معتقلة إيرانية تفوز بجائزة حقوقية سويدية.. قيمتها 100 ألف دولار
ذهبت جائزة "أولوف بالمه" السويدية لعام 2023 إلى نرجس محمدي، ناشطة حقوقية وسجينة سياسية إيرانية، بالإضافة إلى ناشطين في مجال حقوق الإنسان من أوكرانيا وتركيا.وأعلنت مؤسسة أولوف بالمه، الإثنين، في بيان صحفي قرأه يواكيم بالم، فوز ثلاثة أشخاص بجائزة هذا العام.
وقد فازت "مارتا تشومالو"، ناشطة نسائية أوكرانية متخصصة في النوع الاجتماعي، وعالمة نفس وناشطة في مجال حقوق المرأة، كما فازت "إرين كسكين" محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان تعمل في مجال حقوق اللاجئين بالإضافة إلى العنف الجنسي والتمييز العرقي في تركيا.
و "نرجس محمدي" أحد مؤسسي مجلس السلام الوطني الإيراني، ونائبة الرئيس والمتحدث الرسمي باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، ومؤلفة سلسلة الحوار المكونة من مجلدين، "التعذيب الأبيض"، والحائزة على جائزة دولية مؤسسة ألكسندر لانجر في عام 2009 ، والموجودة حاليًا في سجن إيفين.
وجاء في البيان الصحفي لمؤسسة أولوف بالمه حول هؤلاء الناشطات الحقوقيات الثلاثة: "في النضال من أجل حرية المرأة، في عصر تتعرض فيه حقوق الإنسان للتهديد بالحرب والعنف والقمع، هؤلاء النساء الثلاث إلى جانب العديد من أخواتهن في الميدان من النضال، لقد ألهموا الآخرين بحياتهن وأفعالهن، ولقد مهدن بتضحياتهن الطريق أمام الرجال والنساء الشجعان لمواصلة النضال من أجل حقوق الإنسان الأساسية للجميع".
وقدمت مؤسسة أولوف بالمه نرجس محمدي كشخصية معروفة ومحورية في النضال من أجل حقوق المرأة وحرية التعبير في إيران وتابعت: "أدت أنشطته إلى اعتقالات متتالية لهذا الناشط السياسي وقد أمضى فترة مختلفة وطويلة فترات في السجن".
ونرجس محمدي هي ثاني إيرانية تحصل على هذه الجائزة، وفي السابق مُنحت هذه الجائزة إلى بارفين أردالان وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة في عام 2007.
وسيقام حفل توزيع الجوائز يوم الأربعاء الأول من فبراير/شباط المقبل في قاعة ستوكهولم للحفلات الموسيقية وسيتم بثه على الهواء مباشرة على الموقع الإلكتروني لمؤسسة أولوف بالمه.
وفي هذا الحفل، مارتا شومالو وإرين كسكين وممثل نرجس محمدي بحضور ستيفان لوفين، رئيس وزراء السويد الأسبق ورئيس صندوق أولوف بالمه التذكاري؛ سيتسلم يواكيم بالم، نجل أولوف بالمه وآنا سوندستروم الأمينة العامة لمركز أولوف بالمه الدولي، جائزتهما.
جائزة أولوف بالمه
وتبلغ قيمة جائزة أولوف بالمه 100 ألف دولار وتُمنح إلى واحد أو أكثر من نشطاء حقوق الإنسان كل عام لتكريم أولوف بالمه، رئيس الوزراء السويدي والناشط في مجال حقوق الإنسان الذي اغتيل في ستوكهولم عام 1986.
وتُمنح هذه الجائزة كل عام في عيد ميلاده لشخص أو أشخاص نشطين في الأهداف الإنسانية والتقدمية، ومُنحت جائزة أولوف بالم لعدة أشخاص منذ عام 1987 بهدف خلق تفاهم دولي وأمن مشترك.
ومن بين أولئك الذين حصلوا على هذه الجائزة شخصيات سياسية مشهورة مثل فاتسلاف هافيل، الرئيس السابق لتشيكوسلوفاكيا وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك.
وتأسست مؤسسة أولوف بالمه التذكارية في عام 1987 لتكريم الجهود الإنسانية لأولاف جواكيم بالمه، بعد عام واحد من اغتياله.
وفي السنة الأولى من تأسيسها، مُنحت جائزة هذه المؤسسة إلى زعيم النقابة آنذاك، سيريل رامافوزا، كممثل للنقابة بسبب نضال العمال السود في اتحاد عمال المناجم في جنوب إفريقيا لتحقيق المساواة.
من هي نرجس محمدي؟
ونرجس محمدي، ناشطة حقوقية ومتحدثة باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، اعتقلت في 23 أبريل من 2022 عندما اقتحمت قوات الأمن منزلها الشخصي وأعيدت إلى سجن قرجك ورامين لقضاء عقوبتها وتم نقلها إلى إيفين في النهاية وهو سجن يخضع لحراسة أمنية مشددة شمال طهران.
وقد حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات وثمانية أشهر و 154 جلدة بسبب أنشطتها في مجال حقوق الإنسان في قضيتين منفصلتين.
وتُعتبر محمدي من أشهر الناشطات الحقوقيات الإيرانيات، حيث تعرضت لسلسلة من الاعتقالات، أشهرها كان في عام 2011، حينما قضت عليها محكمة تابعة للحرس الثوري بالسجن لمدة 12 عاماً وخُفِّف هذا الحكم فيما بعد إلى ستة أعوام.
وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول 2022، منحت منظمة مراسلون بلا حدود جائزة شجاعات 2022، للناشطة محمدي.
وفي مطلع آيار/مايو لعام 2016، منحت منظمة مراسلون بلا حدود جائزتها لـ"نرجس محمدي"، كـ"بطلة الإعلام للعام 2016".
وتم منح هذه الجائزة للسيدة محمدي بسبب جهودها في قضايا السجناء وتعذيبهم ونشاطها المدني في السنوات الأخيرة.