إيرانية تهرب من زواج فاشل بطهران لتحقق نجاحا غير متوقع في لندن
سيبهر تزوجت عندما كانت بعمر 27 عاما، كانت وزوجها زملاء بالجامعة، وكان ودودا ومشهورا، لكن لسوء حظها كان شخصا ذا وجهين>
في ديسمبر/كانون الأول 2007، وصلت الإيرانية أتوزا سيبهر إلى بريطانيا ولم تكن تعرف أحدا هناك، وكانت حياتها بمثابة صفحة بيضاء لم تخط أسطرها بعدها، حينها كانت بعمر 30 عاما، هاربة من زواج كارثي.
وصلت سيبهر إلى لندن في الكريسماس، ومنحتها الأضواء التي أنارت الشوارع دفعة تشيجعية، وعن هذا تقول: "كان الأمر جميلا، كانت جميع الأماكن مضاءة، وكان الجميع يحتفلون، الحقيقة شعرت ببعض الأمل، لكن لم يتحدث أحد معي وكان هذا صعبا، في إيران، أينما ذهبت يتحدث معك الناس كما لو أنهم يعرفونك منذ سنين، كنت محبطة وخائفة وأشعر بحنين للوطن".
عاشت سيبهر بمفردها في شقة في لندن، وبدأت طريقا لم تتخيله قط من مطبخها، قائلة: "حتى تلك اللحظة في حياتي لم أفعل شيئًا سوى طهي الطعام، لكن الآن أطبخ طعام والدتي، وفي يوم الكريسماس قررت إعداد طبقها الخاص؛ أرز بالأعشاب مع كرات اللحم، تناولت هذا وقضيت طوال اليوم ملفوفة بالبطانية أشاهد التلفزيون".
وأضافت: "بعد هذا، أعددت مزيدا من طعامها وطعام جدتي وخالتي، كنت أفعل كل ما بوسعي كي يصبح تماما كما يعدونه، كنت أهاتفهن وأعد الطبق 20 مرة حتى يصبح كما اعتدته أن يكون، من الصعب التعبير عن الأمر، لكن أفتقد المنزل وهذا المذاق".
لكن حدث شيئا مفاجئا، سرعان ما بدأ الجيران في تقديم أنفسهم إليها والسؤال عما تعده من الأطعمة التي كانت وراء تلك الروائح اللذيذة، وبدأت سيبهر في طرق أبواب منازلهم ومعها أطباق الطعام الشهية، ودون أن تدرك أنها بهذه الطريقة تبني مستقبلًا جديداً تماماً لها، فهي الآن وبعد أكثر من 10 سنوات أصبحت وصفاتها تلك موجودة في كتاب طهي أعدته بنفسها، حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
سيبهر لا تزال تعيش في المبنى نفسه ولا تزال تعد الطعام لجيرانها، لكن لندن هي موطنها الآن والمدينة التي تحبها.
ماض قاس
ظاهريًا، تبدو سيبهر مثالًا على المرأة الإيرانية العصرية، لكن في وطنها يخبرنا زواجها قصة مختلفة.
سيبهر تزوجت عندما كانت بعمر 27 عاما، كانت وزوجها زملاء بالجامعة، وكان ودودا ومشهورا، لكن لسوء حظها كان شخصا ذا وجهين، وعندما تزوجا أصبح شخصا مختلفا تماما.
كان جيرانهما يسمعان صوته وهو يلقي الأشياء ويهدد بالقفز من المبنى كنوع من أنواع الضغط، لكن دائما ما كانت تمنحه فرصة ثانية.
"أردت إنجاح الأمر، كان الشخص الذي أحببته ذات مرة ويمكنني أن أرى أنه أحبني، ورغم أن هذا شيئا كانت أمي دائما ما تتساءل بشأنه، الآن وعندما أنظر للخلف.. هل كان حبا أم سيطرة؟"، تروي سيبهر قصتها مع زوجها.
ذهب الزوجان إلى طبيب نفسي، لكن في إحدى المرات ذهبت سيبهر بمفردها، فقال لها الطبيب: "إن كنت ابنتي كنت لكنت رغبت في أن تحصلي على الطلاق".
الطلاق في إيران ليس أمرا سهلا دون موافقة الزوج، وهو أمر لن يوافق عليه زوجها أبدا، خاصة أنه يحمل سلطة منعها من مغادرة البلاد: "شعرت أن هذا ليكون أول شيء يفعله إذا حاولت إنهاء هذا الزواج".
لكن بدلًا من ذلك، أعدت خطة أخرى بنفسها، وتم ترتيب أمر نقلها إلى العمل بمكتب الشركة في لندن، والتقدم بطلب للحصول على تأشيرة مدتها 5 سنوات، وقالت: "كان أصعب خيار أقدمت عليه، إما مواصلة هذه الحياة أو الاستسلام على كل شيء والبدء من جديد".
وعندما وصلت أوراق العمل، اصطحبتها عائلتها إلى طهران للتحدث مع زوجها، الذي سرعان ما احتد عليهم، فرحلوا مع ابنتهم عائدين إلى أصفهان.
تقول: "زوجي لم يعلم بالوظيفة في إنجلترا، لكن في هذه الليلة وبعد ساعات من الوصول إلى أصفهان، اتصل بي وطلب عودتي، وعندما رفضت أخبرني أنه سيلغي جواز سفري في اليوم التالي، فقالت والدتي لي (أحزمي أمتعتك.. يجب أن تغادري الليلة)".
رغم عدم حصولها على تذاكر السفر وكانت النقود تدفع نقدا وليس ببطاقات الائتمان، لكن شقيقها هاتف أحد أصدقائه لاستعارة بعض النقود، وبالفعل تمكنت من المغادرة، وفي صباح اليوم التالي تلقى والدها اتصالًا هاتفياً يؤكد منعها من مغادرة البلاد، لكن كان قد فات الآوان على ذلك.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg
جزيرة ام اند امز