دبلوماسي إيراني سابق: خامنئي يؤجج العنف بالمنطقة
بعض التيارات داخل النظام الإيراني قلقة بشأن عواقب الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، ما يدل على تورط النظام في الهجوم
اعتبر دبلوماسي إيراني سابق أن المرشد الأعلى في بلاده، علي خامئئي، يعمل على تصعيد العنف في المنطقة بإعطاء أوامر بـ"أعمال حرب" ضد دول الجوار.
جاء ذلك في مقال للأمين العام لمؤسسة دراسات الشرق الأوسط (مقرها باريس)، نادر نوري، لصحيفة "لا تريبين" الفرنسية تحت عنوان "إيران.. المقامرة الكبيرة المحفوفة بالمخاطر من المرشد الأعلى".
وقال نوري إن "البيانات التي نشرتها الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الأمريكية لا تترك أي شك في أن الهجمات المتزامنة بالطائرات بدون طيار (درونز) على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، تم إطلاقها من الأراضي الإيرانية، رغم الإنكار المستمر لنظام الملالي".
واعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق أنه وفقاً للقانون الدولي فإن تلك التصرفات ترقى لأعمال حرب.
وأشار إلى أن تصريحات خامنئي بعد ثلاثة أيام من الحادث (14 سبتمبر/أيلول الجاري)، في التلفزيون الرسمي الإيراني، عندما رفض التعليق على الهجمات، وأي نقاش مع الولايات المتحدة، تؤكد أن المرشد هو مصدر إعطاء الأوامر لهذا العدوان على دول الجوار".
ولفت إلى أن الكثير من المراقبين الغربيين يتساءلون: “لماذا يواصل النظام الثيوقراطي ارتكاب مثل هذه الأعمال التي لا معنى لها، سواء كانت هجمات إرهابية ضد الناقلات والسفن التجارية، والتهديد المتكرر بإغلاق مضيق هرمز فضلاً عن هذه الهجمات على منشآت النفط السعودية؟".
وأضاف الدبلوماسي أنه "في الأيام الثلاثة الماضية، أعربت بعض التيارات داخل النظام الإيراني عن قلقها بشأن عواقب الهجوم على المنشآت النفطية السعودية.
وأوضح أن "التعبير عن هذه المخاوف يدل بشكل خاص على وجود خوف حقيقي داخل النظام الإيراني بتورطه في هذا العدوان، والمخاوف أيضاً من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على هذا الرهان الكبير".
وتابع: "إذا كانت هذه المخاطر موجودة بالفعل، فلماذا قام خامنئي بمثل هذا الرهان الكبير، بالدعوة إلى الانزلاق في العنف والتصعيد في المنطقة، خاصة أن فرنسا تعهدت منذ عدة أشهر بالتفاوض ومنح طهران خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار".
ولفت نوري إلى أن المشكلات التي تواجه النظام الثيوقراطي الإيراني تتجاوز بكثير ما يمكن أن تجلبه هذه الحلول الأوروبية، موضحاً أن هناك حاجة ملحة إلى تغيير السلوك الإيراني.
ورأى الباحث السياسي أن خامنئي تسرع في قراره بدعوته للتصعيد، واصفاً الخطوة بـ"الحماقة".
وأشار نوري إلى أن زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي، هذه المرأة ذات الشخصية القوية التي تحظى بقبول واسع من قبل النساء والشباب الإيرانيين، تمثل مصدر القلق الرئيسي للمرشد الأعلى الإيراني.
وأكد الدبلوماسي السابق أن نظام طهران لا يملك القدرة على تحمل العقوبات الطويلة.
ولفت إلى أن الصعود والهبوط في تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأيام القليلة الماضية، بالتصعيد تارة والتهدئة تارة أخرى لم تسمح لخامنئي الفوز في رهانه الكبير في إجبار الولايات المتحدة على رفع العقوبات.