الخميني تسلق السلطة على أجساد الشباب.. كتاب يروي جرائمه
فرنجيس حبيبي كشفت في كتاب صدر مؤخرا عن فضائح الخميني في تصفية معارضيه والتسلق على أرواح الثوار لتولي السلطة
كشفت المعارضة الإيرانية الراحلة فرنجيس حبيبي، في كتاب أصدرته قبيل وفاتها، عن لعبة الخميني في تصفية معارضيه والتسلق على أجساد الشباب الثوار لتولي السلطة بعد ثورة 1979.
وأشارت إلى أنه بعد 40 عاماً من الثورة التي سرقها المرشد الإيراني السابق، ازدادت البلاد تطرفاً وارتفع عدد المعتقلين السياسيين، واختنقت الحريات.
- لاعبو كرة القدم يسددون هجمات حادة بوجه مرشد إيران
- آلاف الإيرانيين ينددون بـ"مذابح" الحرس الثوري ضد العتالين
وذكرت المعارضة الإيرانية، في كتابها الذي حمل عنوان "الحرب جعلتني أتحدث من بعيد"، ونشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية مقتطفات منه، أن عدد المعتقلين السياسيين في عهد الشاه لم يتخط 3 آلاف معتقل، وأصبحوا مئات الآلاف في عهد الملالي.
وتوفيت حبيبي - الرئيس السابق لقسم الفارسية بإذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية - الأسبوع الماضي عن عمر يناهز (72 عاماً)، وكانت تعيش في فرنسا منذ اندلاع الثورة الإيرانية 1979، لمعارضتها نظام الملالي.. ووفقاً للمجلة الفرنسية، فإن المعارضة الراحلة كان لها تاريخ طويل في النشاط السياسي قبل الثورة الإيرانية، حيث كانت ناشطة في كونفدرالية الطلاب الإيرانيين.
وبعد الثورة ظنت أن الأوضاع السياسية ستتحسن وعادت إلي إيران مثل معظم المعارضين الإيرانيين، إلا أن الأمور ازدادت سواءً، ما أدى لنفيها مجدداً إلى فرنسا.
الثورة الإيرانية.. ظلام دامس
وروت المعارضة الإيرانية، في كتابها، الثورة الظلامية التي خلفتها الثورة الإيرانية المزعومة، والتي دمرت أحلام المناضلين السياسيين خلال تلك الفترة، إذ فوجئوا بطمس هامش الحريات التي كانوا يتمتعون بها، وغابت الألوان عن إيران وحلت محلها الأوشحة السوداء والظلام الفكري، والتطرف.
وأشارت حبيبي، في كتابها، إلى أنه بعد الثورة أصبحت جميع الأفواه مكممة، لا يجرؤ أحد على أن يعبر عن رأيه، وأصبحت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية خاضعة للرقابة، وحجبت جميع المعارض الفنية والأروقة الأدبية، كما منعت الاحتفالات والحفلات الغنائية.. وتابعت: "ليست هذه إيران التي حاربنا ليالي طويلة من أجلها لتكون بهذا الظلام الدامس".
وقالت فرنجيس، إن "الخميني لدى عودته من باريس، استغل الحماسة الثورية للشباب الداعين للتغيير، بزرع شعارات راديكالية تدعو إلى العنف، وتحرض على الموت لأي صوت يخالف أوامر المرشد"، موضحة أن "الشعارات التي ينادي بها النظام في خطاباته تحمل رسائل عدوانية للعالم بأجمعه".
ويكشف الكتاب أيضاً كيف تسلق الخميني بعدما تولى السلطة على أرواح الشباب الأحرار الذين قاموا بالثورة، واستغل المتطرفين والقوى الدينية عبر أذرعه من مليشيا الحرس الثوري للإطاحة بالثوار الحقيقين وتصفيتهم.
وتابعت "حبيبي": أن الخميني أسس دستوراً جديداً مستنداً إلى المرشد الأعلى، آية الله الخميني، والإرادة الشعبية ممثلة في 12 إماما شيعيا كأنهم خلفاء الأمام الشيعي الغامض (المهدي) على الأرض".
وأعربت المعارضة الإيرانية الراحلة في نهاية كتابها عن يأسها من تحسن مستقبل البلاد في ظل نظام الملالي، قائلة: "يوماً ما ستحمل هذه المقابر اسمي، ولكن لسوء الحظ سأدفن هنا في فرنسا بعيداً عن بلادي التي اغتربت عنها قسراً".
وتوفيت فرنجيس بعد 10 أيام من صدور الكتاب في 6 فبراير/شباط الجاري، الذي وثق سيرتها وانتهاكات الملالي وبراعته في تصفية معارضيه.