جمعت الآلاف.. أجواء من الفن والتراث في أول مهرجان إيراني بالإمارات

شهدت دبي مساء السبت حدثًا استثنائيًا مع انطلاق أول مهرجان إيراني يقام في الإمارات، حيث غصّ بالزوار من الجالية الإيرانية والمقيمين، الذين جاءوا للاحتفاء بالموسيقى والفنون والثقافة الإيرانية.
اعتلى المسرح مجموعة من أبرز الفنانين الإيرانيين، بينهم همايون شجريان وكرزان قاسمي وعلي قمصاري، في حفل حمل عنوان «جشن إيران». وتنوعت الفعاليات بين عروض موسيقية ولوحات فنية ومعارض للحرف اليدوية والطعام التقليدي، لتقدم صورة شاملة عن التنوع الثقافي الإيراني.
وقالت نوردين إسكندر، المولودة في الإمارات، إن المهرجان لحظة فخر للجالية «أن نرى ثقافتنا تُقدَّم بهذا الشكل الرائع ولجمهور واسع هو شعور لا يوصف، ووجود شجريان على المسرح يمثل قيمة كبيرة بالنسبة لنا».
حضر الفعالية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات، الذي أكد في كلمته أن المهرجان يعكس الاحترام المتبادل بين الشعبين الإماراتي والإيراني، مضيفًا: «نحن شركاء في تاريخ طويل من التجارة والتواصل والتبادل الثقافي، ونسعى معًا لتعزيز السلام والاستقرار».
وشدّد علي رضا محمودي، القنصل العام لإيران، على عمق الروابط التاريخية والاجتماعية بين الشعبين، واصفًا الإمارات بـ"الوطن الثاني" للجالية الإيرانية.
وأوضح محمودي في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن الجالية الإيرانية موجودة في الإمارات منذ أكثر من سبعين عامًا، حيث وجدت فيها وطنًا ثانيًا ينعم أبناؤها بالراحة والاطمئنان، مؤكدًا أن التواصل بين الشعبين لم ينقطع يومًا، ويفصلهما بحر ضيق فقط.
وأشار القنصل الإيراني إلى أن المهرجان يعكس الروابط الثقافية والاجتماعية المشتركة، حيث شارك فيه أبناء الجالية إلى جانب حضور إماراتي لافت، بما يؤكد حرص الجانبين على تعزيز التلاقي والتقارب الإنساني عبر الثقافة والفنون.
وأضاف: "نثمّن الدعم الكبير الذي قدمه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، في رعاية هذا الحدث، وجهوده لإنجاحه ليكون منصة حقيقية للتبادل الثقافي"، متطلعًا لتوسيع التجربة إلى مدن إيرانية كأصفهان وطهران وشيراز.
وختم محمودي حديثه بتقديم الشكر للمسؤولين الإماراتيين والإيرانيين على دعم المهرجان، مشددًا على أن مثل هذه المبادرات تعزز العلاقات الثنائية وتوطّد قيم التسامح والعيش المشترك بين الشعبين الإماراتي والإيراني.
وأعربت مهرة محمود، إحدى الزائرات، عن سعادتها بالحدث قائلة: "كل شيء كان رائعًا. أحب الأجواء التي تعيدني إلى بلدي الأصلي، وأكثر ما جذبني هو حضور شجريان"، بينما قالت نيكي شريف: "أعشق المهرجان، وخاصة المأكولات والفنون والموسيقى. أشعر أن ثقافتي الإيرانية حاضرة بقوة هنا في الإمارات، وهذا أمر أقدّره كثيرًا".
أما علي ريزا، فأكد أن المهرجان "حدث شيق للغاية، ويُعتبر الأول من نوعه الذي يحظى بهذا الزخم، حيث جمع الجالية الإيرانية مع الإماراتيين في أجواء ثقافية رائعة"، مضيفًا أن الحفلات الموسيقية المرافقة ستمنح الفعالية رونقًا خاصًا.
بدوره، اعتبر علي فاربود أن المهرجان "فرصة رائعة للتقريب بين الثقافات، ولتعريف المقيمين من مختلف الجنسيات بالثراء الحضاري والمأكولات والفنون الإيرانية"، مشيرًا إلى أن الأنشطة المختلفة أحيت لديه مشاعر الحنين إلى الوطن.
أما أمير حسين عبيدي، فعبّر عن فرحته قائلاً: "جئت خصيصًا لحضور حفل همايون شجريان، وأنا سعيد جدًا برؤية الإيرانيين هنا بابتساماتهم الجميلة، فهذا المهرجان يجسد روح التواصل والانتماء".
من بين المشاركين أيضًا عبد العزيز موييني، صاحب متجر «ميلانو كوتور» الذي تأسس قبل 65 عامًا في دبي، والذي شارك بجناح عرض فيه تصاميم تقليدية. وقال: «بدأ والدي العمل ببيع الأحذية، ثم توسعت عائلتنا في تصميم الأزياء التقليدية، واليوم نشهد لأول مرة تجمعًا بهذا الحجم للاحتفال بثقافتنا».
ومن الفقرات اللافتة عروض الفنون القتالية الإيرانية التقليدية (الپهلواني) التي قُدمت باستخدام عصي خشبية ثقيلة، حيث أوضحت منى ديرباز، مالكة مركز OS1، أن هذه الرياضة القديمة تسهم في تعزيز اللياقة والقوة البدنية، مضيفة: «العصي الخشبية تمرّن الكتف بكامله، وهي جزء من تراث رياضي أردنا إعادة إحيائه».
تخلل المهرجان أيضًا الإعلان عن مسابقة الكتابة الإماراتية التي تنظمها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع «صندوق الوطن»، تحت شعار «ماذا تعني لي الإمارات». ودُعي الحضور للمشاركة بقصصهم وتجاربهم عبر مقالات أو قصائد أو رسائل، على أن تُنشر الأعمال الفائزة في كتب تذكارية بالعربية والإنجليزية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز