زوجة صحفي إيراني معارض تكشف عن كواليس اعتقاله في العراق
الحكومة الفرنسية كانت على دراية بسفر زوجها إلى العراق رغم وجوده كلاجئ سياسي لدى باريس منذ عقد تقريبا
كشفت زوجة الصحفي الإيراني المعارض المقيم في فرنسا، روح الله زم، عن كواليس اعتقاله من قبل استخبارات مليشيا الحرس الثوري التي اختطفته من العاصمة العراقية بغداد في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأوضحت مهسا رازاني، زوجة زم الذي يدير موقع "آمد نيوز" المعروف بتسريب فضائح تتعلق بالنخبة المسيطرة على حكم إيران، أن زوجها غادر فرنسا قبل يوم واحد من اختطافه على متن إحدى طائرات الخطوط الملكية الأردنية من مطار شارل ديجول في فرنسا، ثم العاصمة الأردنية عمان قبل أن يحط الرحال في بغداد.
وأضافت رازاني، خلال مقابلة مع منصة "إيران واير" التي يباشرها صحفيون إيرانيون مناهضون للنظام عبر الإنترنت، أنها كانت على تواصل معه وراسلها هاتفيا أثناء توقف الطائرة ترانزيت لعدة ساعات في عمان.
وأشارت إلى أنه ظل على تواصل معها وأرسل لها صورة سيلفي التقطها لنفسه بمطار عمان، بل ظل يتصل بها حتى قرابة 24 ساعة من وصوله إلى بغداد.
وبعد يوم من وصوله إلى العراق، حسب زوجته، انقطعت أخباره بعد أن أبلغها في نبرة وصفتها بغير العادية في مكالمة هاتفية بينهما لم تستغرق أكثر من 60 ثانية أنه لا يزال على ما يرام، قبل أن تصلها أنباء حول اعتقال استخبارات مليشيا الحرس الثوري له بعد استدراجه في عملية وصفها بيان رسمي لطهران بـ"المعقدة والاحترافية".
ولفت بيان نقلته وسائل إعلام حكومية عن استخبارات الحرس الثوري، الإثنين الماضي، إلى أن "روح الله زم اعتقل بعد استدراجه إلى داخل إيران، زاعما بأن توقيفه بمثابة ضربة لأجهزة استخبارات أجنبية (لم يسمها) باعتباره أحد أفرع وسائل الإعلام المعادية التي تعمل على شن حرب نفسية ضد طهران".
الأمر اللافت أن زوجة الصحفي الإيراني المعارض قالت في تصريحات أخرى لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في نسختها الفارسية، إن روح الله زم لم يكن وحيدا بعد وصوله إلى العراق، حيث كانت تنتظره هناك مساعدة له في إدارة موقعه المعارض تدعي شيرين نجفي، لكن لم يتم اعتقالها على غرار زوجها.
وأضافت أن الحكومة الفرنسية كانت على دراية بسفر زوجها الصحفي المعارض إلى العراق، رغم وجوده كلاجئ سياسي لدى باريس منذ عقد تقريبا.
بدوره، بث التلفزيون الحكومي الإيراني ما قال إنها الحلقة الثانية من اعترافات أدلى بها زم الذي تتحفظ عليه استخبارات الحرس الثوري.
وقال الصحفي الإيراني المعتقل، حسب مقطع مصور بثته إحدى المحطات التلفزيونية الإيرانية، إنه تعاون مع ضابط سابق بمليشيا الحرس الثوري الإيراني يدعي محمد حسين رستمي، على حد قوله.
ورستمي مدان حاليا بالسجن عشر سنوات بعد اعتقاله عام 2016 لاتهامه بالتجسس لحساب الموساد الإسرائيلي، حيث كان أحد العناصر التي تولت القتال إلى جانب قوات النظام السوري.
فيما قال الصحفي المعارض وفق الاعترافات التي بثها التلفزيون الإيراني إنه تلقى من رستمي معلومات تتعلق بالمليشيات الإيرانية المتواجدة في سوريا نظير أموال.
واعتقل "روح الله زم" لفترة قصيرة عقب احتجاجات شعبية عام 2009 في بلاده، قبل أن يغادرها كلاجئ سياسي لدى باريس منذ عقد تقريبا ودشن منصته المعارضة من هناك.
واتهم معارضون والده محمد علي زم رجل الدين الإيراني المقيم في النجف العراقية بالتواطؤ مع جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري في اعتقاله وترحيله إلى إيران.