الرئيس حسن روحاني لهم علاقة بملف الصحفي المعارض الذي وصف بيان صادر عن جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني عملية اعتقاله بالمعقدة والاحترافية بعد استدراجه من خارج البلاد، في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ونفى الناطق باسم القضاء الإيراني لاحقا اعتقال أيا من موظفي المكتب الرئاسي على خلفية قضية اعتقال الصحفي المعارض الذي يتهم معارضون والده رجل الدين المقيم في العراق محمد علي زم بالتواطؤ مع مليشيا الحرس الثوري في اختطافه وترحيله إلى طهران.
وتبادل كلا من حسام الدين آشنا مستشار روحاني وجواد كريمي قدوسي عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني اتهامات عبر موقع تويتر بالتورط في التعاون مع روح الله زم لتسريب معلومات حكومية حساسة، حسب تقرير كيهان اللندنية.
وتوقعت الصحيفة المعارضة مزيدا من الخلافات الداخلية بين مسؤولين إيرانيين يمثلون تيارات سياسية مختلفة في الفترة المقبلة، بسبب قضية اعتقال الصحفي المعارض المتهم بإثارة ما يصفها الإعلام الإيراني باضطرابات أمنية وشن حرب نفسية ضد طهران.
وبث التلفزيون الحكومي الإيراني قبل أيام ما قال إنها الحلقة الثانية من اعترافات أدلى بها زم الذي تتحفظ عليه استخبارات الحرس الثوري.
وقال الصحفي الإيراني المعتقل، حسب مقطع مصور بثته إحدى المحطات التلفزيونية الإيرانية، إنه تعاون مع ضابط سابق بمليشيا الحرس الثوري الإيراني يدعى محمد حسين رستمي، على حد قوله.
ورستمي مدان حاليا بالسجن عشر سنوات بعد اعتقاله عام 2016 لاتهامه بالتجسس لحساب الموساد الإسرائيلي، حيث كان أحد العناصر التي تولت القتال إلى جانب قوات النظام السوري.
فيما قال الصحفي المعارض وفق الاعترافات التي بثها التلفزيون الإيراني: "إنه تلقى من رستمي معلومات تتعلق بالمليشيات الإيرانية الموجودة في سوريا نظير دفع أموال".